على بعد 47 كيلومترا جنوب مدينة مراكش، أقيم أول مستشفى عسكري ميداني جراحي متنقل في أسني، من طرف القوات المسلحة الملكية، وتحديدا في أقرب نقطة من المناطق الأكثر تضررا من فاجعة زلزال 8 شتنبر.

وبسطت القوات المسلحة الملكية خياما تتضمن عدة تخصصات طبية وجراحية إلى جانب الدعم النفسي، يلجها يوميا عدد من سكان الدواوير التي طالها الزلزال. وصرح الكولونيل محمد بدوي، طبيب باطني بالمستشفى العسكري الميداني الجراحي، لـ "الصحراء المغربية"، أنه "بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، انتقلنا، ليلة الحادث، على وجه السرعة إلى المنطقة وقمنا بإنشاء هذا المستشفى الميداني العسكري من أجل تقديم العلاجات الطبية والإسعافات".

وأفاد الكولونيل بدوي أن المستشفى يضم 24 طبيبا مختصا يسهرون على تقديم الإسعافات الطبية والجراحية، ضمن تخصصات طب المستعجلات وجراحة العظام، واختصاصات أخرى منها الأنف والحنجرة، كما يتوفر على مركب جراحي للقيام بالعمليات الجراحية للسكان المنكوبين جراء الزلزال. وتابع المتحدث أن المستشفى العسكري الميداني يتوفر أيضا على خلية مواكبة نفسية يشرف عليها طبيب نفساني و50 مساعدة اجتماعية من أجل تقديم الدعم النفسي، خاصة للأطفال الذين يعيشون تحت هول الصدمة والهلع، وأيضا النساء الحوامل. وبخصوص الحالات الحرجة، يقول الطبيب، يتم توجيهها إلى المستشفى العسكري بمراكش أو مستشفى بتحناوت والمستشفى الجامعي بمراكش، بتعاون وشراكة مع وزارة الداخلية ومصالح الوقاية المدنية ووزارة الصحة. وكشف الكولونيل بدوي أن المستشفى الميداني استقبل أول أمس الاثنين 500 حالة، تتضمن حالات جراحية وطبية، بالإضافة إلى حالات نساء في حالة صدمة وخوف، ثم أشخاصا يعانون كسورا أجريت لهم عمليات في قسم طب الاستشفاء.

وفي ما يتعلق بوجود حالات ولادة، أفاد الطبيب ذاته، أنه لم تكن هناك حالات ولادة، فيما يوجد طبيب يسهر على معاينة النساء الحوامل اللواتي يوجدن تحت تأثير الصدمة، حيث تتم مواكبة أزيد من 20 حالة يوميا. من جهة أخرى، أكد الكولونيل بدوي أن المستشفى الميداني سيظل مفتوحا ويسهر على علاج ومواكبة السكان المصابين، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية. ومن خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها "الصحراء المغربية" للمستشفى العسكري الطبي الميداني، لوحظ أن الأطفال يتوافدون رفقة أولياء أمورهم من أجل الاستفادة من مواكبة الدعم النفسي، حيث هيئت لهؤلاء الأطفال أيضا كل الإمكانيات المساعدة على العلاج من قبيل تمكينهم من الألوان والأوراق ومساعدتهم على الرسم للخروج من الأزمة النفسية.