الأمم المتحدة تحذر من اندلاع حرب أهلية في إثيوبيا وتدعو إلى وقف إطلاق النار

الصحراء المغربية
الأربعاء 10 نونبر 2021 - 12:52

حذّرت مسؤولة أممية المجتمع الدولي من أن حصول حرب أهلية في إثيوبيا يعد «خطرا حقيقيا للغاية»، تزامنا مع استمرار التحركات الدولية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار كخطوة أولية من أجل سلام مستدام في هذا البلد.

وقالت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام -خلال جلسة لمجلس الأمن خُصصت للوضع في إثيوبيا- إن انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية واسعة النطاق خطر حقيقي للغاية، ومن شأن ذلك إذا حدث أن يتسبب في كارثة إنسانية، وأن يضر مستقبل البلد الذي وصفته بالمهم. وأوضحت أن نحو 7 ملايين شخص في شمالي إثيوبيا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. ولفتت ديكارلو إلى تقدم قوات تيغراي جنوبا نحو أديس أبابا بالتنسيق مع جيش تحرير أورومو.

وأضافت أن الصراع الذي استمر عاما في منطقة تيغراي في إثيوبيا أخذ أبعادا كارثية، موضحة أن القتال يضع مستقبل البلاد وشعبها واستقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع في حالة من عدم اليقين الشديد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان بحث الأزمة الإثيوبية مع الرئيس الكيني أوهور كينياتا في نيروبي قبل أيام، ثم عاد لاستئناف جهوده في أديس أبابا. وأكد برايس في مؤتمر صحافي بواشنطن أن كينياتا شدد على عدد من النقاط المشتركة ومنها وقف الأعمال العدائية واعتبار الحل السياسي هو الوحيد للازمة ورفض التحريض على العنف.

وقدم الاتحاد الإفريقي أول أمس الاثنين، إلى مجلس الأمن الدولي 5 مطالب رئيسية من أجل التوصل إلى حل سلمي لأزمة الاقتتال في إثيوبيا. جاء ذلك حسب ما ذكره ممثل الاتحاد للقرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانغو في جلسة لمجلس الأمن عقدت بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك بشأن الوضع في إثيوبيا. وطالب أوباسانغو أعضاء المجلس (15 دولة) بدعوة الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي إلى «الدخول في حوار من دون أي شروط مسبقة والموافقة على الوقف الفوري لإطلاق النار». وأضاف «كما يتعين الدعوة إلى الوصول الإنساني وغير المقيد والمستدام لجميع المحتاجين في البلاد، واحترام القانون الإنساني الدولي، وإطلاق حوار وطني شامل».

وأبلغ أوباسانغو مجلس الأمن بأنه قام خلال 48 ساعة الماضية بزيارة ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي، وأجرى مشاورات مع كل من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورئيسي جبهة تحرير تيغراي ومنطقة أورومو وآخرين (لم يسمهم). وقام أمس الثلاثاء بزيارة إلى أمهرة وعفر، وأعرب عن أمله أن يقدم بحلول نهاية الأسبوع خطة تشمل السماح بالوصول الإنساني وسحب القوات المتحاربة في إثيوبيا. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أول أمس الاثنين، إن واشنطن تعتقد أن هناك نافذة صغيرة للعمل مع الاتحاد الإفريقي لإحراز تقدم في إنهاء الصراع مع عودة المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا. وعقد الاتحاد الأفريقي أول أمس الاثنين اجتماعا مغلقا لبحث الأزمة.

وأكد المندوب الإثيوبي لدى الأمم المتحدة تاي أتسكيلاسي أمدي أن بلاده مستعدة لإجراء حوار وطني شامل بعد أن تتمكن من وقف تقدم جبهة تحرير تيغراي. وقال أمدي إن إثيوبيا ترى أن الحل الإقليمي هو الأفضل لمساعدة أديس أبابا على تجاوز الأزمة الحالية. وسبق لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن أكد أن بلاده لن تتفكك وستبقى موحدة وستهزم من وصفهم بأعدائها. وفي حفل لجمع التبرعات للمجهود الحربي، دعا آبي أحمد شعبه لدعم إثيوبيا بالأموال وخدمتها بالعِلم. تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه المعارك في الشمال، إذ قال وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية رضوان حسين إن قرار عدم التفاوض مع المجموعات التي صُنفت إرهابية ما زال قائما. وأضاف الوزير أن أديس أبابا لن ترضخ للضغوط التي تمارس عليها وأنها تتمسك باستقلالية قرارها. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قائد جيش تحرير أورومو في إثيوبيا جال مورو قوله إن قواته اقتربت من العاصمة أديس أبابا وتستعد لشن هجوم آخر، وتوقع أن تنتهي الحرب في وقت قريب جدا. وأكد قائد جيش تحرير أورومو أن الحكومة الفدرالية تحاول فقط كسب الوقت وإثارة حرب أهلية في البلد ولهذا تدعو الشعب للقتال. وتعهد 12 حزبا سياسيا في إقليم أوروميا (أكبر أقاليم إثيوبيا) بتقديم الدعم الكامل لجهود الحكومة في القضاء على من وصفوهم بالجماعات الإرهابية. وأشارت الأحزاب الأوروبية في بيان مشترك إلى أن جماعة «أونق شني» باتت تابعة لجبهة تحرير تيغراي، واتهموها بمهاجمة المدنيين ونهب ممتلكاتهم في منطقتي ووليجا وغوجي في إقليم أوروميا. وأوضحت هذه الأحزاب أن تحالف جبهة تيغراي وجماعة «أونق شني» ارتكب أعمالا وصفت بالإرهابية، ويعكس ذلك عدم اكتراثهم بالشعب الإثيوبي، حسب البيان. وتعهدت الأحزاب بالمساهمة في العمليات الأمنية للقضاء على هذه الجماعات التي وصفتها بالإرهابية.




تابعونا على فيسبوك