تطلب إنجازه استثمارات بقيمة 200 مليون درهم

جلالة الملك يدشن بالرباط متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر

الأربعاء 08 أكتوبر 2014 - 12:30
3596
(ماب)

أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الثلاثاء بالرباط، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، على تدشين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، المشروع الرائد الذي سيساهم في صيانة وإشعاع موروث المملكة الفني والحضاري.

في كلمة بهذه المناسبة، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، أن إنجاز هذا المشروع يعكس حرص جلالة الملك على جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وعزم جلالته على تمكين المغرب من بنيات ثقافية عالية المستوى تحفز الإبداع وتكرس مبادئ الدمقرطة الثقافية.

وأوضح أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي تطلب إنجازه استثمارات بقيمة 200 مليون درهم، يعد أول مؤسسة متحفية بالمملكة مخصصة برمتها للفن الحديث والمعاصر، والتي تستجيب للمعايير المتحفية الدولية.

ويعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، المشيد في قلب مدينة الرباط، العاصمة الإدارية للمملكة والمصنفة منذ سنة 2012 تراثا عالميا من طرف منظمة "اليونسكو"، مكانا للتفاعل وتشجيع المواهب الفنية المعاصرة، وقبلة يتعرف الجمهور من خلالها على إبداعات الفنانين المعاصرين، وحيث يكون بوسع المغاربة التعرف على تاريخهم.

ويروم هذا المتحف الذي يعد مرآة للدينامية والتقدم الذي يشهده بلد معروف بتعايش سكانه في جو من التناغم والتسامح، ربط عدة جسور مع المؤسسات الأجنبية سعيا إلى الانخراط في سياق الحركية الفنية العالمية خدمة للجمهور بمختلف شرائحه.

وقد أنجز متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ليكون، ليس فقط، فضاء مخصصا بكيفية حصرية لحفظ التحف، ولكنه يروم، أيضا، تشجيع وتحسيس وتعريف الجمهور العريض، صغارا وشبابا، على الإبداع الفني المعاصر، والمساهمة في الحياة الثقافية للبلاد عبر تحفيز التفاعل بين الجمهور والفنانين والانفتاح على عالم الإبداع الدولي ومختلف تمثلاته.

كما ستقترح هذه البنية الثقافية الجديدة دورات تكوينية وندوات للجمهور المهتم بالمجال، لاسيما لفائدة خريجي مدارس الهندسة المعمارية، ومدارس الفنون الجميلة، ومؤرخي الفنون ومحافظي الفنون.

وقد شيدت هذه التحفة المعمارية على ثلاثة طوابق، حيث تشتمل، على الخصوص، على قاعة للندوات، وفضاءات للعرض أطلقت عليها أسماء فنانين مغاربة كبار (الشعيبية طلال، جيلالي الغرباوي، مريم مزيان، أحمد الشرقاوي، فريد بلكاهية، حسن الكلاوي، آندري الباز، محمد القاسمي ...)، وورشة بيداغوجية، ومختبر لترميم التحف الفنية، ومكتبة، وقاعة شرفية، وإدارة، ومقصف، وقاعة للتمريض، ومرآب.

وبمناسبة تدشينه، يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، معرضا افتتاحيا تحت عنوان "1914- 2014: 100 سنة من الإبداع"، والذي يعرض لمختلف مراحل تطور الفن بالمغرب.

وتميز هذا الحفل بعرض شريط حول متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، من إنجاز المخرج نور الدين الخماري.

وبهذه المناسبة، ترأس جلالة الملك، حفظه الله، حفل التوقيع على ثلاث اتفاقيات. الأولى هي اتفاقية للشراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، وقعها كل من رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، والمهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف.

ووقع الثانية، وهي اتفاقية شراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف.

أما الاتفاقية الثالثة، وهي اتفاقية شراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ومؤسسة "سميثسونيان"، وقعتها مولي فانون، مديرة مكتب العلاقات الدولية والبرامج بمؤسسة "سميثسونيان"، والمهدي قطبي.

وبهذه المناسبة، وقع جلالة الملك في الكتاب الذهبي لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.

إثر ذلك، قام جلالة الملك، أيده الله، بتوشيح بعض الشخصيات المغربية والأجنبية، حيث وشح جلالته جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، ورئيس معهد العالم العربي بباريس، بالوسام العلوي من درجة الحمالة الكبرى، ومديرة الوثائق الملكية، بهيجة سيمو بوسام العرش من درجة ضابط.

وبوسام العرش من درجة فارس، وشح جلالة الملك عبد الله شهيد، الكاتب العام لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وعبد العزيز الإدريسي، مدير المتحف، وزينب بنموسى، مديرة التجهيزات العامة بوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك.

ووشح جلالة الملك بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد، الفنانين التشكيليين عبد الكريم الوزاني، ومحمد الطبال، وسعد بنشفاج، وأندري الباز.

وبالوسام العلوي من درجة ضابط، وشح جلالة الملك بولين دومازيير، مؤسسة رواق الفنون "الورشة" بالرباط، وفانيسا برانسون، مؤسسة بيناليه مراكش، وإليزابيث بوشي بوهلال، فنانة وجامعة للتحف الفنية، ولوسيان آمييل، مدير رواق "فنيس كادر" بالدارالبيضاء.

ووشح جلالة الملك بالوسام العلوي من درجة فارس يانيك لينتز، مديرة قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر بباريس.

وبوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، وشح جلالته كريم شاقور، مهندس معماري مكلف بتصميم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، و كريم بلفقيه ومصطفى بلفقيه وهما من هواة جمع التحف الفنية، ومريم السبتي، مديرة نشر مجلة "ديبتيك"، وهشام الداودي، مؤسس أول معرض إفريقي للفن بمراكش، ومحمد أمين القباج، مهندس معماري، الرئيس التنفيذي لبيناليه مراكش.

وبهذه المناسبة، أخذت لجلالة الملك صورة تذكارية مع رئيس وأعضاء المؤسسة الوطنية للمتاحف.

وفي ختام حفل التدشين، سلم رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف لجلالة الملك، حفظه الله، شارة وطابعا بريديا يحمل رمز متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.

ولدى وصوله إلى المتحف، استعرض جلالة الملك تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير الداخلية، محمد حصاد، ووزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، عزيز الرباح، ووزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، ووزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي بباريس، جاك لانغ، ووزير الشؤون الخارجية الإسباني الأسبق، ميغيل آنخيل موراتينوس، ومديرة قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر بباريس، يانيك لينتز، ومديرة الوثائق الملكية، بهيجة سيمو، ووالي جهة الرباط- سلا- زمور- زعير عامل عمالة الرباط، عبد الوافي لفتيت، ورئيس مجلس الجهة، عبد الكبير برقية، ورئيس المجلس الجماعي للرباط، فتح الله ولعلو، ورئيس مجلس عمالة الرباط، عبد القادر تاتو، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي إلى جانب أطر المؤسسة، وكريم شاقور، مهندس معماري مكلف بتصميم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.

أول مؤسسة متحفية عمومية حديثة أنشئت وفق المعايير الدولية

يعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على تدشينه أمس الثلاثاء، أكبر مؤسسة متحفية في المملكة مكرسة بشكل تام للفنون الحديثة والمعاصرة، وأول مؤسسة عمومية تستجيب للمعايير الدولية لتنظيم المتاحف.

ويندرج إحداث هذا المتحف التابع للمؤسسة الوطنية للمتاحف، ضمن السياسة الملكية السامية الهادفة إلى تمكين المملكة من منشآت ثقافية عالية المستوى، بما يمكن من إتاحة ظروف ملائمة للمحافظة على التراث الفني المغربي ونشره بالموازاة مع تشجيع الابتكار والعمل على دمقرطة الفعل الثقافي.

كما يتماشى تدشين جلالة الملك لهذه المؤسسة المتحفية تمام الانسجام مع مضامين الخطاب السامي، الذي وجهه جلالته إلى الأمة بمناسبة ذكرى عيد العرش في 30 يوليوز 2013، والذي قال فيه جلالته إنه "واعتبارا لما تقتضيه التنمية البشرية، من تكامل بين مقوماتها المادية والمعنوية، فإننا حريصون على إعطاء الثقافة ما تستحقه من عناية واهتمام، إيمانا منا بأنها قوام التلاحم بين أبناء الأمة، ومرآة هويتها وأصالتها.

ولما كان المغرب غنيا بهويته، المتعددة الروافد اللغوية والإثنية، ويملك رصيدا ثقافيا وفنيا، جديرا بالإعجاب، فإنه يتعين على القطاع الثقافي أن يجسد هذا التنوع، ويشجع كل أصناف التعبير الإبداعي، سواء منها ما يلائم تراثنا العريق، أو الذوق العصري، بمختلف أنماطه وفنونه، في تكامل بين التقاليد الأصيلة، والإبداعات العصرية".

وحسب رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، فإن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يشكل مبادرة جديدة من المبادرات العديدة التي يرفع من خلالها جلالة الملك الثقافة، المحرك الفعلي للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، إلى مرتبة الأولوية الوطنية.

وفي واقع الأمر، فإن هذه المؤسسة المتحفية تصبو، حسب مديرها عبد العزيز الإدريسي، "لأن تكون مرآة للدينامية التنموية في المملكة التي تتميز بتعدد روافدها والطابع السمح لسكانها المتحدرين من آفاق ثقافية وإثنية شتى، حيث ستجمع أروقته بين تيارات متباينة طبعت المشهد التشكيلي المغربي للحفاظ عليها تراثا حيا لذاكرة الأجيال المقبلة".

وسيضطلع متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي يسعى إلى تغطية تطور الإبداع المغربي في الفنون التشكيلية والمرئية من مطلع القرن العشرين إلى اليوم، بمهمة الإسهام في التعريف بالفن المعاصر والحديث، والتعريف به والحفاظ عليه والارتقاء به من خلال الترويج له لدى الجمهور الواسع المغربي والعالمي.

وسيضطلع هذا المتحف أيضا بمهام دعم إبداعات الشباب، وابتكار طرق جديدة لتوجيه وتأطير التلقي الفني، ودعم البحث العلمي في المجال الفني وتطوير الأدوات المعرفية لتاريخ الفن المغربي، وهو ما يجعل منه فضاء حقيقيا للابتكار والتلقين من خلال مشاريع ثقافية جادة وخلاقة كفيلة بتطوير ظروف الإنتاج، وتعزيز الولوج إلى الثقافة، ولاسيما في صفوف الناشئة.

وتنزيلا لهذه المهام، سيعمل القائمون على المتحف على تنظيم معارض موضوعاتية تتطرق لتيمات أنتروبولوجية وسوسيو-ثقافية تعكس المعيش المعاصر، وإنجاز أعمال فنية بعين المكان، وبرمجة دورات تكوينية في ندوات لفائدة الجمهور المختص من خريجي مدارس الفنون ومدارس الهندسة ومؤرخي الفن ومحافظي المتاحف، وتنظيم أنشطة ثقافية منتظمة وأنشطة مناسباتية، علاوة على ترميم الأعمال الفنية إذ يتوفر المتحف على نواة مختبر سيمكن من صيانة وإعادة الاعتبار للعمل الفني.

ومن شأن هذه المؤسسة المتحفية أن تعزز مختلف المبادرات والمشاريع الرامية إلى تعزيز البعد الثقافي للعاصمة الإدارية للمملكة، وعلى رأسها مشروع "وصال بو رقراق" الذي سينجز بموازاة مع البرنامج المندمج للتنمية الحضرية للرباط 2014- 2018 "الرباط مدينة الأنوار.. عاصمة المغرب الثقافية"، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إطلاقه يوم 12 ماي المنصرم، والذي يرتكز على الإرث الحضاري والتنمية العمرانية والتراث الثقافي المتميز للمنطقة، ويثمن هذه المكونات الأصيلة، من أجل تعزيز السياحة الثقافية بالمنطقة لتتحول إلى أيقونة ثقافية بالرباط وسلا والمملكة.

فحسب وثيقة تقديمية للمتحف، فإن اختيار العاصمة السياسية والإدارية للمملكة لاحتضان هذه المؤسسة، يبرز بجلاء البعد الوطني للمشروع ووظيفته الإشعاعية.

ويعود هذا الاختيار، حسب المصدر ذاته، "إلى اعتبارات ذات طابع عملي، وذلك بالنظر إلى المؤهلات المتعددة التي تتوفر عليها الرباط، والتي تجعل منها مدينة مثالية لاحتضان جهاز ثقافي من هذا النوع".

تجدر الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن مدينة الرباط مصنفة تراثا عالميا من قبل اليونيسكو سنة 2012، وتمثل إحدى أفضل الوجهات السياحية (تصنيف "سي إن إن" سنة 2013)، علاوة على احتضانها العديد من المؤسسات والأوراش الثقافية الكبرى (المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، والمسرح الوطني محمد الخامس، ومعهد الرباط للموسيقى والرقص، ودار الأوبرا وغيرها).

متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يعكس الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للثقافة وعالم الفنون

أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، أمس الثلاثاء بالرباط، أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يعكس العناية السامية والاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للثقافة وعالم الفنون.

وأوضح قطبي في كلمة ألقاها بين يدي جلالة الملك، بمناسبة تدشين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، أن إحداث متحف مخصص للفن الحديث والمعاصر يدشن لمرحلة جديدة في هذا المجال، من خلال جعل النهوض بالثقافة في قلب التنمية الاقتصادية والبشرية.

وأضاف قطبي أن تطوير فنون الرسم والمتاحف على وجه الخصوص، لطالما شكل في التاريخ العام للفنون، مؤشرا على التقدم والازدهار، كما يشهد على الانبعاث بمفهوم أكثر شمولية، مشيرا إلى أن ورش الثقافة والفنون والرأسمال اللامادي، أضحى جزءا مندمجا ضمن الأوراش الاقتصادية الكبرى التي تضع المغرب على درب التقدم، عبر تمكينه من رفع التحديات التي تلوح في الأفق.

من جهة أخرى، أبرز رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتضن بعض أعمال الفنانين المغاربة، الذين انتقلوا إلى عفو الله أو الذين لا زالوا على قيد الحياة، فهو يتنفس عبر إحساساتهم وينهل من ألوانهم وموادهم وحركاتهم.

وقال إن "إحداث جلالتكم لهذا المتحف، يشكل في حد ذاته، تكريما لمواهبهم وإبداعهم، واعترافا بوجود فن مغربي حديث ومعاصر حقيقي، له تاريخه، وخصائصه، وموضوعاته، ومبدعوه، وأفراحه وأحاسيسه"، مسجلا أن متحف محمد السادس يأتي لينضاف إلى متاحف أخرى رأت النور ويمهد لافتتاح أخرى في المستقبل.

من جهة أخرى، أوضح قطبي أن سنة 2014 تميزت بتنظيم تظاهرات كبرى، من طرف المؤسسة وبتعاون مع مؤسسات ثقافية مرموقة، من قبيل "روائع وليلي" بمتحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية بمارسيليا، و"المغرب الوسيط، إمبراطورية ممتدة من إفريقيا إلى إسبانيا"، بمتحف اللوفر بباريس، و"المغرب المعاصر" بمعهد العالم العربي بباريس.

وبهذه المناسبة، قدم قطبي للعناية السامية لجلالة الملك، حفظه الله، اقتراحات تروم النهوض بالإبداع المتحفي والحفاظ عليه من نقص المهنية، لاسيما إعداد مشروع قانون يتعلق بعلامة "المتحف"، وتعزيز التعاون مع متحف اللوفر من خلال ترميم "منبر القرويين" وتحويله إلى قطعة متحفية، وإحداث متحف للفنون الإسلامية بفضاء المتحف الأثري القديم بالرباط، وإحداث متحف لتاريخ وثقافات المغرب بدار الباشا بمراكش، ومتحف مخصص للقفطان المغربي والحلي، تكريما للمرأة المغربية، وذلك بمتحف الأوداية بالرباط.

المغرب بلد يشهد فيه الإبداع الفني حيوية وتألقا أكبر على مستوى المنطقة

أكد رئيس معهد العالم العربي بباريس، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، جاك لانغ، الذي وشحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بالوسام العلوي من درجة الحمالة الكبرى، أمس الثلاثاء بالرباط، أن المغرب هو البلد الذي يشهد فيه الإبداع الفني حيوية وتألقا أكبر على مستوى المنطقة.

وقال جاك لانغ في تصريح للصحافة بمناسبة تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، إن المغرب يعد "البلد الذي يشهد فيه الإبداع الفني حيوية وتألقا أكبر على مستوى المنطقة، ومن الطبيعي أن يتم فيه إرساء صرح للفن المعاصر" من قبيل هذا المتحف، مضيفا أن تدشين جلالة الملك لهذه المعلمة الثقافية "يعطي بريقا وألقا كبيرين لهذا الحدث".

وأعرب جاك لانغ عن سعادته لحضور افتتاح هذا المتحف، قائلا "إنها لحظة قوية، ويوم مهم في التاريخ الثقافي للمغرب".

وأشار من جهة أخرى، إلى أن "العديد من التحولات التي تبعث على السعادة" طرأت في المغرب منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، مؤكدا أنه يكن لجلالة الملك التقدير والاحترام البالغين.

وعن توشيحه من طرف جلالة الملك بالوسام العلوي من درجة الحمالة الكبرى، أعرب جاك لانغ عن عميق تأثره بهذه الالتفاتة اللطيفة من جلالة الملك.

وذكر رئيس معهد العالم العربي بباريس أنه بصدد التحضير، بدعم من جلالة الملك، لتظاهرة كبرى "المغرب بألف لون"، التي ستفتتح خلال الأيام القليلة المقبلة بالمعهد، والتي ستبرز على مدى أربعة أشهر "حيوية وثراء الإبداع المغربي المعاصر".

متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر تتويج لمائة سنة من الإبداع التشكيلي المغربي

أكد وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشينه،أمس الثلاثاء بالرباط، يشكل تتويجا لمائة سنة من الإبداع التشكيلي المغربي.

وقال الصبيحي في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن تدشين هذا المتحف يشكل "تتويجا لأجيال من الفنانين التشكيليين المغاربة، لاسيما أن المدرسة التشكيلية المغربية تحتفي هذه السنة بمرور قرن على وجودها (1914 ـ 2014)".

وبعدما أبرز أن مجال الفن التشكيلي يشكل مكونا أساسيا من مكونات الإبداع الثقافي والفني بالمغرب، أكد الصبيحي أنه سيكون لهذه المؤسسة المتحفية "دور أساسي في خلق دينامية جديدة للفن التشكيلي المغربي، سواء على مستوى دعم الفنانين التشكيليين أو التعريف بإبداعاتهم على الصعيد الدولي".

متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر رمز للدينامية الثقافية بالمغرب

أكدت مديرة قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر بباريس، يانيك لينتز، أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الثلاثاء، يشكل رمزا للدينامية الثقافية الكبيرة التي يشهدها المغرب.

وقالت لينتز في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن هذا المتحف "رمز لدينامية المغرب على المستوى الثقافي، وينبئ بمستقبل واعد لقطاع المتاحف بالمملكة"، مضيفة "إنه لشرف عظيم بالنسبة لي أن أحضر تدشين هذا المتحف الذي سيعرف بالتاريخ المهم للمغرب".

وبخصوص توشيح جلالة الملك لها بالوسام العلوي من درجة فارس، أعربت لينتز عن سعادتها بهذه الالتفاتة التي تعد بمثابة "مكافأة لما أقوم به لتعريف الملايين من زوار متحف اللوفر بهذا البلد الرائع (المغرب)".

وأشارت في هذا الإطار إلى الجهود، التي تبذلها في سياق التحضير لمعرض "المغرب الوسيط إمبراطورية ممتدة من إفريقيا إلى إسبانيا"، الذي سينظم بمتحف اللوفر ما بين 17 أكتوبر الجاري، و19 يناير المقبل.

مؤسسة سميثسونيان تبرز الغنى الثقافي للمغرب

أبرزت مديرة مكتب العلاقات الدولية والبرامج بمؤسسة "سميثسونيان"، أكبر اتحاد للمتاحف في العالم، مولي فانون، "الغنى والتنوع الثقافي للمغرب"، البلد "الذي تفاعلت داخله حضارات مختلفة على مر القرون".

وخلال حفل ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وقعت فانون، أمس الثلاثاء بالرباط، اتفاقية شراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، وذلك بمناسبة تدشين جلالة الملك لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.

وقالت فانون، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "المغرب بلد يتمتع بغنى وتاريخ طويل، حيث تتعايش داخله ثقافات مختلفة، وتتفاعل مع بعضها البعض".

وأكدت المسؤولة الأمريكية أن فرص التعاون الثقافي بين المغرب والولايات المتحدة تظل "هامة"، مضيفة أن مؤسسة "سميثسونيان" تهتم بشكل كبير بإبراز "المؤهلات الثقافية الرائعة" و"المظاهر الخارقة للتراث" المغربي إلى الشعب الأمريكي.

وأوضحت أن اتفاقية الشراكة ستيح مجالا واسعا للتعاون بين المؤسستين الثقافيتين، خصوصا من خلال المعارض المشتركة في مختلف متاحف "سميثسونيان"، وتطوير برامج التكوين المشتركة، إضافة إلى تعزيز تبادل زيارات أطر المتحفين بالبلدين.

واعتبرت فانون أن الأمر يتلعق بتعاون استراتيجي على المدى البعيد بالنسبة لـ(سميثسونيان إنستيتيوشن)، التي تعمل بتعاون مع أزيد من 130 منظمة ثقافية عبر العالم.

وأبرزت، في هذا الصدد، الاهتمام الكبير للمتحف الوطني للفن الإفريقي ومتحف التاريخ الطبيعي بواشنطن دي سي لتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية المغربية، لا سيما في مجالات التاريخ والأنثربولوجيا والحفريات.

وتعد مؤسسة (سميثسونيان)، هيئة للبحث العلمي، أحدثت من قبل الإدارة الأمريكية في 10 غشت 1846. وترتبط هذه المؤسسة اليوم بشبكة واسعة تتكون من 19 متحفا، وتسعة مراكز للبحث توجد بالأساس في العاصمة واشنطن، وتديريها الحكومة الفيدرالية الأمريكية.

واشنطن: حوار صفاء اليعقوبي (و م ع)




تابعونا على فيسبوك