بالبيضاء

جد يختطف حفيده ويطلب 70 مليون سنتيم فدية له

الجمعة 17 فبراير 2006 - 15:49

ألقت فرقة الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني بالبيضاء، يوم الأربعاء المنصرم، القبض على جد اختطف حفيده من ابنته (أ و) سبع سنوات، وطالب صهره بفدية قدرها 70 مليون سنتيم.

وسبق للجد (إ د)، البالغ من العمر 50 سنة، أن حاول مرتين في شهر شتنبر المنصرم، اختطاف حفيد آخر له من ابنته بمدينة تيزنيت، وابن شقيق صهره من حي ماندارونا بالدار البيضاء، غير أن المحاولتين باءتا بالفشل .

وتعود أسباب لجوء الجد إلى اختطاف أحد أفراد العائلة، حسب ما صرح به في محاضر الاستماع له، إلى رغبته في البقاء على صلة بأخبار الاختطاف، وآخر الأنباء، التي تروج حول بحث الشرطة في الموضوع، وكذا انتهاز الفرصة المناسبة لإيهام أبوي الطفل بأنه تعرف على المختطفين، وأنهم طلبوا منه القيام بدور الوسيط لتسليمهم الفدية مقابل إطلاق سراح ابنهما.

كما كشف الجد، الذي أحيل رفقة شريكه، أمس الجمعة، على ابتدائية البيضاء، بتهمة اختطاف قاصر مع الاحتجاز وطلب فدية، أن دوافع لجوئه إلى هذه العملية، تعود إلى الضائقة المالية التي يعاني منها، علما أنه يعمل كتاجر، ولمعرفته المسبقة بوضعية أصهاره المادية الميسورة.

وتعود تفاصيل عملية الاختطاف الأخيرة، إلى يوم 7 فبراير الجاري، عندما اكتملت تفاصيلها في ذهن الجد، الذي لم يعد يرى نصب عينيه سوى أموال صهره، التي ستقدم كفدية، لكي يسدد بها ديونه.

انقلبت مشاعر الحب والحنان المفروض أن يكنهما الجد لحفيده، فقرر، استثمار سوابقه في هذا المجال (محاولتان سابقتان)، اختطاف حفيده من مدرسة الارتقاء الحرة، التي يدرس بها، والموجودة بشارع 2 مارس.

كان الجد رفقة شريك له يعمل بائعا متجولا، ونفذا خطتهما بسيارة استلفها من صديق له، وكان حريصا أثناء تنفيذ الخطة على عدم كشف هويته لحفيده لكي لا يفتضح أمره، وعملا معا على نقل الطفل إلى منزل في ملكية شريكه يوجد بدوار أولاد صالح بعمالة النواصر بالبيضاء.

وبعد تنفيذ عملية الاختطاف بنجاح، حسب مصدر أمني، ترك الجد شريكه لحراسة الحفيد، وعاد إلى منزل ابنته وكأن شيئا لم يكن، لكي يتتبع الأوضاع عن كثب ويراقب التطورات المتلاحقة لنبأ الاختطاف، بدون إثارة الشكوك، ومن ثم كي يشرع في عملية المقايضة وطلب الفدية، بدعوى أنه توصل إلى معرفة هوية الخاطفين، وكلفوه بالقيام بدور الوسيط لفك الأسر، مقابل مبلغ 70 مليون سنتيم.

وأكد المصدر الأمني نفسه، أن الطريقة التي أخبر بها الجد والدي الطفل، كانت تثير الشكوك حول علاقته بالخاطفين، سيما أنه نصب نفسه وسيطا في العملية، مما دفع عناصر الشرطة القضائية إلى تعقبه ومراقبة تحركاته عن بعد، بعد أن طلبا من ابنته وصهره أن يلحا على الجد في التفاوض مع الخاطفين لتخفيض مبلغ الفدية، مشيرا إلى أن الخطة انطلت على الجد، وقام بالفعل بتخفيض الفدية إلى مبلغ 50 مليون سنتيم.

وأوضح المصدر ذاته أن الجد، وبعد إلحاح منه، أقنع صهره بضرورة أخذ سيارته من نوع مرسديس 250 كرهن يقدمه للخاطفين، لكي يسترجع الطفل في الحال، على أن يسترجع السيارة بمجرد تسليم المبلغ المطلوب للفدية.

واستطرد قائلا"بالفعل سلم الصهر سيارته للجد، وانطلق بها مسرعا نحو دوار أولاد صالح، المكان الذي يخبئ فيه حفيده، وفي هذا الوقت كانت عناصر الشرطة القضائية تتعقبه عن بعد، بتنسيق مع صهره، لتتمكن فرقة المراقبة بعد ذلك من رصد مكان أسر الحفيد".

وتابع موضحا "بعد تسلمه للسيارة، سارع الجد بسرعة البرق إلى اصطحاب شريكه والحفيد، إلى مكان يوجد بالقرب من منزل ابنته وصهره، ليطلق سراح الطفل، الذي عاد إلى المنزل يوم الاثنين المنصرم، وطبعا هذه العملية جرت تحت مراقبة أعين عناصر الأمن، الذين لم يبادروا في تلك اللحظة إلى مداهمة البيت أو السيارة أثناء نقل الطفل، خوفا من تعرضه لأي مكروه".

وأضاف المصدر الأمني أن الجد المختطف كان في جميع مراحل عملية الاختطاف، حريصا على عدم كشف هويته للصبي حتى لا يتعرف عليه، وكان الشريك هو من يكشف وجهه أمام الطفل.

وذكر المصدر الأمني عينه، أن عملية المراقبة ظلت مستمرة إلى حدود الإفراج عن الطفل، فداهمت عناصر من الشرطة القضائية البيت الذي كان يخبئ فيه الحفيد، واعتقال الجد وشريكه وحجز السيارة المستعملة في عملية الاختطاف، واسترجاع سيارة صهره.




تابعونا على فيسبوك