نادي الكتاب لوماتان يستضيف حسن الجاي العاشق والشغوف بالمسرح وفن الحكي

الصحراء المغربية
الجمعة 15 أبريل 2022 - 17:49

تواصلت لقاءات نادي الكتاب التي تنظمها مجموعة "لوماتان"، باستضافة، أحد الفنانين الذين يصيغون الكلمات إلى روح، ويتعلق الأمر بحسن الجاي، العاشق والشغوف بالمسرح وفن الحكي.

وفي هذا السياق، قدمت الإعلامية، سعاد بدري، يوم الخميس المنصرم، الضيف حسن الجاي، الذي سافر بالحضور إلى عوالم المسرح وفن الحكي، وقالت إن استضافة حسن الجاي يؤكد طموح "نادي الكتاب" الذي يؤمن بالتنوع، والاختلاف، ويهدف إلى نشر الثقافة بكل تلاوينها.
وحول سؤال من أين انبثقت شرارة هذا العشق الأولي للمسرح، قال جاي "أعتقد أنني أحببت المسرح دائما، فبقدر ما تعودت ذاكرتي، كانت لدي قابلية لإضحاك الآخرين".
ويتذكر أنه كان يستعير ملابس من أقاربه للتنكر وتغيير صوته حتى يقلد هذه الشخصيات التي يتفنن في محاكاتها، مضيفا أحببت أيضا جعل الناس يضحكون، ومنحهم الفرحة لجعلهم يبتسمون ومتعة مشاركة شغفه معهم.
بصيغة أخرى يمكن القول إن حسن الجاي تمكن من صقل مواهبه، وكانت له القدرة على ملاحظة التفاصيل اليومية، وكشف بعض الحقائق التي كان يسلط عليها الضوء على خشبة المسرح. ومن خلال هذه العلاقة السرمدية مع المسرح تولد لديه شغف بالسرد مع قدرة خاصة على التعامل مع الكلمات وإحيائها وتقديمها. إذ يرى الجاي أن الكلمة هي أساس كل شيء.
يقول الجاي في تاريخنا الإسلامي، وحتى في تاريخ البشرية، لطالما فرضت الكلمة وزنها. وقامت الحضارة الإسلامية على مبدأ الكلمة الإلهية وخصوبتها ونبلها وإلهامها. وسواء في حضارتنا أو في كل الحضارات الأخرى، هناك كتب ذات قيمة كبيرة. عندنا القرآن الكريم وكتب "السيرة النبوية" والقصائد الصوفية، التي تمثل مصدرا مهما لبناء أمة بأكملها.
ويضيف أن الكلمات أيضا مهمة جدا للتواصل والمشاركة، مشيرا إلى أن الإنسان أبدع المسرح للاستماع والمشاهدة. هذا هو معنى كلمة مسرح. يجب أن تكون الكلمات في المسرحية منطقية، ويجب أن تكون لها حياة ومعنى وتأثير على الناس لتقودهم لتخيل القصة التي تروى، سرد القصة بالكلمات يختلف من لغة إلى أخرى. "عندما أروي قصة بالفرنسية أو بالإنجليزية، أستخدم الكلمات بشكل مختلف، وأعطيها إيماءة أو إيماءة تكون مختلفة"، يقول الجاي.
شغف حسن الجاي بالتصوف يحيل على اختياراته الأدبية، التي كثيرا ما يستلهم منها هذا المنظور الفكري المتشبع بالتصوف، لكنه يؤكد أن الحب الأول، الذي سيطر على وجدانه هو المسرح، وأنه كان شغوفا، أيضا، بالنصوص الكلاسيكية لشيكسبير، وموليير ونصوص أخرى.
وأكد الجاي أنه لا يحبذ المسرح المعاصر بحكم أنه فقير على مستوى المعجم اللغوي والمجاز التصويري، ضاربا المثل بقصة "قيس وليلى" التي تعد جوهر الفن الكلاسيكي، وتستجيب إلى اليوم للبحث في أضمومتها، وقال "حينما حاولت إعادة كتابة هذه القصة لتجسيدها مسرحيا، تفننت في اقتباس الكلمات الجميلة وأخضعتها لمنطق اللغة الفرنسية وعوالم الصوفية".
العودة إلى التراث الأدبي العربي كان أحد مقومات تأسيس مسرح عربي، وهو ما يتجلى في أشهر تجارب الكتابة المسرحية عربيا في العقدين الأخيرين، لكن هذا الحضور تقلص بعض الشيء مع بروز نزعة نحو المحلية في مختلف البلدان العربية التي تنتج مسرحا بشكل منتظم.
رغم ذلك يظل الأدب العربي القديم منهلا يعود إليه المسرحيون، ومن ذلك مسرحية "مجنون" وتعود إلى شخصية قيس بن الملوح المعروف بلقب "مجنون ليلى" في التاريخ الأدبي.
ويمكن أن نقرأ في هذا العمل امتدادا لانشغال حسن الجاي بإعادة توظيف التراث العربي في صياغات مسرحية ذات تركيب بصري معاصر.
يشار إلى أن حسن الجاي درس في معهد "لي ستراسبورغ" للمسرح والسينما في نيويورك، ثم في كور فلورانت في باريس، حيث حصل على شهادة ممثل محترف من مرتبة الشرف. يقيم اليوم في المغرب، يؤلف ويؤدي نصوصا بثلاث لغات للمسرح. يعمل أيضا مدربا في الخطابة العامة مع المتخصصين والأفراد والجامعات.




تابعونا على فيسبوك