الشارقة تواصل احتفاءها بالخط في معرض "ارتقاء الضوئي"

الصحراء المغربية
السبت 08 أكتوبر 2022 - 20:36
تصوير: خاص

تتواصل فعاليات ملتقى الشارقة للخط في دورته العاشرة، التي شهدت يومه السبت افتتاح معرض "ارتقاء الضوئي" من طرف رئيس دائرة الثقافة في الشارقة عبد الله العويس، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، مدير ملتقى الشارقة للخط، بالتعاون مع جمعية الإمارات للتصوير الضوئي.

وحضر افتتاح المعرض الذي يحتضنه "بيت الحكمة" بالشارقة، ضمن فعاليات أمين سر الجمعية محمد الهاشمي، وعدد كبير من فنانين وإعلاميين ومحبي التصوير.
ويأتي المعرض ترجمة لشعار ملتقى الشارقة للخط "ارتقاء"، إذ يقدم مجموعة أعمال تصويرية تعكس إبداعات الخط العربي من جانب، فيما تصور، من جانب آخر، موضوعات حيوية أخرى، تقدمها عدسات مصورين مبدعين يحملون رسالة فنية إبداعية.
تلامس أعمال معرض "ارتقاء" الضوئي أيضا تفاصيل الحياة اليومية غير المرئية من منظور إبداعي للمصور، بحيث يتمكن المشاهد من الارتقاء بصريا وروحيا نحو جانب مخفي في الحياة.
ويتضمن المعرض صورا للفنان العالمي سامي العلبي، مصور النجوم والمجرات، حيث يستطيع المشاهد أن يرى عظمة الخالق في تكوين المجرات. وفيما يأخذنا عمر علي المرزوقي في جولة في إمارة الشارقة، مبرزا جمالياتها وأضواءها الساحرة وتكوينها العمراني اللافت، فإن نعمة سمير الناجي تحاول توثيق اللحظات الإنسانية العابرة في الحياة، وإبراز الأمكنة الضاربة جذورها في عمق التاريخ، وهي لا تتوقف عند هذا الحد، بل تطوف عدستها في كل اتجاه بحثا عن صورة تتحدث عن نفسها فور النظر إليها.

ويشارك أيضً في المعرض الذي يحمل أعمالا أخرى ما بين المفاهيمي والتجريدي لإعطاء منظور وبعد وتكوين ضوئي جديد، كل من فاطمة سعيد الحارثي، وعدي شنشل، وأحمد يوسف آل علي، والدكتورة وسام ممدوح، وشيماء حسني عبد الحميد، ودانية استيتية، وسهام محمد إبراهيم، ووائل أنسي، وعبير الهمداني، وسماح نضال الخفش، وعائشة سعيد الشحي، ونوير مهدي الهاجري.
وحظي مرتادو بيت الحكمة بجولة بين صور تحاكي إبداعات الخط العربي، وتستلهم أفكارها من هذا الفن الأصيل، الذي ينطوي على الكثير من الجماليات، فيما تناولت صورا أخرى المكان والطبيعة كموضوع لها.

 
"الخط العربي .. مدن وتاريخ"

وشهد "بيت الحكمة" عقب افتتاح معرض "ارتقاء الضوئي"، انطلاق أعمال الندوة الدولية المصاحبة لملتقى الشارقة للخط، بحضور عبدالله العويس ومحمد القصير، ومحمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد.
وشارك في الندوة التي نظمت تحت عنوان "الخط العربي.. مدن وتاريخ"، 6 باحثين من عدة دول.
تحدث في الجلسة الأولى من الندوة ثلاثة باحثين، هم خالد الجلاف عن محور الإمارات، وخوسيه ميغيل بويرتا عن محور إسبانيا، وصلاح الدين شيرزاد عن محور العراق والدولة العثمانية.
وحمل بحث الجلاف عنوان "ارتقاء فن الخط العربي من جديد – حجم الاهتمام الإماراتي"، حيث تحدث فيه بداية عن تاريخ الخط العربي، والمراحل التي عبرها من الصورة إلى الحرف.
وأبرز الجلاف مسيرة الخط العربي في الإمارات، موضحا أن الكتاتيب مثلت دورا بارزا في تعليم أبناء الخليج القراءة والكتابة، كما تناول الدور الكبير لوزارة التربية والتعليم من خلال بناء المدارس الحديثة وإعداد منهج دراسي حديث ينبثق من عادات وتقاليد الإماراتيين.

وأشار الجلاف إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مع منتصف ثمانينات القرن الماضي بالاهتمام الرسمي والحكومي بفن الخط العربي، سواء من خلال دعم أنشطة جمعية الامارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية المتعلقة بفن الخط العربي، أو بدء تنظيم المعارض الخطية على المستوى المحلي أو العالمي، كما تحدث عن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والمجمع الثقافي في أبو ظبي، وندوة الثقافة والعلوم في دبي، ومجلة "حروف عربية"، والندوات والمعارض المصاحبة لها.
وقدم خوسيه ميغيل بويرتا بحثا بعنوان "الخط الأندلسي، أصله ومراحل تطوره في العمائر"، وذكر في البداية أن خطوط اللغة العربية أخذت تنتشر في المصادر العربية في "الأندلس" متألقة في فنون وعمارة الحضارة الجديدة آنذاك خلال قرون طويلة بلغت في مناطق مملكة غرناطة ما ينيف عن ثمانية قرون.
 وعرج بويرتا خلال حديثه، إلى كتابات أبنية قرطبة وروائع خطوط فسيفسائه، سيما في المسجد الجامع وفي مدينة الزهراء، حيث المزيد من اللوائح التذكارية مندمجة في العمارة ذاتها أو محفوظة في المتاحف، وذكر أيضا خطوط قصر الخلافة في مدينة الزهراء حيث بمقدور المرء مشاهدة أروع كتابات الزهراء في مجلس الذهب بفضل علماء الآثار والمرممين، الذين دأبوا طوال عقود على ترتيب القطع الزخرفية والخطية للمجلس، وردها إلى الجدران بعد أن أعادوا بناءها حديثا.
وذكر الباحث الإسباني تنوع الخط وبذور الوصل بين الشعر والعمارة في الأندلس من ممالك الطوائف إلى نهاية حكم الموحدين. ولفت أنه يمكن وصف قصور الحمراء بأنها عمارة الكلمة والخط بامتياز، حيث تستدعي القراءة وتذوق  الجمال الخطي وليس المشاهدة البحتة فقط.
وتناول بحث شيرزاد موضوعا بارزا بعنوان "الخط والخطاطون في العراق في العصر العثماني"، وأشار إلى 6 نماذج مهمة من خطاطي العراق، ومنهم الخطاط إسماعيل بن مصطفى الأنوري (البغدادي)، وتوفي في إسطنبول عام 1765، والخطاط سفيان بن وهبي، الذي أسهم في إحداث نهضة فنية ببغداد، وتوفي سنة 1838، وصالح بن أحمد بن يحيى السعدي، هو خطاط مشهور من الموصل، وتوفي سنة 1828.
كما ذكر الخطاط الحاج محمد علي صابر وأخذ الخط من الخطاط التركي عثمان ياور وتوفي في سنة 1941، والخطاط الملا عارف بن أحمد بن فليح الشيخلي الذي تعلم أصول الخط من أبيه وتوفي سنة 1885، وأخيرا الخطاط الملا علي بن درويش الفضلي، الذي درس العلوم والآداب والفنون على يد كبار علماء بغداد، وتفوق في الخط العربي كموهبة وحرفة.
يشار إلى أن الندوة ستواصل أعمالها يوم غد الأحد في بيت الحكمة، حيث تعقد الجلسة الثانية، ويشارك فيها بسام ديوب عن محور بلاد الشام، ومحمد الحداد عن محور مصر، ومحمد الحسني عن محور المغرب العربي.
 




تابعونا على فيسبوك