أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد للا أمينة بالناظور

السبت 21 يوليوز 2007 - 23:30

أدى أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أمس صلاة الجمعة بمسجد للا أمينة بمدينة الناظور.

واستهل الخطيب خطبته بالتأكيد على أهمية حب الوطن والافتخار والاعتزاز بالانتماء إليه، والاستعداد الدائم لخدمته، والدفاع عن حوزته، وبذل الغالي والنفيس لحمايته، والحنين إلى الرجوع إليه بعد غربته.

واعتبر أن الوطنية فطرة جبل عليها الإنسان، تجعله قويا وكبير العزيمة والتعلق بأرضه، مستشهدا بهذا الخصوص بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة، محل مولده، وللمدينة المنورة مكان هجرته.

ودعا الخطيب المسلمين أن يقتبسوا من الرسول عليه السلام مكارم الأخلاق وجميل الشمائل، ومحبة الوطن والتضحية والبذل في سبيله.

وأضاف أن للمواطنة حقوقا شرعية يحب مراعاتها، وعهودا ومواثيق يجب الوفاء بها، وفي مقدمتها حقوق البيعة لأمير المؤمنين، وما يستوجبه ذلك من الطاعة والامتثال، والدعاء الصالح بالتوفيق والسداد.

وتابع الخطيب أن من واجبات المواطنة كذلك، العمل على ازدهار الوطن ورقيه، في جو من الطمأنينة والأمن والأمان، ونشر المحبة والإخاء بين المواطنين.

وذكر الخطيب بأن المغاربة عرفوا على مدى التاريخ بقوة مشاعرهم الإيمانية، وحميتهم الإسلامية، واقتران حب الدين لديهم بحب الوطن، وجعل مصلحته العليا فوق كل مصلحة، يحمون أراضيه، ويدافعون عن وحدته، ويردون أطماع بعض المتوسعين، ويحمون دينهم من التحريف.

وقال في هذا الصدد "إن المغربي مهما كان لايخون وطنه، ولا يبيع ضميره، ولا يشنع على أهله ولايسخر منهم، بل هو متمسك بصفات المروءة التي تميز بها، واعتز بها على مر العصور".

وأضاف أن الجميع يشهد للمغاربة بوفائهم ونصرتهم لقضايا المسلمين دون نسيان هموم أمتهم، وواجبهم في صيانة الأرض، والوفاء لذوي القربى، مشددا على ضرورة عمل الأئمة والخطباء والوعاظ والمربين على التنبيه إلى خطورة المفاهيم المغلوطة، التي يحاول أهل الفتنة والإرهاب أن يدخلوها إلى الأمة الإسلامية الآمنة، ومحاولة التغرير ببعض السذج من أبنائها.

وشدد على أن الشرع والدين بريئان من كل خيانة للأهل والوطن، معتبرا أن بناء أمة الإسلام ومجدها واستعادة ازدهارها لن يتحقق إلا إذا دافع كل بلد عن حوزة وطنه، وعمل على تحقيق الأمن والاستقرار لذويه وعشيرته.

واعتبر الخطيب أن ما وصل إليه المغرب من نعم يعتز بها أهله، هو نتاج أبنائه الذين حفظوا له عهده بقيادة ملوكهم المجاهدين ضد أخطار الخارج المصلحين لأمور الداخل
واستحضر في هذا الإطار رفض جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه المساومة على استقلال بلاده، ووقوفه وقفة جده صلى الله عليه وسلم، حينما قال صلعم "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته".

وذكر في هذا السياق بأن جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني سار على هذا الدرب ورفض المساومة على وحدة تراب بلاده "وهاهو وريثه المجيد أمير المؤمنين، سيدي محمد السادس بارك الله في عمره يجمع بين حماية الاستقلال وحفظ الوحدة والقيام على الإصلاح".

وابتهل الخطيب في الختام إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين، ويقر عينه بولي عهده، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

كما تضرع إلى العلي القدير بأن يمطر شآبيب رحمته ورضوانه على جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويسكنهما فسيح جناته.

وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، محمد إبراهيمي، والي الجهة الشرقية، والطيب غافس، رئيس الجهة، وعبد الوافي لفتيت، عامل إقليم الناظور، ومحمد لمباركي، المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الجهة الشرقية، والهيئة القضائية، ورئيس المجلس العلمي المحلي.

وبمدخل المسجد تقدم للسلام على جلالة الملك وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، احمد توفيق.




تابعونا على فيسبوك