جوردي هيريو يتحدث عن آفاق التعاون بين برشلونة وفاس

الشراكة مع المغرب ضرورة ملحة وإمكانية لتقليص المسافات

السبت 24 أكتوبر 2009 - 10:43
جوردي هيريو عمدة برشلونة

قال جوردي هيريو، عمدة برشلونة، إن الشراكة مع المغرب ضرورة ملحة، وفرصة تسعى من خلالها برشلونة إلى تقليص المسافات بين المغرب وإسبانيا، واعتبر جوردي هيريو أنه، في وقت شهدت العلاقات المغربية الإسبانية توترا، كانت برشلونة حاضرة

وأدلى عمدة برشلونة بهذه التصريحات، في إطار بروتوكول الصداقة والتعاون، الذي وقعته المجموعة الحضرية لمدينة فاس مع عمدة برشلونة، يوم الأربعاء الماضي.

في أي إطار جاءت اتفاقية الشراكة بين برشلونة وفاس؟

* لقاؤنا اليوم يأتي لترسيخ التعاون بين فاس وبرشلونة. وكنا تحدثنا عن الإطار العام بين المغرب وإسبانيا، وقلنا إن العلاقة بين المغرب وإسبانيا حاليا تحظى باهتمام كبير، وتشهد ازدهارا متميزا، لذلك يجب أن نستغل هذه الفرصة ونطبق هذا الازدهار على مدننا. إننا نعتبر أن هذا الإطار مهم للتعاون والشراكة، وضرورة ملحة، فنحن في إسبانيا، وكاطالونيا، والمغرب، وفاس، نعتبر ذلك ضرورة مهمة، لدينا الآن فرصة موازية وسانحة، ونريد أن نجعل من هذا الإطار عنوانا مثمرا للتعاون، الذي يمكن أن يكون على المستوى الدولي، والتعاون بين جنوب أوروبا وشمال إفريقيا، وبين إسبانيا والمغرب، نموذجا للتعاون، الذي يجب أن يستمر في المتوسط.

إلى أي حد يمكن اعتبار هذا التعاون محورا أساسيا في العلاقة بين المغرب وإسبانيا؟

* مثل هذا التعاون المشترك وهذه الاتفاقيات مهمة جدا للتعرف على بعضنا البعض، أريد أن أضيف أنه حينما كنت في المنتدى الثاني لتحالف الحضارات والأديان بإسطنبول، سمعت عن مصطلحات كبيرة ورنانة، لكني اعتبرت برشلونة رائدة في هذا المجال، بيد أن ذلك تعدى العبارات والأفكار، وتعدى المفاهيم الكبيرة إلى مشاريع على أرض الواقع، وألفت بين الناس وبين سكان المدينتين، برشلونة وفاس، والحقيقة أن المدينتين قريبتان من بعضهما، نظرا لموقعهما الجغرافي، ونحن، من خلال هذه الشراكة، نسعى إلى تقليص المسافات وتقريب العلاقات، لنزيل الجهل عن هذا المحيط الذي يربطنا.

بصفتكم عمدة برشلونة، ما هي الآليات المتخذة لتسوية بعض التوترات، التي شهدتها العلاقات المغربية الإسبانية؟

* المدن هي العنصر الفعال الذي يعمل على تقريب الرؤى والشعوب، حتى في الظروف التي تكون فيها العلاقات متوترة بين الدولتين، وفي الظروف العصيبة التي مرت بين المغرب وإسبانيا، كانت برشلونة حاضرة في المغرب، وكانت فاس حاضرة أيضا.

منذ سبع سنوات، لم تكن العلاقة على ما يرام بين المغرب وإسبانيا، لكن برشلونة كانت حاضرة هنا بقوة، ونبقى نحن، باعتبارنا نمثل المدينتين، أي برشلونة وفاس، الفاعلين الأساسيين في تقوية أو تخفيف هذا التوتر، وتقريب الهوة وتقليصها.

ما هي القطاعات التي تهمكم في فاس؟

* لفاس تاريخ عريق ومستقبل ثقافي شبيه ببرشلونة، وهذا يمثل مكسبا كبيرا لبناء المستقبل معا، باغتنام الفرص التي قدمها كلا الجانبين. وتوقيع هذه الشراكة بين المدينتين، تهدف، أساسا، إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك بناء قدرات الجهات الفاعلة المحلية، والصحة العامة، وغيرها من المجالات، لكن أيضا لتطوير الاقتصاد الإقليمي والسياحة بين المدينتين، الغنيتين تاريخيا، وتقوية التبادل الاقتصادي والثقافي.

هل هناك مشاريع ملموسة؟

* إنها زيارة ودية، وقعنا اليوم أول بروتوكول صداقة وتعاون بين البلديتين، والتفاصيل المتعلقة بالمشاريع المسجلة، في إطار هذه الاتفاقية، ستحدد بالاشتراك مع الأطراف المعنية. وستخص، أساسا، مشاريع التنمية المحلية.

إن برشلونة تطور اليوم مشروعا كبيرا في عدد من مدن العالم، وهو تعاون نطوره من بلدية إلى أخرى، وفي بعض الأحيان عن طريق منظمات غير حكومية، ومنظمات المجتمع المدني تشتغل في المدن مباشرة، وأعتقد أن تبادل الأفكار والتجارب هو الوسيلة الوحيدة للتعرف على بعضنا البعض، في جميع أنحاء العالم.




تابعونا على فيسبوك