تندوف

الانفصاليون يرتزقون والمحتجزون يتعذبون

الجمعة 17 فبراير 2006 - 16:28

أعرب المغرب، الخميس الماضي، عن انشغاله العميق بالأوضاع المأساوية، التي يعاني منها المواطنون المغاربة المحتجزون بمخيمات تندوف، من جراء الفيضانات الأخيرة، التي ضربت المنطقة .

وأكد نبيل بنعبد الله، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح للصحافة بالرباط، أن "المغرب إذ يعرب عن عمق مشاعر المواساة لمواطنينا المحتجزين في هذه المحنة، فإنه يعتبر أن هذه الوضعية المتدنية هي نتيجة مباشرة لتعنت الأطراف الأخرى، المتمثل منذ عقود في وقوفها المستمر ضد جميع الحلول الكفيلة بجعل مواطنينا يعيشون فوق أرضهم المغربية، في إطار الاستقرار والكرامة، بما في ذلك الرفض الممنهج لقيام المندوبية السامية للاجئين بإجراء إحصاء حقيقي للمواطنين المحتجزين في تلك المخيمات".

وأضاف أن "المغرب يعتبر أن الحل الحقيقي لهذه الأوضاع السيئة والمتدهورة، يكمن في إتاحة الفرصة للمواطنين المغاربة المحتجزين بالعيش في وطنهم معززين مكرمين من خلال توفير شروط النجاح للحل السياسي النهائي والشامل، الذي يقترحه المغرب لقضية أقاليمنا الصحراوية المسترجعة".

وكانت أمطار طوفانية تساقطت يومي 9 و10 فبراير الجاري على مخيمات تندوف، وتسببت في أضرار كبيرة، بحيث دمرت نحو 50٪ من المساكن الهشة بهذه المخيمات.

وأفاد محمد يسلم هيدالة، العائد لأرض الوطن استجابة للنداء الملكي إن الوطن غفور رحيم والذي قضى زهاء عقدين بمخيمات تندوف، أن الأمطار الأخيرة جاءت لتزيد من حدة الاستياء والتوتر، اللذين باتا يطبعان العيش داخل المخيمات، خصوصا وأن السكان وجدوا أنفسهم يواجهون مآسي الفيضانات لوحدهم، بينما توارى قادة الجماعة الانفصالية عن الأنظار، حيث أضحى كل ما يهمهم هو حجم المساعدات، التي ستصل، وكيف يمررونها إلى حساباتهم الشخصية، في حين يضربون عرض الحائط بمصالح السكان، ولا يعنيهم أن يكونوا عرضة للرعب والأوحال أو حتى الموت.

وقال محمد يسلم هيدالة، وهو حاليا رئيس جمعية الأمل للشرعية والوحدة الترابية ببوجدور، إن هذه المأساة جاءت لتفضح حقيقة "مجموعة الارتزاق بمخيمات تندوف"، التي كان ما يهمها هو محاولات تضليل الرأي العام المحلي والدولي، من خلال حشد مئات الأشخاص وترحيلهم قسرا من مخيمات تندوف إلى تيفاريتي، التي تقع في المنطقة العازلة، بدعوى المشاركة في احتفالات ما يسمى بـ ذكرى 27 فبراير."

وأوضح هيدالة أن قادة الانفصال يعبثون في المنطقة العازلة خارج الشرعية، وأنهم أرادوا تهريب الاحتفالات إلى تيفاريتيخشية تنظيم مظاهرات مضادة قد تفسد عليهم مخططاتهم، ولاسيما أن الجزائر استدعت وفودا من دول عديدة في إطار سياستها الداعمة لأطروحات الانفصال.

وأفاد محمد يسلم هيدالة أن هذا الحادث "جاء كذلك ليزيد من مآسي الأطفال والنساء والشيوخ المحتجزين بمخيمات الحمادة، وطغيان حالات الذعر والرعب، وتسبب في وفاة نساء وأطفال، نتيجة انعدام التدخل السريع لإنقاذ الضحايا، بالإضافة إلى النقص الحاصل في الأغذية والمواد الطبية، التي تتاجر فيها عصابات البوليساريو، ويدفع ثمنها المواطنون المغاربة المحتجزون".

ووجه رئيس جمعية الأمل نداء إلى كل الدول والمنظمات الإنسانية، وإلى المفوضية السامية لغوث اللاجئين، ومنظمة الصليب الأحمر، من أجل "الوقوف والإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية، التي قد تصل إلى المحتجزين بجنوب الجزائر، حتى لا يبلعها المرتزقة، الذين أضحوا يرتزقون بكل شيء، ويتاجرون في كل شيء، بما في ذلك البشر".

وزاد موضحا أن " تهريب المهاجرين غير الشرعيين أضحى أهم نشاط اقتصادي تزاوله العصابات التابعة للبوليساريو في المنطقة، خاصة بعد الإجراءات المشددة، التي اتخذتها أخيرا السلطات الموريتانية في حق مهربي السجائر والسلع، والمتمثلة في تشديد المراقبة على الشاحنات القادمة من المخيمات، ومنعها من العبور إلى داخل التراب الموريتاني، والاكتفاء بالولايات الشمالية من البلاد".




تابعونا على فيسبوك