عادت الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى التهديد بإحالة الملف النووي الإيرني على مجلس الأمن الدولي، على إثر إعلان طهران استئناف تخصيب اليورانيوم، مسببة إحراجا لحليفتها روسيا، التي ظلت تسعى للتوسط في الأزمة
والتقى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا أمس لبحث البرنامج النووي الإيراني، وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن الدول الثلاث ستطلب إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي.
وقالت الولايات المتحدة الأربعاء أن "من المرجح الآن أكثر من أي وقت مضى" إحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات محتملة وأنها ستسعى "لتغيير سلوك إيران" عبر القنوات الدبلوماسية.
وفي روسيا صرح وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس أن عدم وجود جدوى اقتصادية للنشاطات الإيرانية بتخصيب اليورانيوم يثير اشتباها بأن البرنامج قد يكون له "جانب عسكري مخفي"
وقال لافروف في مقابلة مع إذاعة "صدى موسكو" أن "عدم وجود جدوى اقتصادية أو حاجة عملية حقيقية للبرنامج مسألة تثير الشكوك بأن هذا البرنامج قد يكون له جانب عسكري خفي".
وإذا ما اتفق الوزراء الأوروبيون على مثل هذه الخطوة فإنها ستكون إيذانا بنهاية الجهود الدبلوماسية المستمرة منذ عامين ونصف من أكبر ثلاث دول بالاتحاد الأوروبي لإقناع الجمهورية الإسلامية بالتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يعتقدون انه يهدف إلى إنتاج وقود لصنع أسلحة نووية.
بلير يتزعم الحملة
وقال دبلوماسي من الدول الثلاث الكبرى بالاتحاد الأوروبي ان الخطة لاجتماع أمس في برلين هي "إلغاء وإحالة"، بمعنى أنها ستنهي المحادثات مع إيران ما لم تعد بعدم بدء تخصيب اليورانيوم وستحيلها إلى مجلس الأمن الذي يمكن أن يبحث فرض عقوبات اقتصادية ضد طهران.
وأضاف الدبلوماسي "الجميع موافق على أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة" في إشارة إلى ما قال إنه إجماع غير رسمي تم التوصل إليه بين الدول الأعضاء البالغ عددهم 25 في الاتحاد الأوروبي.
وصعدت إيران من الأزمة بشأن خططها النووية عندما بدأت فض أختام الأمم المتحدة في منشات بحث تخصيب اليورانيوم يوم الثلاثاء وأعلنت أنها ستستأنف قريبا جهود "البحث والتطوير" حول إنتاج اليورانيوم المخصب.
وأثار هذا انتقادات غاضبة من واشنطن والاتحاد الأوروبي وحتى روسيا حليف إيران التي تقيم لها مفاعلا نوويا بتكلفة مليار دولار في بوشهر وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي تماما ولكن الدول الغربية لا تصدق هذا التأكيد.
وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الأربعاء انه يهدف إلى التوصل إلى اتفاق دولي لإحالة إيران إلى مجلس الأمن وقال "بعد هذا علينا أن نحدد الإجراءات الواجب اتخاذها ونحن بالطبع لا نستبعد أي إجراء على الإطلاق".
ولم يشر بلير بشكل مباشر إلى استخدام القوة العسكرية ولكن تصريحاته بدت أقوى من تصريحات وزير الخارجية جاك سترو الذي قال الثلاثاء إن الخيار العسكري ليس من ضمن جدول أعمال بريطانيا وانه يعتقد انه ليس خيارا مطروحا لدى أي بلد وبدأ صبر الاتحاد الأوروبي تجاه إيران ينفد قبل شهور.
وقطعت الدول الثلاث الكبرى في الاتحاد الأوروبي المفاوضات مع إيران بعد أن استأنفت معالجة اليورانيوم في غشت، لكنها استأنفت المحادثات في الشهر الماضي
وزاد الغضب الأوروبي حدة بعد أن دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مؤخرا إلى "محو إسرائيل من على الخريطة" وشكك في مقتل ستة ملايين يهودي في محرقة اليهود.
إيران "بعيدة" عن تخصيب اليورانيوم
قال دبلوماسي غربي أمس ان إيران استكملت إزالة جميع الاختام التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مواقع التفتيش عن الوقود النووي.
ولكن أمام طهران وقت طويل كي تكون قادرة على تخصيب اليورانيوم
وقال الدبلوماسي القريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي مقرها فيينا "لقد استكملوا ازالة الاختام".
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه "ولكن ربما يكون من المتعين على إيران أن تعيد بناء جميع أجهزة الطرد المركزي فهناك صدأ نتيجة للرطوبة العالية الأمر سيستغرق وقتا طويلا".