السنة الصينية الجديدة :

من عام الديك إلى الكلب وبعدهما الخنزير

الأحد 29 يناير 2006 - 16:16
السنة الصينية الجديدة بدأت أمس بالتقويم القمري

تحتفل الصين وبلدان آسيوية أخرى كاليابان وفيتنام بعيد الربيع الذي يؤرخ لبداية السنة الصينية الجديدة 29 يناير حسب التقويم القمري الصيني، ومعه ستحل سنة الكلب " الوفي" محل سنة الديك " المغرور" .


وتحل السنة القمرية الصينية كل سنة ما بين 21 يناير و19 فبراير، وتعد أهم مناسبة احتفالية، تستمر احتفالاتها قرابة أسبوعين يتم طيلتها تزيين واجهات المنازل والمحال والشوارع في كل قرية ومدينة بالزهور واللافتات التي تعبر عن التهاني.

ويعود هذا التقليد الصيني لقرون، نحو القرن 17 إلى القرن 11 قبل الميلاد، وما يزال راسخا ففيه تكثر الزيارات العائلية، وتنشط الحركة الاقتصادية والتجارية، ويتعطل العمل في الإدارات والمؤسسات التعليمية.

وأبرز مشكل اعترض الاحتفالات تمثل في اكتظاظ وسائل النقل، إذ شهد العديد من المدن في الأسبوعين الأخيرين صعوبات في تنقل المسافرين الذين ظلوا متكدسين بالآلاف داخل محطات القطارات، في حين لم تستطع شركات الطيران تلبية الطلب الكبير رغم مضاعفة رحلاتها.

وتوقعت السلطات أن يكون الطلب على مقاعد السفر في مختلف وسائل النقل في حدود مليارين و42 مليون مقعد ذهابا وإيابا، 15 مليون منها عبر الطائرة والباقي بالقطارات والحافلات والبواخر في ما يعد أكبر حركة نقل جماعي في العالم.

وغالبية الركاب من الزائرين للأهل والأقرباء من العمال الفلاحين الذين يعملون في المدن ويبلغ عددهم 140 مليون، وطلاب الجامعات المقيمين في جامعاتهم وعددهم 20 مليون
وتبدأ الاستعدادات لاستقبال العام الجديد في الصين قبل أسابيع من المناسبة، إذ يخرج الناس إلى المتاجر لشراء مواد العيد لتحضير الأطباق، واقتناء الملابس والأحذية للأطفال والهدايا للمسنين في العائلة والأقرباء والأصدقاء، ثم غسل وتنظيف البيت وشراء الملابس الجديدة.

وتنظيف المنازل من الطقوس الأساسية في الاحتفال، إذ يرمزان بالنسبة للمواطن الآسيوي لنبذ البالي وامتصاص الجديد، والتعبير عن عزم الأسرة منع الفقر من دخول بيتها.

ويتم تزيين البيوت وإلصاق شعارات عيد الربيع المكتوبة بالحبر الأسود على ورق أحمر على النوافذ والأبواب، وهناك من يلصق صورة لـ " إله المال" على الأبواب وكلمة " السعادة" بالصينية بشكل مقلوب رمزا لوصول السعادة إلى البيت، كما يعلق فانوسان لونهما أحمر أمام الباب الرئيسي للبيت.

كما يعد تفجير الألعاب النارية من عادات عيد الربيع، لإبعاد الشياطين وطلب البركة كما يفيد الموروث الثقافي المحلي.

ورخصت السلطات هذه السنة بيع الألعاب النارية بعد أن حظرتها خلال السنوات الماضية بسبب الإصابات الخطيرة التي أحدثتها في صفوف السكان جراء سوء الاستعمال
وتولي كل عائلة اهتماما بالغا لعشاء عشية السنة القمرية والذي تعتبره أهم وجبة في السنة، وتستغرق أعمال تحضير هذه الوجبة لدى عائلات كثيرة عدة أيام.

وبحلول عشية السنة القمرية، يوضع العديد من الأطباق الشهية ويجلس جميع أفراد العائلة حولها يأكلون ويتحدثون بفرح الى وقت متأخر .

وفي صباح اليوم الأول من عيد الربيع يرتدي الجميع ملابس جديدة، ثم يقدمون التحية للمسنين أولا، ويتبادلون الهدايا.

وحسب وسائل الإعلام الصينية فان السنة القمرية الحالية أطول من غيرها بشكل ملحوظ، تبدأ في 29 يناير وتستمر 385 يوماً حتى 17 فبراير 2007 وتتضمن شهرا إضافيا يصادف بين الشهرين السابع والثامن ويومي " ليشون"، أي بداية الربيع في 4 فبراير 2006 واليوم نفسه في 2007 .

ويعتقد الصينيون أن السنة التي تحمل يومين لبداية فصل الربيع ويكون عدد أشهرها أطول من السنة العادية بشهر إضافي سنة مماثلة للزواج، ويعتبرون أن سنة 2006 سنة نموذجية لأنها أيضا سنة الكلب المعروف بالوفاء والطاعة.

ويولي الصينيون أهمية بالغة للسنوات القمرية ويعتقدون أنها تؤثر على حياة الإنسان، ويحرصون على استقراء طالعهم كل بداية سنة لاعتقادهم بأهمية ذلك في تسيير شؤونهم الحياتية بأدق تفاصيلها في سائر المجالات،الصحية أو الاجتماعية والاقتصادية وحتى في الرياضة والزواج والإنجاب.

وتتجدد الدورة القمرية في علم الفلك الصيني مرة كل 12 عاما، حيث يمثل العام بأكمله بحيوان واحد، وأحدث الدورات القمرية الصينية بدأت في 1996، وتتوزع أسماء الحيوانات الـ 12 عليها على الشكل التالي : " الفأر 1996" ، و" الثور 1997 " ، و" النمر 1998 " ، و" القط 1999 " ، و" التنين 2000 " ، و" الثعبان 2001 " ، و" الحصان 2002 " ، و" الخروف 2003 " ، و" القرد 2004 " ، و" الديك 2005 " ، و" الكلب 2006 " ، و" الخنزير 2007 " .

وترجع الأسطورة الصينية هذا التقويم والتوزيع لـ " الاله بوذا" الذي رأى في مرة أن بلاد الصين بحاجة إلى عملية شاملة لإعادة تنظيمها لكنه لم يقبل أن ينفرد باتخاذ القرار فانتظر حلول العام الجديد لتوجيه الدعوة إلى جميع الحيوانات لاستشارتها، لكن لم يحضر منها سوى 12 حيوانا، وكان أول القادمين الفأر العابث ثم الثور الهائج فالنمر الرشيق ثم القط الحذر ثم التنين الأنيق ثم الحصان الأصيل ثم الخروف الظريف ثم القرد المهرج فالديك المغرور ثم الكلب الوفي فالثعبان الماكر، فيما كان آخر الواصلين الخنزير البطيء.

وعقد الاجتماع برئاسة بوذا وأقر صياغة برنامج لإعادة تنظيم بلاد الصين يشمل تقويما لحساب الزمن تم اعتماده رسميا من قبل بوذا وأراد من خلاله تكريم الحيوانات الوفية التي لبت دعوته وشاركت في ذلك الاجتماع التاريخي فرتب السنوات طبقاً لوصول الحيوانات وجعل الدورة الفلكية 12 عاماً تأسيا برقم 12، الذي يرمز إلى عدد الحيوانات المشاركة فيه.






تابعونا على فيسبوك