قدمتا من تندوف

بقاء أسرتين صحراويتين في أرض الوطن

الجمعة 17 فبراير 2006 - 16:05
العودة الطوعية للأسرتين في اطار تبادل الزيارات العائلية

عادت أسرتان صحراويتان جديدتان إلى أرض الوطن بمحض إرادتهما من مخيمات تندوف جنوب الجزائر.

وأشرفت المفوضية العليا للاجئين، الأربعاء الماضي، على العودة الطوعية لهاتين الأسرتين من مخيمات تندوف إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وذكر بلاغ للمكتب المغربي للتنسيق مع المينورسو والمفوضية، أن العملية الأولى همت لعزيزة محمد لمين لحبيب( 38سنة) برفقة أربعة أطفال قاصرين والذين شاركوا في عملية تبادل الزيارات العائلية، برسم الرحلة المنظمة من وإلى إقليم السمارة بين 10 و15 من شهر فبراير الجاري.

واغتنمت العائلتان فرصة إقامتهما بمدينة السمارة لتعبر عن رغبتها في البقاء مع ذويها، وأخبرت مسؤول المفوضية بهذه الرغبة وبالتالي ضرورة اتخاذ التدابير القانونية لكي يتأتى لها البقاء في وطنها بصفة قانونية ونهائية وعدم العودة إلى مخيمات تندوف.

وهكذا ـ يضيف البلاغ ـ وبناء على مقتضيات خطة العمل المؤسسة لعملية تبادل الزيارات العائلية، وكذا على انتداب ومهمة المفوضية العليا للاجئين، قام موظفو هذه المنظمة بالإجراءات الخاصة بعملية العودة الطوعية للأسرة المعنية.

وأكد البلاغ، أن قرار لعزيزة البقاء بين ذويها، كان بمحض إرادتها، وذلك بفضل استفادتها من برنامج الزيارات العائلية، بمعية جميع أبنائها، و"هي الفرصة التي لا تتأتى لعدد كبير من العائلات المحتجزة بمخيمات تندوف جنوب الجزائر والتي شاركت في هذه العملية الإنسانية والتي احتفظ بعدد من أفرادها كرهائن بالمخيمات".

وأشار البلاغ إلى أن العملية الثانية همت بشرى حميدي محمد (25 سنة)، رفقة طفلها (عامين) حيث شاركت في الرحلة المنظمة من وإلى إقليم بوجدور بين 20 و25 يناير 2006.

وأوضح المصدر أنه، وبعد مضي ثلاثة أسابيع على مقامها داخل مخيم "العيون" بتندوف، قررت الأسرة العودة إلى أرض الوطن هروبا من ظروف العيش القاسية داخل مخيمات تندوف، والتي تتجلى بالخصوص في الطوق الأمني المفروض من طرف "البوليساريو" على المخيمات المذكورة.

وجرت هاتان العمليتان تحت إشراف المفوضية العليا لغوث اللاجئين بتشاور وتعاون مع المكتب المغربي للتنسيق مع المينورسو والذي ما فتئ يطالب هذه المنظمة بتحمل مسؤوليتها في ما يخص "التواجد الدائم والمكثف بين المحتجزين داخل مخيمات تندوف من جهة، وتوفير الشروط الضرورية من جهة أخرى لهذه الساكنة حتى يتأتى لها تقرير مصيرها بكل حرية، وفقا لما تقتضيه مهمة واختصاصات المفوضية والمتمثلة بالأساس في تشجيع العودة الطوعية للاجئين".

وأضاف البلاغ أن المكتب الذي هنأ بالمناسبة مسؤولي المفوضية الذين أشرفوا على هاتين العمليتين "في إطار الاحترام التام لإرادة العائلتين ولاختيارهما اتخاذ هذا القرار بكل حرية«، يعبر عن أمله في "أن يعم العزم نفسه لدى المفوضية حتى تتم الاستجابة للعدد الكبير من طلبات العودة المعبر عنها من طرف الساكنة الصحراوية المحتجزة جنوب الجزائر".

وذكر البلاغ بأنه ومنذ انطلاق عملية تبادل الزيارات العائلية، تمت العودة الطوعية، تحت إشراف المفوضية العليا لغوث اللاجئين، لـ 14 شخصا موزعين على خمس عائلات من مخيمات تندوف إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وبهذه المناسبة، نظم في اليوم نفسه بمدينة السمارة، حفل استقبال حار على شرف العزيزة محمد وأبنائها الأربعة، الذين عادوا استجابة للنداء الملكي"إن الوطن غفور رحيم".

وجرى هذا الحفل بحضور عبد الكريم بزاع وحميد شبار على التوالي عامل إقليم السمارة وعامل مكلف بالتنسيق مع بعثة المينورسو وعدد من أفراد عائلة السيدة العزيزة محمد المقيمين بمدينة السمارة.

وعادت العزيزة (38 سنة) التي تنحدر من قبيلة أهل قاسم وإبراهيم (ركيبات الشرق) مرفوقة بأربعة من أبنائها (طفلان وطفلتان) من مخيمات تندوف ضمن مجموعة تضم خمس عائلات استفادت من الرحلة الثامنة من الزيارات المتبادلة التي نظمت الجمعة الماضي في إطار تنفيذ برنامج تبادل الزيارات الذي تشرف عليه المفوضية العليا للاجئين بين تندوف والأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأعربت العزيزة محمد بهذه المناسبة عن ارتياحها للتواجد ببلدها وبين ذويها، معبرة عن شكرها للسلطات المغربية على الاستقبال الأخوي.

كما دعت العلي القدير أن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رعايته السامية.

وأعرب عدد من المتدخلين خلال هذا الحفل ومن بينهم على الخصوص أفراد من عائلة العزيزة عن سعادتهم بهذا اليوم الكبير الذي لم شمل أسرتهم، معربين عن الأمل في عودة جميع أقربائهم المحتجزين بمخيمات تندوف.

ومن جهة أخرى، أعرب بزاع عن ارتياحه لعودة هذه الأسرة التي عانت من جحيم الاحتجاز بمخيمات لحمادة، مضيفا أن سعادته كبيرة بعد أن انتصر الحق على الباطل.

وبعد أن رحب العزيزة وأبنائها الأربعة في حضن وطنهم الأم، انتهز بزاع هذه المناسبة ليقدم لها مفتاح أحد المساكن التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس رهن إشارة المحتجزين بمخيمات تندوف الذين عادوا إلى أرض الوطن.

كما أعلن أن أبناء العزيزة سيلجون مباشرة المدارس من أجل متابعة دراستهم.

ومن جهته أعرب حميد شبار عن سعادته لعودة هذه الأسرة التي تمثل فرحة مشتركة، مبرزا أن "انتشال شخص من جحيم مخيمات لحمادة يشكل نصرا كبيرا على المعاناة التي يعيشها أقرباؤنا بمخيمات تندوف".

وبعد أن ذكر بأن المغرب كان أول من وافق على تنظيم عملية تبادل الزيارات التي تشرف عليها المفوضية العليا للاجئين، دعا شبار المنظمة الأممية إلى "رفع الحصار المفروض على إخواننا المحتجزين بمخيمات تندوف والرفع من وتيرة عمليات العودة إلى الوطن الأم".




تابعونا على فيسبوك