مصالح الأمن بأكادير تفك لغز سفاح النساء

الثلاثاء 14 فبراير 2006 - 14:44
مصالح الأمن بأكادير تفك ملابسات الجرائم الثلاث

أحالت الشرطة القضائية بولاية أمن أكادير، اليوم الأربعاء المتهم (ع ص)، على استئنافية أكادير، بتهمة القتل العمد بالتعدد مع سبق الإصرار والترصد وتشويه جثة والخيانة الزوجية .

وكانت الفرقة الجنائية، اعتقلت يوم الأحد الأخير، المتهم الذي قتل امرأة وعمد إلى تقطيعها إلى عدة أجزاء، وزرع أطرافها في أربعة مواقع متفرقة بأحياء مدينة أكادير .

واعترف المتهم الذي يبلغ من العمر 41 سنة، وصنفته الشرطة القضائية باعتباره قاتلا بالتسلسل، حسب مصدر أمني، بارتكاب ثلاثة جرائم قتل في حق ثلاث فتيات، موضحا أنه قتل الضحية الأولى، وأدين من أجلها سنة 1995 بعد أن دفنها بحي صونابا، أما الثانية فقتلها يوم 27 دجنبر المنصرم، ووجدت جثتها داخل كيس في درجة عليا من التعفن بحي تيليلا، أما الضحية الثالثة عثر على أجزائها المقطعة تباعا يومي 29 و30 من يناير الجاري، وفر بعدها إلى طانطان .

وكشفت تحقيقات الشرطة القضائية، أن الضحية الأولى، تبلغ من العمر 42 سنة، وهي من المتسكعات قام باصطيادها من ساحة الباطوار ونقلها عبر دراجته إلى منزله بأغروض ببنسركاو، حيث خنقها بواسطة منديل بعد أن قضى وتره منها وتركها ميتة داخل مسكنه إلى أن بدأت الجثة تتحلل، وعند ذلك كبل يديها ووضعها داخل كيس ورمى بها على بعد 15 كلم من موقع ارتكاب الجريمة.

أما الضحية الثانية فتبلغ 25 سنة من العمر، استدرجها من حي تالبرجت وخنقها بحبل، ثم قطعها إلى عدة أجزاء ليرمى اليدين والجثة والفخذين في حي الفرحة ومنطقة إليغ، ثم عاد إلى البيت لينام مع الرأس والرجلين الذين رماهما في اليوم الموالي بحي رياض السلام، ثم هرب إلى مدينة طانطان.

وأكدت مصادر أمنية أن المتهم تبحر في عالم الجريمة، مبرزة أنه لو ظل طليقا لكان سيرتكب جرائم قتل أخرى، لأنه يجد متعة ولذة في قتل النساء عندما يمارس الجنس عليهن .

وأضافت المصادر ذاتها أن هذا الملف لم يغلق بعد، لإن عملية استنطاق المتهم ما زالت مستمرة، إذ سيسترسل البحث معه في جرائم أخرى قد يكون ارتكبها في أماكن أخرى
وتتوفر الشرطة على دلائل إثبات علمية تدين المتهم بارتكابه للجريمتين، أكدتها نتائج المختبر الوطني، الذي أوضح أن الشعيرات التي كانت الشرطة القضائية عثرت عليها ملتصقة بالجثة الأولى هي لقطة يملكها القاتل بالتسلسل، وكذلك عينة الدم التي عثر عليها بمنزله رغم أنه قام بتنظيف المكان بشكل جيد، هذا إضافة إلى حجزها بمسكن المتهم لأدوات الجريمة وعدة التقطيع وهي سكاكين العيد.

وأبرز مسؤول في الشرطة القضائية، في إفادة لـ »الصحراء المغربية« أن القضية لم تكن سهلة في ميدان الإجرام، لأن ما يبين سهولة الجريمة وصعوبتها هو الدافع الذي يحدد خيوطها.

وأضاف أن دوافع ارتكاب هذه الجرائم لم يكن واضحا، تزامن مع الضغط الكبير الذي تولد إبان ظهور الجريمة الأولى، بعد العثور في 27 دجنبر 2005 على جثة امرأة مرمية على قارعة الطريق بتجزئة تيليلا، وهي منطقة حدود مدينة أكادير .

وكشف المصدر ذاته، أن الضغط ازداد أكثر عند العثور على أطراف الضحية الثانية يوم 29 و30 يناير الأخير، في عدة أماكن من أحياء المدينة، منها ما هو بقمامات الأزبال ومنها ما هو مرمي في العراء بمناطق خالية.

وتابع موضحا "القاتل لم يكن شاذا، لأنه كان يمارس الجنس على ضحاياه بشكل عادي، وبعد الانتهاء تغمره رغبة حب التملك حتى الموت".

وأعلن المسؤول ذاته، أن ملابسات الجريمة الأخيرة، مكنت عناصر الشرطة من التأكد أن هناك وجه الشبه في الجريمتين المنفصلتين، مشيرا إلى أن ذلك يتمثل في ثلاثة عناصر "أولها طريقة القتل وإزهاق الروح التي كانت تتم عبر خنق الضحايا، إذ قام بخنق الضحية الأولى بواسطة وشاح، والثانية بواسطة حبل، وهذا ما أكده تقرير الطب الشرعي، الذي كشف أن القتل يتم عن طريق الخنق، ثم بعد ذلك تتم عملية التقطيع، الشيء الذي أوضح لنا أن الجريمتين من ارتكاب الجاني نفسه".

أما القاسم المشترك الثاني بين الجريمتين، يقول المسؤول الأمني، هو أن القاتل لا يترك ضحيته في مكان اقتراف الجريمة، إذ يعمد إلى إبعاد الجثة عن موقع ارتكابها
ومضى قائلا »الأمر الخطير هو العنصر الثالث المتمثل في كون أن الجاني يبحث عما يشبه متعة التحدي الذي يتماشى مع دافع القتل والتلذذ بذلك سواء في الجريمة الأولى أو الثانية .

"لقد كنا أمام مجرم قاتل يتحدى المجتمع، وهو ما أظهره من إحساس بالانهزام بعد إلقاء القبض عليه ومواجهته بالدلائل التي تؤكد تورطه في القتل".

وكانت الشرطة القضائية، توقعت أن تعثر على المزيد من الجثث مقطعة، عند اكتشاف الجثة الأولى الوقوف على مؤشراتها الخطيرة التي توحي بأن مرتكبها قاتل بالتسلسل، غير أن العثور على أجزاء الجثة الثانية، مكن الشرطة من ربط الخيوط المشكلة للجريمة الكاملة، الشيء الذي ساعد في العثور على المكان الذي ارتكبت فيه الجريمتان .

وتأكد للشرطة أن الجريمة ليست جريمة سرقة أو جريمة عرض أو انتقام، وباستبعاد تلك الفرضيات، حددت الشرطة مواصفات الجاني وتعرفت على نوعية ضحاياه ومواقعها المتمركزة بتالبرجت والباطوار وإنزكان .

يقول المسؤول الأمني، "واصلنا البحث المكثف، وبفضل خبرة وكفاءة العناصر المتواجدة معنا في المصلحة توصلنا إلى شاهدة، وكذلك وصف للدراجة النارية التي كان يحمل بها ضحاياه أحياء وميتين من المواقع المشار إليها".

وتابع موضحا "ودعم معطيات البحث والتحري سائق لإحدى سيارات الأجرة، ومن خلال البحث في هذه المعطيات، وجهنا كشافاتنا صوب مجمل هذه البيانات، حيث بحثنا في ملكية حوالي 500 دراجة نارية من النوع الذي يمتلكه الجاني، وبعد تحديد هويته وجدنا أن المتهم غادر مدينة أكادير يوم الإثنين صباحا، بعد العثور على أجزاء الجثة".

وأبرز المصدر الأمني عينه أن التدقيق في الملف الخاص بالمتهم، قادنا إلى معرفة أن المعني بالأمر، سبق وأن حكم عليه في قضية بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى القتل بدون نية ودفنه الجثة، حاول بعدها الانتحار داخل السجن، غير أنه خرج منه في مايو 2005 بعد أن دخله سنة 1995 .




تابعونا على فيسبوك