تدشين دار للطالب والاطلاع على مشاريع تنموية بجماعة فاصك

جلالة الملك يعطي انطلاقة برنامج إنقاذ وتثمين واحات كلميم

الثلاثاء 04 دجنبر 2007 - 22:06

أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الاثنين بجماعة أسرير (إقليم كلميم) على إعطاء الانطلاقة للشطر الأول من برنامج إنقاذ وتثمين واحتي أسرير وتغمرت، الذي يشكل جزءا من برنامج شمولي يروم إنقاذ وتنمية وتأهيل واحات أقاليم كلميم وآسا الزاك وطاطا.

كما اطلع جلالة الملك بالمناسبة على مشروع توسيع الطريقين الإقليميين 1304 و1307 الممتدين على التوالي على طول 4 كلم و12 كلم، كما اطلع جلالته على برنامج تأمين وتعميم تزويد عدد من المراكز القروية بالماء الشروب.

وقدمت لجلالة الملك شروحات حول برنامج إنقاذ وتثمين واحتي أسرير وتغمرت، الذي سينفذ بكلفة 10 ملايين درهم، بشراكة بين كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم جنوب المملكة وجهة كلميم السمارة.

ويهدف البرنامج، الذي تبلغ كلفة شطره الأول 5 ملايين و300 ألف درهم، إلى حماية هاتين الواحتين الممتدتين على طول أزيد من 7 كلم، وإعادة تأهيلهما لما لهما من قيمة إيكولوجية وتاريخية، وخلق منتوج سياحي بيئي مستدام، وتحسين تربية الماشية، وتنمية المنتوج المحلي، والحفاظ على التنوع الأيكولوجي بالمنطقة، والنهوض بأوضاع المرأة القروية.

ويأتي تنفيذ هذا البرنامج لمواجهة الاختلالات البيئية التي تهدد واحات كلميم، وهي إحدى أكبر الواحات بالمملكة، المتمثلة أساسا في التصحر، وتدهور المجال البيئي، والتلوث وانتشار مرض البيوض، وغياب الصيانة، وتشتت الملكية، والهجرة القروية وتراجع مردودية الواحة.

يذكر أن البرنامج الشمولي لإنقاذ وتنمية وتأهيل واحات أقاليم كلميم وآسا الزاك وطاطا سينجز داخل أجل خمس سنوات، بغرض الحفاظ على نظام استغلال بيئي دائم وإرساء نظام حيوي للفلاحة في الواحات، ضمن مقاربة تشاركية تساهم فيها مؤسسات الدعم، والجماعات القروية والحضرية، والفلاحون، وجمعيات المجتمع المدني، والنساء والقطاع الخاص.

كما يهدف البرنامج إلى محاربة التصحر والفقر بالمناطق المستهدفة عبر إعداد مشاريع تنموية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذه المناطق، وتشرك السكان المحليين في مختلف مراحل إنجاز المشاريع.

وحدد هذا البرنامج الإشكاليات والإكراهات التي تعانيها هذه الواحات، المتمثلة في ندرة المياه وما يسببه هذا العامل من إتلاف لمئات الهكتارات من أشجار النخيل، وكذا شيخوختها بحيث لاتتجاوز نسبة الأشجار المثمرة بهذه الواحات 40 في المائة، بالإضافة إلى انتشار مرض البيوض والطفيليات وتملح الأرض والانجراف وزحف الرمال مما يقلل من جودة المنتوج ويزيد في تفاقم الوضعية .

ووفقا لهذا التشخيص جرت بلورة استراتيجية تقوم على التنسيق بين متطلبات التنمية المحلية وإعداد التراب، والحرص على إشراك الشركاء والمجتمع المدني والجماعات المحلية، وتقوية قدرات مختلف المتدخلين في البرنامج، وترميم عدد من المواقع الأثرية، وإعداد متاحف وتمويل مشاريع لخلق فرص شغل محلية ودعم العمل النسوي
وأشرف صاحب الجلالة كذلك، على عملية تسليم عدد من الدواجن وقطعان الغنم من فصيلة الدمان وشتلات النخيل ومعدات فلاحية وأخرى لتجهيز ثلاثة مآو سياحية لفائدة جمعيات وتعاونيات محلية.

وبهذه المناسبة، قدم أحمد الجماني (من مواليد منطقة أسرير)، وهو إطار بوكالة تنمية أقاليم الجنوب وباحث أنثروبولوجي ومؤرخ حاصل على دكتوراه بجامعة السوربون، مؤلفا لجلالة الملك يحمل عنوان "واحة أسرير : مساهمة في التاريخ الاجتماعي لواد نون".

وبخصوص مشروع توسيع الطريقين الإقليميين 1304 و1307 الممتدين على التوالي على طول 4 كلم و12 كلم، رصد له غلاف مالي يقدر بـ 10 ملايين درهم، في إطار شراكة بين وزارة التجهيز والنقل في حدود 60 في المائة، ووكالة تنمية أقاليم الجنوب (40 في المائة).

ويهدف هذا المشروع، الذي ستنطلق الأشغال به في مارس 2008، وتمتد على مدى سنة واحدة، إلى تحسين الولوج إلى واحة تغمرت وتنمية السياحة بها وملاءمة عرض الطريق مع حركة السير.

أما مشروع تأمين وتعميم التزود بالماء الصالح للشرب بعدد من مراكز الإقليم فقد رصد له غلاف مالي يقدر بـ 13 مليون درهم، وسيستفيد منه مركز فاصك ودواوير تاوريرت وترمكيست وتغمرت التي يتجاوز عدد سكانها 7 آلاف نسمة.

وتتضمن الأشغال بالمشروع، الذي يوجد في طور الإنجاز، بناء منشآت مائية وتجهيز محطتين للضخ وخزانين بسعة 200 متر مكعب، ومد قناة للجر على طول 13 كلم، وأخرى للتوزيع على 54 كلم.

وبالإضافة إلى تغطية حاجيات السكان من الماء الشروب، سيكون لهذا المشروع انعكاسات اقتصادية واجتماعية مهمة، خصوصا من خلال تحسين الظروف الصحية والمعيشية للسكان المستهدفين.

وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله، تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، أحمد حمدي والي جهة كلميم السمارة عامل إقليم كلميم، وأحمد حجي المدير العام لوكالة تنمية أقاليم الجنوب، ورئيس مجلس الجهة، ورئيس المجلس الإقليمي، والمدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ومدير الطرق بوزارة التجهيز والنقل، والمندوب الإقليمي للتجهيز والنقل، والمنتخبون، والأعيان وممثلو السلطات المحلية.

وفي اليوم نفسه، دشن صاحب الجلالة بجماعة فاصك (إقليم كلميم)، دارا للطالب تطلب إنجازها 350 ألف درهم، في إطار شراكة بين الإنعاش الوطني والجماعة ومؤسسة محمد الخامس للتضامن التي تولت عملية التجهيز.

وبعد قطع الشريط الرمزي وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذه الدار، التي ستساهم في تسهيل ولوج شباب المنطقة المتحدرين من أوساط معوزة إلى المؤسسات التعليمية، والحد من الهدر المدرسي، وتحسين ظروف إيواء واستقبال المستفيدين.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للدار 30 تلميذا، وتتضمن مراقد، وقاعة للتحصيل، ومكتبة، وقاعة للأكل، ومرافق صحية وإدارية ورياضية.

كما اطلع جلالة الملك على مشروع بناء دار للطالبة، ستنجز في إطار برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بكلفة 900 ألف درهم.

وتعد هذه الدار التي ستؤوي 30 فتاة، ثمرة شراكة بين وكالة تنمية أقاليم الجنوب ومجلس الجهة والمجلس الإقليمي والجماعة القروية لفاصك.

وستنجز الدار داخل أجل ثمانية أشهر، وستساهم في تشجيع تمدرس الفتاة القروية والحد من ظاهرة انقطاعها عن الدراسة.

وفي إطار المشاريع السوسيو-تربوية التي يتضمنها برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمنطقة، سيجري بالجماعة نفسها بناء مطعم مدرسي بكلفة 100 ألف درهم سيستفيد منه 200 من الأطفال المعوزين بغرض دعم التمدرس بالعالم القروي.

وأشرف جلالة الملك بالمناسبة على تسليم سيارة إسعاف اقتناها المجلس الإقليمي لكلميم (400 ألف درهم)، لفائدة جماعة تيغليت التي يبلغ عدد سكانها بنحو 2000 نسمة
وستساهم هذه السيارة في تطوير وتحسين ظروف إسعاف ونقل المرضى إلى مختلف مستشفيات ومصحات الإقليم.

وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله، تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، أحمد حمدي والي جهة كلميم السمارة عامل إقليم كلميم والمنتخبون، والأعيان، وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى.




تابعونا على فيسبوك