المعرض الدولي للكتاب بطنجة تحت شعار

الاستقلال السياسي واستقلال الإنسان

الخميس 16 فبراير 2006 - 11:52

تحتفي الدورة العاشرة للمعرض الدولي للكتاب بطنجة، الذي سيقام ما بين 27 فبراير و5 مارس المقبل، بالذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب.


وستقام هذه الدورة التي يسهر على تنظيمها المعهد الفرنسي بشمال المغرب وجمعية جهة طنجة للعمل الثقافي تحت شعار "بكل استقلالية: الاستقلال السياسي واستقلال الإنسان"، وذلك تماشيا مع أهداف هذا المعرض الذي يضع الإنسان في صلب أهدافه
وانسجاما مع شعار المعرض متعدد التخصصات، فقد تمت برمجة العديد من المعارض والعروض الموسيقية والفنية والندوات، التي سيؤطرها مؤرخون مغاربة وأجانب عاصروا الاستقلال، والتي ستتطرق إلى التطور الذي عرفه المغرب على جميع المستويات خلال خمسين سنة من الاستقلال والرهانات التي يتعين عليه رفعها لمواصلة مسيرة النمو.

وفي هذا الإطار، سيتم تنظيم لقاء حول استقلال المغرب سيؤطره المفكر والصحافي المغربي المهدي بنونة والمؤرخ الفرنسي بيير فيرمان الذي قضى بالمغرب ثماني سنوات، كما ستتناول ندوات أخرى مواضيع "تحرير الدولة وتحرير المجتمع" و"الإبداع الأدبي بالمغرب قبل وبعد الاستقلال".

وارتباطا بالموضوع ذاته، فسيكون جمهور المعرض على موعد مع العرض قبل الأول لفيلمين وثائقيين (بمدة 52 دقيقة) للمخرج المغربي أحمد المعنوني والفرنسي فريديريك ميتران تليهما مناقشة بحضور المخرجين.

وسيحتضن المعرض الملتقيات الأولى لنادي طنجة، إذ سيلتئم عشرة من الصحافيين المغاربة والفرنسيين، بمبادرة من وزارة الاتصال المغربية وسفارة فرنسا بالرباط لمناقشة والتفكير في التحديات الكبرى للحاضر على ضوء مرور خمسين سنة على العلاقات المغربية الفرنسية.

وتتميز الدورة العاشرة من المعرض الدولي للكتاب بطنجة، الذي يعد التظاهرة الثانية من نوعها في المغرب بعد المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء, بانفتاحها على الأدباء والمبدعين المنحدرين من شمال المغرب وكذا المبدعين الشباب المقيمين بالخارج
وقد خصص منظمو المعرض لهذا الموضوع طاولة مستديرة تحت شعر "الجيل الجديد من الكتاب: داخل النص وخارج الوطن" بحضور عدد من المبدعين الذين طبعوا الساحة الثقافية في الخارج (خصوصا هولندا، فرنسا ومصر) بمؤلفاتهم وقصصهم الأدبية.

وقد ساهم هذا المعرض منذ إحداثه في تمكين بعض المبدعين الشباب من صقل مهاراتهم الفنية والأدبية من خلال احتكاكهم مع عدد من جهابذة الثقافة والأدب في العالم
وستشكل الدورة العاشرة للمعرض الدولي للكتاب بطنجة، الذي ناهزت ميزانية تنظيمها مليوني درهم، فرصة لتقييم تطور المحيط الأدبي والفني المغربي خلال الخمسين سنة الماضية وخصوصا بعض الظواهر التي عرفها كالقطيعة مع الشعر الكلاسيكي، وظهور مصطلحات أدبية جديدة، وانعكاس الواقع على الإبداع الأدبي.

وطيلة أيام المعرض، سيكون بإمكان الجمهور زيارة معرض "الفن والكتابة" برواق "دو لاكروا" ومعرض الفنان محمد المرابط بفضاء المعارض التابع لمركب الدوليز إضافة إلى معرض لرسومات نزلاء المؤسسة الخيرية (دارنا) والتي سيتم طباعتها على أغلفة بعض الكتب الصادرة عن دور النشر المشاركة في المعرض.

واعترافا منها بصيت هذا المعرض الدولي في العالم، من المنتظر أن تشارك في هذا المعرض الذي سيحتضنه مركب الدوليز بطنجة، دار النشر الفرنسية الشهيرة (غاليمار)إلى جانب عدد من دور النشر الفرنسية والمغربية على الخصوص.

ومن المنتظر أن يشكل حضور الشاعر السوري الكبير أدونيس أحد أقوى لحظات المعرض إذ سيحيي هذا الشاعر الكبير إلى جانب الشاعرة الفرنسية من أصل لبناني فينوس خوري غاتا أمسية شعرية في مساء يوم الافتتاح الرسمي للمعرض، ودعما منه للمبدعين المنحدرين من شمال المغرب، فقد برمج المنظمون عرض أفلام لكل من فريدة بليزيد والجيلالي فرحاتي ومومن سميحي من خلال فيلمه "حكايات الليل" الذي كان ثمرة إنتاج فرنسي مغربي.

وسيتمد إشعاع المعرض إلى مختلف مدن الجهة، إذ من المنتظر أن يتم تنظيم بعض الندوات والمعارض بكل من تطوان والعرائش والقصر الكبير وشفشاون، لتقريب الفعل الثقافي والإبداع الأدبي من الجمهور.

وأكد مدير المعهد الفرنسي بشمال المغرب غوستاف دو ستايل خلال ندوة صحافية أن الدورة العاشرة من المعرض تحتفي باستقلال المغرب وبالمظاهر الثقافية لهذا الاستقلال وترصد تطور الساحة الأدبية خلال خمسين سنة.

وأبرز أن الغرض من تنظيم المعرض هذه السنة في مركب الدوليز بدلا من المعهد العالي الدولي للسياحة الذي احتضن هذه التظاهرة منذ إنشائها، يتمثل في تقريب المعرض من جمهور مدينة طنجة وفتح أبوابه أمام جميع الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية والثقافية

وأشارت منسقة المشروع نيكول دو بونتشارا أن هذا المعرض "يروم الإبداع في الفن وخلق الإنسان الحر وإشاعة قيم الحوار" بالنظر إلى قيمة الكتب والمشاركين والمدعوين في هذا المعرض كما نفت أن يكون له طابع تجاري.
(وم ع)




تابعونا على فيسبوك