قد يتمنى مخرج فيلم "لماذا نحارب" Why We Fight الوثائقي الذي يتحرى لماذا تواصل أميركا شن الحروب أن يحقق النجاح الذي حققه فيلم مايكل مور "فهرنهايت 119 " Fahrenheit9/11، إلا انه يقول إن هذا فقط هو كل ما يريد أن يتشابه فيه مع مور .
ويحمل فيلم المخرج يوجين جاريكي نفس اسم سلسلة أفلام الدعاية التسجيلية الأميركية التي أخرجها فرانك كابرا أثناء الحرب العالمية الثانية ويبحث دور المجمع الصناعي العسكري في السياسة الخارجية الأميركية.
وربما يوفر الفيلم الذي يعرض على نطاق محدود ذخيرة لمعارضي حرب الرئيس جورج بوش في العراق لكن جاريكي يقول إن هدفه هو ألا يكون منحازا.
وبينما تتعرض إدارة بوش لبعض النقد في الفيلم يقول جاريكي إنه مهتم أكثر بالاتجاه الذي استمر على مدى نصف قرن من كوريا إلى فيتنام ثم البوسنة فالعراق
وقال جاريكي في مقابلة "القوات التي يتناولها فيلمي لا تهتم بمن هو الرئيس
" ويجري جاريكي مقابلات مع سياسيين ومؤرخين وعميل سري سابق لإدارة المخابرات المركزية الأميركية "سي اي ايه"وأعضاء في الجيش الأميركي وعراقيين عارضا تصنيفا لوجهات النظر دون وسائل التحايل والدعابة التي استخدمها فيلم مور .
قال "يمكنك أن تقول إن نصف سكان هذا البلد شاهدوا فيلم فهرنهايت 119 " "مشيرا إلى أن الفيلم المناهض لبوش الذي أنتج عام 2004 والذي حقق أعلى ايرادات لفيلم وثائقي في التاريخ.
ويبدأ فيلم "لماذا نحارب" منذ خطاب الوداع للرئيس دوايت ايزنهاور عام 1961 حين ابتدع الجنرال السابق في الحرب العالمية الثانية مصطلح "المجمع الصناعي العسكري" وطالب الأميركيين بأن يحذروا تأثيره.
ويبحث الفيلم الروابط بين السياسيين والمستشارين وصانعي الأسلحة ومقاولي الدفاع
ويجادل بأنه مع كون السبل الاقتصادية لكسب رزق الناخبين على المحك، فإن أعضاء الكونغرس يميلون إلى إقرار نفقات دفاع أضخم وأضخم والحكومة لديها دافع اقتصادي لشن الحروب.
ويبحث الفيلم أيضا الذريعة الخاصة بسياسة نشر الديمقراطية في ربوع العالم متسائلا عما إذا كان الدافع هو فتح أسواق للشركات الأميركية وتأمين إمدادات النفط.
وبين من ظهروا في الفيلم السناتور الجمهوري جون ماكين ونجل جون ايزنهاور واللفتنانت كولونيل السابق بسلاح الجو كارين كوياتكوفسكي التي عملت في قسم العراق بالبنتاغون وزارة الدفاع الأميركية.
والشخص الذي جعل الفيلم متماسك عاطفيا هو رئيس شرطة نيويورك المتقاعد ويلتون سيكزر الذي توفي ابنه جيسون 31 عاما في الهجمات على مركز التجارة العالمي.
ويصف سيكزر في الفيلم كيف أنه أراد أن ينتقم بعد الحادي عشر من سبتمبر
وفي عام 2003 أرسل سيكزر للقادة العسكريين رسالة بالبريد الإلكتروني ليطلب منهم كتابة اسم نجله على قنبلة.
ووافقت البحرية الأميركية وأسقطت القنبلة قرب بغداد في أبريل 2003 وقال سيكرز وهو محارب قديم في فيتنام "بعد الحادي عشر من سبتمبر مباشرة حين أعطانا بوش كل الإشارات المؤكدة على أن صدام حسين كان مسؤولا.
إذا كان ابني قد استدعي كنت سأقول له نعم اذهب وأجب نداء بلدك " وأضاف في المقابلة قوله "حين قال بوش لم أقل أبدا إن صدام حسين كان له أي يد في هجمات 9/11) قفزت من مقعدي تقريبا" واصفا الفيلم بأنه "موقظ".
وعرض الفيلم هذا الأسبوع في أكاديمية وست بوينت العسكرية قبل عرضه يوم الجمعة في نيويورك ولوس انجليس، وقال جاريكي إنه وجد جنودا مهتمين بطرح الاسئلة بغض النظر عن ارائهم السياسية.
وقال جاريكي "كل مرة نخوض فيها حربا نكتشف لاحقا إن الأسباب التي قدمت للجمهور ليست هي التي قادتنا إلى المعركة ضللنا طريقنا والسؤال المطروح هو كيف نعود .