ذكرت"القدس العربي" اللندنية يوم الإثنين الماضي أن المرأة المطلقة تعتبر في المجتمع الأردني سجينة العرف الاجتماعي، والنظرة الاتهامية المسبقة لها ويحكم عليها بالموت وهي حية، كما تقول سيدة أردنية مطلقة وهي توضح : تحاصرني نظرات الشك في عيون الجيران والأقارب،
وتشير السيدة نفسها إلى المعاناة اليومية التي تعيش فيها، سلبني المجتمع كامل حريتي وحكم علي بالموت وأنا حية، وحرمني أهلي من العمل بسبب هذه النظرة، وبت أنتظر لقمة العيش اليومية من أهل الإحسان.
وتعترف امرأة أخرى، تضيف الجريدة، بأن اسم مطلقة شبح يهدد حياة الكثيرات ممن حكمت عليهن الظروف بالانفصال عن أزواجهن، فهذا الهاجس يطاردنا في الصحو والمنام، ولا نجرؤ بسببه على ممارسة حياتنا بالشكل الطبيعي كباقي بنات جنسنا، وكوننا محرومات من العمل بسبب هذا العرف الذي لف المطلقة لا نجد من يقف إلى جانبنا، ويمد لنا يد العون، وتتساءل هل نبقى سجينات النظرة الاجتماعية البائسة؟ وما ينفذه المجتمع الأردني تجاه إحدى النساء من عرف اجتماعي، أصبح راسخا مع الزمن وألقى بها خلف قضبان مطلقة سبعة أعوام من عمرها وحرمها من أطفالها ما يزيد عن خمس سنوات، على حد قولها يجري تطبيقه أيضا على 10373 امرأة انفصلن عن أزواجهن بحسب دراسة جمعية العفاف الخيرية الأردنية التي أجرتها لمسح عدد حالات الطلاق في الأردن في العام 2004 .
وعبر متابعة نشرها الملحق الاجتماعي لصحيفة الغد يبدي أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية في الأردن دحسين الخزاعي استياءه من حقيقة الأرقام التي تعكس واقع الطلاق في الأردن، موضحا بأن سجلات المحاكم الأردنية تشير إلى أن حالات الطلاق في تزايد مستمر في الأردن وتصل في كل عام إلى 9 آلاف حالة
وتقول أخرى لقد غادرتني السعادة حين لاح الطلاق في أفق حياتي الزوجية، التي كان من ثمار سنواتها العشر سبعة أطفال.
وتوضح رضيت بنصيبي وانطلقت أبحث عن عمل لتأمين احتياجات أولادي ولم أجد سوى الخدمة في البيوت، لكن المجتمع لم يرحمني، ففي كل يوم أسمع قصصا تحاك من قبل الجيران والأقارب، كان هدفها النيل من سمعتي ولكنني سأسامح وأواجه أي شيء من أجل أولادي.
وأكدت مديرة مركز الإرشاد والتوعية الأسرية في محافظة الزرقاء شمال شرق العاصمة عمان نادية بشناق وجود النظرة الاتهامية المسبقة ضد المرأة المطلقة، حيث تصبح المرأة مطاردة بالشكوك بالموروث الاجتماعي الذي يحد من حريتها ونشاطها ومشاركتها في الحياة ويحد أيضا من فرص عملها المتاحة.
وتبين بشناق أن أهل المطلقة شركاء في تكريس هذه النظرة، كونهم يلقون بالا لكلام الجيران وغيرهم، وينطلقون في رسم حياتها ويقيدون حريتها ويهمشونها اجتماعيا .