جلالة الملك يطلع على مشاريع اقتصادية واجتماعية بجهة مكناس تافيلالت

الجمعة 21 أبريل 2006 - 19:44
صاحب الجلالة يستمع لشروحات حول برنامج محاربة الهشاشة

اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الجمعة بمدينة مولاي إدريس زرهون، على عدد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية تهم جهة مكناس تافيلالت، وتندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .

وهكذا قدمت لجلالة الملك شروحات حول برنامج محاربة الهشاشة الذي يهدف إلى توفير العيش الكريم للساكنة التي تعيش في ظروف صعبة بالجهة وإدماجها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.

ولتنفيذ هذا البرنامج الذي يغطي الفترة من 2006 إلى 2010 جرت تعبئة استثمارات مالية بقيمة 690 مليون درهم منها 280 مليون درهم موجهة لمحاربة الفقر في الوسط القروي و80 مليون درهم لمحاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري.

وستستفيد مدينة مكناس، في إطار هذا البرنامج، من80 مليون درهم ستخصص لتمويل المبادرات المتعلقة بمحاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، والتي تستهدف ساكنة تقدر بحوالي 85 ألف نسمة موزعة على 13 حيا من أحياء المدينة.

وسيمكن هذا البرنامج من خلق مقاولات صغرى وجمعيات ومن تشجيع الأنشطة المدرة للدخل ودعم الكفاءات المهنية.

أما في ما يتعلق ببرنامج محاربة الفقر في الوسط القروي بمكناس، والذي ستستفيد منه17 جماعة قروية، فسيساعد سكان هذه الجماعات، التي تتراوح معدلات الفقر فيهم ما بين 30 و65 في المائة، من تحسين مردوديتهم والاستفادة أكثر من الجهود التي تبذلها الدولة والجماعات المحلية في مجال التنمية البشرية.

وبالمناسبة نفسها، قدمت لجلالة الملك شروحات حول برنامج لإنتاج التين وتجفيفه بكلفة مليون درهم، ويمتد على الفترة 2006 - 2009 .

وسيستفيد من هذا البرنامج، في مرحلة أولى 300 فلاح منضوين في إطار »جمعية الخير« بالجماعة القروية وليلي.

ويهدف هذا البرنامج إلى تشجيع إنتاج التين وتجفيفه وتمكين الفلاحين من معدات تقنية حديثة في مجال التجفيف ومساعدتهم على تسويق منتوجهم.

كما اطلع جلالة الملك على برنامج تهيئة وتجهيز عدد من دور الضيافة، التي يندرج إحداثها في إطار تشجيع السياحة القروية.

وقد رصد لهذا البرنامج غلاف مالي يقدر بمليونين و30 ألف درهم.

ويتعلق الأمر بخمسة من دور الضيافة تضم في المجموع 103 أسرة ستساهم في خلق عدد من فرص الشغل، ومن الرفع من الطاقة الإيوائية للمؤسسات السياحية بالمنطقة.

وقد قام جلالة الملك بالمناسبة، بزيارة لدار ضيافة نموذجية بمدينة مولاي إدريس زرهون
إثر ذلك قدمت لجلالة الملك شروحات حول البرنامج التكميلي لإعادة تأهيل مدينة مولاي إدريس زرهون الذي يشمل تقوية شبكة التطهير السائل وتهيئة موقف للسيارات وإحداث فضاءات رياضية وتأهيل الشبكة الطرقية وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز وتبليط الأزقة
وكانت وزارة الثقافة أشرفت على برنامج لتهيئة الساحة الكبرى بمدينة مولاي إدريس زرهون شملت بالخصوص ترميم الأبواب التاريخية المحيطة بها وتعزيز الإنارة العمومية وتهيئة ساحات تخصص لتنظيم تظاهرات ثقافية وفنية وترميم الباب القديم المؤدي الى ضريح المولى إدريس الأكبر.

وكان تقدم للسلام على جلالة الملك لدى وصوله أعضاء اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ورئيس المجلس البلدي لمولاي إدريس زرهون وشخصيات أخرى
وقبل ذلك، أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، صلاة الجمعة بالمسجد الأعظم بمدينة مولاي إدريس زرهون.

واستهل خطيب الجمعة خطبته بالتأكيد على أن الله تعالى إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه, وقد أراد سبحانه للمغرب المطمئن الأمين أن يكون بلد الإسلام والمسلمين وحصنا حصينا لهذا الدين ودرعا لأمته في كل حين فقيض له قيادة مؤمنة حكيمة واعية متبصرة صالحة مصلحة هي قيادة العترة النبوية الشريفة منذ تولت أمره بالبيعة الشرعية وقامت على رعايته وتدبير شأنه بشريعة القرآن.

وأضاف أنه انطلاقا من قول الله عز وجل »يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم« قامت هذه الدوحة الكريمة برعاية أمور الدنيا والدين منذ حل بها المولى إدريس الذي نجاور ضريحه في هذا المقام الأمين.

وقال إن من ثمار ذلك الاحتضان لدولة الأشراف والتعلق بحبهم والولاء لهم، أن تحققت للمغرب، عبر القرون، سيادته وكرامته وترسخت له عزته ومناعته وتيسرت له أسباب العيش الكريم والاطمئنان والاستقرار المكين ونعم بوحدة كاملة متماسكة جمعت شتات أبنائه وأهله وألفت بينهم في أخوة دينية ورابطة روحية ووطنية صادقة في ظل إمارة المؤمنين ورعايتها لشؤون الدنيا والدين.

وأكد الخطيب، أن هذه النعم تزداد اليوم رسوخا في عهد أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي تمثلت فيه خصال أهل النسب الشريف من أوصاف جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن هذه الخصال والأوصاف يراها الكل تتحقق في أعمال ومبادرات جلالة الملك الذي دأب على تشريف مدينة مكناس بزيارته الميمونة وصلته الرحم مع رعاياه الأوفياء بها، وجلالته يحمل في ركابه بشائر الخير ومشاريع النماء والازدهار لإسعاد أبنائها وسائر أبناء شعبه بالمملكة السعيدة المتعلقين بشخصه وبأهداب العرش العلوي المجيد.

وخلص الخطيب إلى القول إن مما يزيد المسلم تعلقا بحب الرسول الكريم هو ثناء الله على نبيه المصطفى الكريم بقوله المبين »لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم« موضحا أن من تجليات ذلك الحب المكين للنبي الكريم ما اعتاده أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، سيرا على نهج والده المنعم، ومعه شعبه الوفي المؤمن من إحياء ذكرى ميلاد النبي المصطفى الأمين في جو رباني بهيج.

وابتهل الخطيب إلى الله تعالى بأن يحفظ أمير المؤمنين ويسدد خطاه ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الامير مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الاسرة الملكية الكريمة.

كما تضرع إلى الباري سبحانه وتعالى بأن يمطر شآبيب رحمته على جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني.

وكان تقدم للسلام على جلالة الملك لدى وصوله شكيب بن موسى وزير الداخلية وحسن أوريد والي جهة مكناس تافيلالت عامل عمالة مكناس.

كما تقدم للسلام على جلالة الملك رئيس الجماعة الحضرية بمدينة المولى إدريس ورئيس المجلس العلمي والمندوب الجهوي للشؤون الإسلامية وناظر الاوقاف وممثلوا السلطات المحلية ونقيب الأشراف الأدارسة.

وبمدخل المسجد تقدم للسلام على أمير المؤمنين أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وبعد أداء صلاة الجمعة، زار أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ضريح المولى إدريس الأكبر، حيث ترحم جلالته على روح هذا الفقيد الكبير الذي منح هضبة زرهون، حيث موقع المدينة، إسمه ورفاته فأصبحت قبلة للوافدين لزيارتها وزيارة ضريح مؤسسها.

وتعكس زيارة جلالة الملك لهذه المعلمة الدينية والثقافية، الشاهدة على تشبث المملكة القوي بتقاليدها الاجتماعية والدينية، الاهتمام الذي ما فتىء أمير المؤمنين يوليه لرموز الحقل الديني بالمغرب التي ساهمت في ترسيخ أواصر الروابط التاريخية والدينية بالمملكة
ويعد المولى إدريس الأكبر رمزا من رموز هذا الوطن ومؤسس دولة الإسلام في هذه الربوع منذ وطئت قدماه أرض المغرب حيث وضع أسس الدولة المغربية وأعطاها مقومات الاستمرارية.

كما أن هذه البقاع شهدت منذ أكثر من 12 قرنا ميلاد عهد جديد مشرق في تاريخ المغرب بما تميز به من تحولات مهمة ساهمت في إبراز المقومات الأساسية لكيان الدولة المغربية والحفاظ على وحدتها.

وقد تقدم للسلام على أمير المؤمنين بمدخل الضريح، الشرفاء الأدارسة ونقيبهم.




تابعونا على فيسبوك