بينما تحتضن المملكة المغربية بطولة كأس إفريقيا للأمم للسيدات، تخطف لبؤات الأطلس الأنظار من جديد، ليس فقط بنتائجهن على أرض الملعب، ولكن أيضا بصدى إنجازاتهن في الصحافة الدولية، خصوصا الإسبانية، التي احتفت بأداء المنتخب المغربي ومدربه الإسباني خورخي فيلدا.

وجاء تأهل المغرب إلى النهائي بعد مباراة مشوّقة أمام منتخب غانا، انتهت بركلات الترجيح لصالح اللبؤات، لتستمر المسيرة بثبات نحو اللقب القاري، وتؤكد أن التطور الذي شهدته كرة القدم النسوية المغربية ليس وليد الصدفة.

المدرب الإسباني خورخي فيلدا، الذي قاد منتخب بلاده للتتويج بكأس العالم للسيدات لسنة 2023، وجد في المغرب ما وصفه بـ"الاحترام والدعم الحقيقي لمشروعه الرياضي"، كما كتبت صحيفة El País. وأضافت الصحيفة أن "فيلدا، الذي غادر منصبه في ظروف مثيرة للجدل بإسبانيا، وجد في المغرب فضاء يعترف بكفاءته ويمنحه الحرية الكاملة لإعادة تشكيل فريق تنافسي".

أما صحيفة Marca فكتبت: "فيلدا يعيد ابتكار نفسه في إفريقيا.. المغرب يربح مدرباً بخبرة عالمية"، في حين قالت La Vanguardia إن "لبؤات الأطلس يمثلن اليوم نموذجا لما يمكن أن يتحقق حين يتقاطع الطموح السياسي بالدعم الرياضي الحقيقي".

ولا يُخفي المراقبون أن نجاح كرة القدم النسوية بالمغرب هو ثمرة استراتيجية واضحة المعالم، دعمتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث جرى استثمار الملايين في مراكز التكوين، والبنيات التحتية، والبطولات المحلية، ما جعل المنتخب الوطني يحظى بقاعدة صلبة ومواهب شابة.
 ويبدو أن العلاقة بين فيلدا واللاعبات تجاوزت العلاقة الكلاسيكية بين مدرب وفريق، لتتحول إلى مشروع ثقة متبادل، وروح واحدة، كما تجلى في التحضيرات الدقيقة، حتى لسيناريو ركلات الترجيح، كما تقول الصحافة الايبيرية التي تصف خورخي فيلدا بـ"مهندس مستقبل الكرة النسوية في المغرب".
وسيواجه المنتخب المغربي نظيره النيجيري يوم 26 يوليوز في المباراة النهائية، أمام أعين رئس الفيفا جياني إنفانتينو، بحسب مصادر إعلامية إسبانية، في حين ستلعب غانا أمام جنوب إفريقيا على المركز الثالث.
 وبينما تتجه الأنظار إلى هذا الموعد القاري الحاسم، تبقى قصة لبؤات الأطلس ومدربهن الإسباني مثالا جميلا على كيف يمكن للإرادة والتفاهم أن يعبرا بالفرق من طموح المشاركة إلى حلم التتويج.

---