بلدية الحنشان في انتظار التصميم المديري

الثلاثاء 22 دجنبر 2009 - 13:10
الصويرة عاصمة كناوة

تعتبر بلدية " الحنشان" الجماعة الوحيدة بإقليم الصويرة، التي تتوفر على تصميم التهيئة، إلا أن غياب تصميم مديري للتهيئة العمرانية كوثيقة أساسية يرتكز عليها، أدى إلى اختلالات وظيفية، فبدل أن يكون التصميم أداة للتنمية المحلية أصبح عائقا يحد منها مما دفع المسئو

تتجه آراء بعض الفاعلين المحليين نحو تهيئ تصميم مديري ينظم المجال الترابي وفق رؤية مستقبلية تضمن التكامل و التشارك مع الجماعات المجاورة، و إعطاء الحنشان صفة مركز حضري يحظى بمقومات تجعله يلعب دور المحور بالنسبة لجماعات (الحسينات، الكدادرة، و آيت سعيد).

و كخطوة أولى لتحقيق هذا الهدف، يؤكد فاعلون محليون على مبادرة تحويل واجهة المنطقة المحاذية للطريق السريع الذي سيربط الصويرة بشيشاوة إلى مركز استقطاب عن طريق خلق مجالات للراحة و مناطق خضراء و إقامات و فيلات و مطاعم، وإحداث محلات تجارية لائقة تعرض المنتوجات المحلية المتمثلة في زيت أركان و زيت الزيتون و الزربية الشياظمية، و بعد ذلك ربط هذه المنطقة بحي الزاوية من خلال تهيئة الشوارع المؤدية له و تزيينها على اعتبار الحي تراثا محليا ذا قيمة تاريخية و عمرانية، متجلية في هندسة أزقته و واجهات البنايات و أقواس أبوابها المبنية بحجر "الكلس" المنحوت الذي تشتهر به مدينة الحنشان.

ولتحقيق هذا الهدف أبدى فاعلون محليون، في أكثر من لقاء دراسي، عدة اقتراحات، من ضمنها أن تبادر بلدية الحنشان، في إطار برنامج مذكرة 21 إلى اقتناء إحدى البنايات العتيقة و ترميمها و ذاك من أجل خلق ورشات تعليمية يؤطر داخلها مجموعة من الشباب عن طريق "امعلمين" من ذوي الخبرة في تقنيات النحت و البناء بحجر "الكلس"، كما يقترحون أن تصبح هذه البناية مركزا للتنمية الحضرية و المحافظة على البيئة، و فضاء تنشط فيه فعاليات المنطقة، و من شأن هذه المبادرة أن تخلق دينامية لدى سكان الحنشان و الجماعات القروية القريبة منها، و تدفعهم إلى الاعتزاز بتراثهم الثقافي و المعماري الأصيل.

و تعتبر الفلاحة و تربية الماشية موردا أساسيا لعيش السكان، و نظرا للظروف المناخية المتقلبة و صغر مساحات الحقول الزراعية و استعمال الأساليب التقليدية في هذا الميدان، فإن الإنتاج الفلاحي يبقى ضعيفا، إلا أن هذا القطاع يبقى مع ذلك بالنسبة للسكان عنصرا مهما لتنمية المنطقة.

و تعد التجارة أهم نشاط بعد الفلاحة و تربية المواشي، و تتمركز في بلدية الحنشان من خلال محلات البيع بالجملة و التقسيط و السوق الأسبوعي الذي يعقد كل يوم ثلاثاء و السويقة الأسبوعية كل يوم جمعة.

و يظل قطاع الصناعة التقليدية ضعيفا و مهملا جدا رغم الدور السوسيو اقتصادي، الذي يلعبه كرافد من روافد التنمية المحلية، إلا أن المنطقة أصبحت في السنوات الأخيرة تشهد تعاطي فئة مهمة من السكان، و خاصة الشباب منهم، لصناعة النقش على خشب العرعار، التي تشتهر بها مدينة الصويرة.

و في المجال الصناعي خصص تصميم التهيئة العمرانية قطعة أرضية لإنشاء حي صناعي بالحنشان لاستقطاب الاستثمارات في ميدان الصناعات التحويلية و التقليدية و التجارة والخدمات، وتتموقع في نقطة التقاء الطريق الرئيسية الرابطة بين الصويرة و مراكش بالطريق المؤدية إلى جماعة الكريمات، و يمكن أن تساهم في تحسين واجهة المدينة بتجميع معاصر الزيتون و عصرنتها مع خلق معارض للتعريف بالمنتوجات المحلية في إطار تعاونيات.

و من الناحية السياحية، فالمنطقة تزخر بمؤهلات طبيعية هائلة كغابة الأركان و المناظر الطبيعية الخلابة، و بمؤهلات تراثية كالمعمار الأصيل و الفولكلور المتنوع، إلا أن استغلالها لا يدخل في اهتمام البرامج التنموية المحلية بالرغم من كونها تعتبر وسيلة فعالة و ناجعة لتنويع المنتوج المحلي و التعريف بالمنطقة و خلق فرص الشغل لشبابها الذي يعاني من البطالة و انسداد الأفق.

تقع بلدية الحنشان على بعد 35 كلم شرق مدينة الصويرة في اتجاه مراكش على الطريق الرئيسية رقم 207، تغطي مساحتها حوالي 14 كلم مربع، و يبلغ عدد سكانها 4698 حسب إحصاء 2004، يتراوح ارتفاعها عن مستوى سطح البحر مابين 287 و 340 متر، تعرف مناخا قاريا جافا و حارا في الصيف و باردا في الشتاء، أما التساقطات المطرية فهي غير منتظمة، لا يتعدى معدلها 290 ملم سنويا، و تعتبر مدينة الحنشان غنية نسبيا بمياهها الجوفية.

و تتسم بلدية الحنشان بطابعها القروي رغم تصنيفها جماعة حضرية منذ التقسيم الإداري لسنة 1992، و يتجلى ذلك في أنشطة سكانها الذين يعتمدون على الفلاحة و تربية الماشية و الأسواق كمورد أساسي لعيشها.






تابعونا على فيسبوك