حرب الفتوات تشتعل بتاونات: مقتل شخصين وإصابة ثلاثة بجروح بليغة

الأحد 19 فبراير 2006 - 14:28

أسفرت مواجهات، اندلعت بين مصلين ومهاجمين، خلال صلاة الجمعة ما قبل الأخيرة، عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بقرية أولاد بندحو بمنطقة تيسة بإقليم تاونات، بعد اقتحام أربعة أخوة مدعومين بأربعة عناصر ذات سوابق عدلية، لباحة مسجد القبيلة،

وتوقع مصدر أمني أن تعرف القرية، اندلاع مواجهات جديدة، بعد تلقيها لتهديدات الأخوة الأربعة الفارين من ملاحقة المصلين وإعدادهم للقيام بهجوم وشيك على المنطقة، التي عاشت على وقع مواجهة دامية.

وأدت المواجهات الدامية، إلى سقوط قتيلين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة وتدمير وإحراق منازل المهاجمين وممتلكاتهم من الزرع والضرع، ما أدى حينها إلى تدخل مصالح الدرك واعتقال 23 شخصا في حملات تمشيط واسعة، فيما لازال البحث جاريا لاعتقال أربعة متهمين في حالة فرار.

وتحدثت مصادر أمنية، أن نزاعا تافها اندلع بين المدعو عبد الله الغربي بدوار ابلادات وشخص آخر من دوار أولاد بن دحو الذي يوجد على مقربة منه، دفع بالغربي للتوجه نحو مدينة فاس، قصد تعبئة أبنائه الأربعة للانتقام له، مشيرة إلى أن الأخوة الأربعة استقدموا زملاء لهم ذووا سوابق عدلية للتوجه إلى المنطقة والاستعداد لمنازلة خصم أبيهم، مدججين بالأسلحة البيضاء والهراوات وأدوات حادة.

وأضافت المصادر ذاتها أن الأخوة الأربعة ورفاقهم، عمدوا صبيحة يوم الجمعة ما قبل الأخيرة، إلى ترصد خصم والدهم، غير أن هذا الأخير أشعر بوجود خطر يتهدده، فأخلى منزله على الفور وتوجه رفقة ابن له إلى مسجد القبيلة، للاحتماء بالمصلين من اعتداء وشيك.

وأوضحت المصادر نفسها أن الأخوة الأربعة، عمدوا مدعومين بالعناصر الأخرى، إلى اقتحام المسجد وقت صلاة الجمعة لتنفيذ خطة الانتقام ضد "جمال القسيم"، مؤكدة أن العناصر الثمانية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء، اقتحمت باحة المسجد بالأحذية، ما أدى إلى سقوط غريمهم في سيل من الدماء وسط المصلين.

وتابعت مبرزة "مع اقتحام العناصر لمقصورة الفقيه بحثا عن ابن القسيم، استشاط الفقيه غضبا وعمد المصلون حينها للدخول في عراك مع المهاجمين انطلاقا من المسجد، أسفر عن مقتل مهاجمين استقدموا لمساندة الأخوة الأربعة من مدينة فاس، قبل أن يلجأ هؤلاء إلى الفرار على متن زورق بحقينة سد إدريس الأول صوب مدينة فاس، فيما لاذ ناجين اثنين بالفرار من هراوات المصلين وساكنة القبيلة التي وجدت في المواجهة فرصة سانحة للانتقام من عائلة الغربي التي طالما عاثت جبروتا، إلى حد إخلائها ساكنة دوار ابلادات من منازلها".

وذكرت المصادر ذاتها أن المصلين عمدوا، في لحظة سخط عارم، إلى تدمير وإحراق منازل المعتدين وممتلكاتهم من الزرع والضرع، انتقاما لانتهاكهم حرمة مسجد القبيلة ومقصورة الفقيه حسب زعمهم، بعدما طاردوا العناصر المهاجمة إلى خارج المسجد.

وأشارت المصادر عينها إلى أن المصلين، قادوا حملة تمشيط بحثا عن مهاجمين بعد فرار الأخوة الأربعة على متن زورق مطاطي، إذ سقط أحد المهاجمين لجأ للاحتماء لدى أم الأخوة الفارين، ما أدى إلى إصابتهما بجروح متفاوتة الخطورة، فيما نجا العنصر الثاني من قبضة المصلين بعدما اختفى وسط البرسيم، وحاول الفرار من جديد، بعد انتهاء المواجهة حاملا زميلاه الجريح إلى جانب البحيرة المائية، دون تمكنه من الإقلاع به نحو الضفة الأخرى.

وفي محاولة منها تطويق فتيل النزاع، قامت مصالح المركز القضائي للدرك الملكي بتاونات، حسب مصدر أمني، بعملية تمشيط واسعة بالمنطقة امتدت على مدى ثلاثة أيام، تمكنت خلالها من تهدئة الأوضاع وإحصاء الخسائر بعد نقل الضحايا والمصابين، فيما اعتقلت 22 من المصلين ممن شاركوا في عملية مطاردة المهاجمين، قبل أن تنتقل إلى مدينة فاس لاعتقال المهاجم الرابع بمساعدة مصالح الأمن بالمدينة، الذي كان تمكن من الإفلات من قبضة المصلين والفرار نحو مدينة فاس.

وجرى إحالة الأضناء 23، أخيرا، على أنظار غرفة الجنايات لدى استئنافية فاس، فيما لازال البحث جاريا عن الأخوة الأربعة الذين استقدموا أربعة مهاجمين لدعمهم في عملية الهجوم، توفي عنصران منهم، وأصيب عنصر ثالث بجروح خطيرة، فيما اعتقل العنصر الرابع.

وأسفرت العملية التي تجندت لها مصالح المركز القضائي للدرك بتاونات، بحضور قائد سرية الدرك الملكي، عن اعتقال عنصر تابع لها ب "مطمورة حبوب" في منزل تعرض للتدمير والإحراق لحظة البحث عن المختفين.




تابعونا على فيسبوك