أكد محمد بنجلون، عضو الإدارة الشرفي الدولي ومستشار المجلس الأعلى لبنك المياه الدولي في المغرب وشمال إفريقيا، أن الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس السبت بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد إلى شعبه العزيز، قدم من خلاله توجيهات دقيقة ودعوة صريحة لتجاوز إشكالية الماء من خلال الحرص على تنفيذ البرنامج الوطني للماء.

وأضاف بنجلون أن جلالة الملك قال في الخطاب الملكي "أما في مجال تدبير الموارد المائية، الذي يتطلب المزيد من الجدية واليقظة، فقد حرصنا على بلورة البرنامج الوطني للماء لفترة 2020-2027"، هذا دليل على أن المغرب يعيش إشكالية بسبب ندرة المياه ما يتطلب مزيدا من اليقظة والجدية في تدبير الموارد المائية. وتابع ممثل بنك المياه الدولي في المغرب وشمال إفريقيا، "إدراكا من جلالته لما تفرضه ندرة المياه من تحديات، ما فتئ يولي اهتمامه لإشكالية الماء، الذي توج بإخراج البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027 الذي يعتبر  خارطة طريق لمواجهة التحديات المستقبلية التي تطرحها التغيرات المناخية، وفي مقدمتها توفير الموارد المائية بالكمية والجودة اللازمتين، بهدف استكمال بناء السدود وشبكات الربط المائي".
وأبرز عضو مجلس الإدارة الشرفي الدولي أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يدعو في خطبه الملكية إلى أخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول، لهذه المادة الحيوية. واسترسل المتحدث أن الخطاب الملكي قدم دعوة صريحة للجميع، حكومة ومؤسسات ومواطنين، للتحلي بالصرامة والمسؤولية، في التعامل مع الوضع المائي، وأخذ إشكالية نقص الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، وذلك بإحداث تغيير في السلوك المجتمعي من خلال التعامل مع الموارد المائية.
وأفاد بنجلون أن خطاب جلالته يدعو كل المتدخلين في قطاع الماء والساهرين على تدبير الشأن المحلي، إلى بذل مزيد من الجدية مع اليقظة في التتبع والسهر على تنفيذ مقتضيات البرنامج الوطني للماء.
وأردف بنجلون، قال جلالته «إننا ندعو للتتبع الدقيق لكل مراحل تنفيذه، مؤكدين أننا لن نتساهل مع أي شكل من أشكال سوء الحكامة والتدبير، والاستعمال الفوضوي واللا مسؤول للماء»، ويتضح أن جلالة الملك محمد السادس يدعو إلى عدم التساهل في أي شكل من أشكال سوء الحكامة والتدبير الفوضوي واللامسؤول للماء، لأن المطلوب هو الاستعمال الرشيد والمعقلن للماء من أجل الحفاظ على هذه المادة الحيوية. وأشار بنجلون إلى أنه لأهمية الماء صاحب الجلالة يشدد في كل مناسبة أو خطاب على أن "واجب المسؤولية يتطلب اليوم اعتماد اختيارات مستدامة ومتكاملة، والتحلي بروح التضامن والفعالية، في إطار المخطط الوطني الجديد للماء، الذي ندعو إلى التعجيل بتفعيله"، من خلال التركيز على أربعة توجيهات رئيسية، تتمثل أساسا، في ضرورة إطلاق برامج ومبادرات أكثر طموحا، واستثمار الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة في مجال اقتصاد الماء، وإعادة استخدام المياه العادمة، وإعطاء عناية خاصة لترشيد استغلال المياه الجوفية، والحفاظ على الفرشات المائية، من خلال التصدي لظاهرة الضخ غير القانوني والآبار العشوائية.