أكدت مصادر وثيقة الصلة بالتنظيمات الإسلامية أن أعضاء في الجماعة الأصولية المحظورة، جماعة العدل والإحسان، ينحدرون من عدد من المناطق المغربية، قرروا الانفصال عن الجماعة، وتأسيس تنظيم جديد.
ويرجع ذلك بسبب الخلاف حول "القدسية"، التي أحاطتها "العدل والإحسان" بالأحلام المتواترة عن أعضائها، أو ما أطلقت عليه "المبشرات"، التي تدعو إلى إقامة "الخلافة على منهاج النبوة"، عبر إعلان "القومة"، متهمين قيادة الجماعة بالتجديف، والانحراف عن مبادئ الإسلام، أو ما أسموه تفشي الفكر المتعارض مع جوهر تعاليم الإسلام، ومع ما هو موتور وثابت من أمور الدين وأدلته، وما هو موروث عن السلف الأول، وخاصة الصحابة.
وذكرت المصادر ذاتها أن أعضاء في جماعة العدل والإحسان ينتمون إلى المنطقة الشرقية بمدينة تاوريرت أعلنوا خروجهم من صفوف الجماعة.
كما انشق عن "العدل والإحسان" نقيب الشعبة الإقليمية عبد الوهاب اليغموري، وأبرز نشطائها في الشرق عبد السلام لقصيصر، اللذان أسسا جمعية الدعوة ورابطة الأخوة.
وارتباطا بالتصدعات نفسها، عرف الفصيل الطلابي للعدل والإحسان بجامعة محمد الأول بوجدة انقساما أدى إلى بروز تيار تصحيحي جديد يناهض "الخرافة"، التي تحولت إلى "خلافة" في أذهان أعضاء الجماعة، كما قرر ثلاثون شخصا من أعضاء الجماعة بمدينة بني ملال الانفصال عنها، احتجاجا على السلوكات المنافية للدين الإسلامي، التي تسربت إلى الجماعة بسبب ما أسموه "الأوهام"، التي يشيعها أعضاء مجلس الإرشاد وباقي أنصار عبد السلام ياسين حول رؤيتهم للرسول، والمبشرات بقرب تحقيق "الخلافة".
واضطر هذا الوضع مجلس إرشاد الجماعة، بقيادة فتح الله أرسلان، إلى إرسال ممثلين عن الدائرة السياسية بالحركة إلى بني ملال وبن جرير وتاوريرت لتهدئة الوضع، وإرجاع تيار الغاضبين، بيد أن هذه المحاولة، تقول المصادر ذاتها، باءت بالفشل، بعدما قرر أعضاء آخرون بمدينة بن جرير الانفصال عن جماعة العدل والإحسان، وتجميد نشاطهم لغموض معتقدات وفكر الحركة.