قيادة الأحرار تنقلب على عصمان

السبت 21 يناير 2006 - 12:05
أحمد عصمان

أفاد مصدر قيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، أن مجموع أعضاء المكتب التنفيذي، الحاضرين في اجتماع مساء الخميس، في المقر المركزي للحزب في الرباط، انسحبوا، وتركوا الرئيس أحمد عصمان وحيدا، إذ لم يدم الاجتماع أكثر من خمس دقائق.

وأضاف المصدر أن المنسحبين التحقوا بمكتب أحمد الكرافس، في المقر ذاته، قبل التوجه إلى منزل محمد أوجار، لعقد اجتماع تقييمي استغرق، حسب مصادر متطابقة، زهاء ثلاث ساعات، خرج خلالها المكتب التنفيذي بقرار عقد مؤتمر استثنائي في أقرب الآجال، من أجل "إعادة الروح لحزب التجمع الوطني للأحرار، والقطع مع مرحلة التدبير الفردي، لحزب كان من المفروض أن يكون فضاء للحوار والاختلاف، لا لسيادة الرأي الوحيد" حسب ما نقلت المصادر عن عضو من المكتب التنفيذي.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الحاضرين في منزل أوجار كان وازنا، إذ بالإضافة إلى أعضاء المكتب التنفيذي، الذين انسحبوا من المقر المركزي، وعلى رأسهم رئيسا الفريقين بمجلسي البرلمان، محمد عبو (مجلس النواب)، والمعطي بنقدور (مجلس المستشارين)، التحق رئيس الغرفة الثانية وعضو المكتب التنفيذي مصطفى عكاشة بالاجتماع.

وغاب وزراء التجمع في حكومة إدريس جطو، الأعضاء بالمكتب التنفيذي للحزب، عن الاجتماعين، لتفادي الإحراج، حسب المصادر، التي أشارت إلى أن لجينة وساطة ثلاثية برئاسة مصطفى عكاشة، كانت "تدخلت لدى الرئيس أحمد عصمان، لتنفيذ وعوده بإعمال القرارات المتفق عليها بالإجماع، في اجتماع سابق للمكتب التنفيذي بحضور الرئيس، للضغط على أوجار للحيلولة دون تأسيسه حزب جديد، يزيد من متاعب حزب الأحرار، لكن رغم التزام عصمان بتطبيق القرارات والوفاء بما وعد به، بيد أنه نقض وعده وبقيت القرارات حبرا على ورق"، وأضاف المصدر أن "الهيئة التنفيذية للحزب منذ سنين وهي تجتمع، وتصدر القرارات، وأحيانا بالإجماع، لكن دون أن تجد طريقها إلى أرض الواقع".

وأكد المصدر أن "قرار الانسحاب والالتحاق بمنزل أوجار جاء لاتخاذ الموقف المناسب والقرارات الكفيلة بإخراج الحزب من أزمته الحالية، والحيلولة دون انشقاقه، بالحفاظ على وحدته، مما استدعى الدعوة إلى مؤتمر استثنائي، تضاربت الآراء حول موعده بين شهر وأربعة أشهر، ليستقر في أربعة أشهر، على أساس أن يكون المؤتمر محطة حاسمة لتقويم إدارة وهيكلة الحزب، وفي الآن نفسه للملاءمة وتعديل القوانين المنظمة للحزب"
وكانت مصادر أخرى قالت لـ "الصحراء المغربية" إن هذا الاجتماع، خصص أيضا للبحث عن خليفة للزعيم، الرئيس أحمد عصمان.

ولم يعقد المكتب التنفيذي للحزب اجتماعاته، حسب مصدر قيادي، سوى 8 مرات على أبعد تقدير، على مدى سنة كاملة، مما يوضح الأزمة الإدارية التي يعيشها التجمع الوطني للأحرار .

وكان الصراع ينشب بين الفينة والأخرى بين أعضاء الحزب القياديين تارة، والبرلمانيين، ومع كل مرحلة، يبرز قائد جديد للصراع، إذ انطلق مع تشكيل حكومة جطو الأولى، حيث انتفضت مجموعة من القياديين ضد الرئيس "لانفراده بالتفاوض حول عدد حقائب الحزب، وممثليه في هذه الحكومة"، وليبرز من جديد مع التعديل الحكومي، وكذلك مع انتخاب رئيسي مجلسي المستشارين والنواب بالبرلمان.

من جهة أخرى نفت مصادر مقربة من محمد أوجار، أن يكون هذا الأخير أوقف عملية الإعداد للتأسيس للحزب الجديد، إذ تواصل اللجان المشكلة اجتماعاتها التحضيرية لعقد المؤتمر التأسيسي للحزب.




تابعونا على فيسبوك