حماس في مرحلة تغيير الجلد وفتح أمام أعراض الشيخوخة

السبت 28 يناير 2006 - 13:42
نساء خماس وأطفال فتح في مواجهة بالشعارات عشية الانتخابات

تواجهت في الانتخابات التشريعة الفلسطينية حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وحركة المقاومة الإسلامية حماس. الأولى من موقع السلطة بعد هيمنتها على السلطة الفلسطينية منذ قيامها قبل أزيد من عشر سنوات، وعلى الثورة الفلسطينية خلال أربعة عقود، بما جعل شعبيتها تت

وركزت حركة فتح حملتها الانتخابية على شعار إصلاح اخطائها والتزامها بخيار الناخبين بعد أن بات يخشى أن ينفض كثير منهم عنها بسبب اتهام مسؤوليها في السلطة بالفساد والتقصير .

وعملت فتح بصورة مكثفة على رص صفوفها وتجاوز انقساماتها، وإن مؤقتا، بعد أن تمكنت من توحيد قائمتيها إلى الانتخابات.

وإلى جانب مشكلة الفساد واتهام فتح، حزب السلطة، بالتقصير في محاربة البطالة والفقر، ركزت الحملات الدعائية المناهضة للحركة على مسألة التفاوض مع إسرائيل التي استخدمتها حركة حماس لتؤكد رفضها "التعامل مع العدو.

وعمل مرشحو فتح على إبراز تباين تصريحات مسؤولي حماس الذين يعلن بعضهم تأييد التفاوض مع اسرائيل في حين يرفضه آخرون.

وقال مسؤول بفتح "هذا لغز غير واضح، من يريد ان يعمل في السياسة كيف لا يفاوض، هذا أمر غير مفهوم".
وبعد أن كرر مسؤول حماس محمود الزهار معارضته للتفاوض مع اسرائيل، عاد وقال إن "المفاوضات ليست حراما لكن الجريمة السياسية عندما نجلس مع اسرائيل ونخرج بابتسامات عريضة وكأن شيئا حصل ونخدع الشعب الفلسطيني".

من جهته أكد اسماعيل هنية القيادي البارز في حماس أن الحركة ستخوض العمل السياسي بعد دخولها المجلس التشريعي بشكل متواز مع المقاومة، معتبرا أن سلاح حركته مرهون بوجود الاحتلال.

منطق الثورة وإكراهات السلطة وقال هنية الذي بدا منهكا بسبب الخطابات والندوات اليومية التي شارك فيها في اطار حملة حركته للانتخابات التشريعية والتي تصدر قائمتها، ان حماس "ستعمل في ميدان المقاومة وفي الميدان التشريعي والعمل السياسي، ولا تناقض بينهما".

ورأى هنية 43 عاما المتحدر من بلدة الجورة قرب المجدل في عسقلان داخل اسرائيل، أن حماس خاضت الانتخابات التشريعية "لحماية حق المقاومة وحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه".

وأكد أن حماس لن تتصرف على أساس ردود الفعل في تعاملها مع عمليات الاغتيال الاسرائيلية بعد دخولها المجلس التشريعي.
وقال "مقاومة حماس غير مرهونة بالردود المقاومة، بل مستندة الى رؤية"
ورفض هنية تخلي حماس عن سلاحها معتبرا المطالبة بذلك "شرطا تعجيزيا
السلاح شرعي وهو مرهون بوجود الاحتلال".

لكنه أضاف أنه "إذا رحل الاحتلال الاسرائيلي عن الأرض واستعاد الشعب الفلسطيني حقوقه وتمتع بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة عاصمتها القدس الشريف، حينئذ لن يكون من مبرر للسلاح".

وقال هنية إن حماس تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على الاراضي التي احتلت عام 1967 كحل "مرحلي"على أن تحتفظ الحركة برؤيتها في حدود "فلسطين التاريخية وعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال".

وأوضح أن حماس "تريد دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية"لكن بعد توفر مقومات الدولة، ولا سيما "رحيل الاحتلال وعودة الأرض والسيادة بعدها ستعرض حماس هوية هذه الدولة على الشعب وستحترم إرادته".

وبعد أن اعتبر أن المشاركة في الحكومة الفلسطينية أمر مهم وسيكون حاضرا بقوة، أكد أن حماس ستعطي موقفها الرسمي بشأنه بعد الانتخابات لأنها "تتحرك من منطلق تقديرها لمصالح شعبنا الفلسطيني العليا".

وبشأن زيادة الضغوطات الدولية على حماس بسبب تمسكها بسلاحها قال هنية إن حماس "لا تغفل المعادلة الدولية«، لكنه استدرك أن "هناك فرقا بين من يخضع للضغوط ويتنازل ويتراجع عن المواقف والحقوق والثوابت في إشارة ضمنية الى السلطة الفلسطينية وبين التعامل مع الأسرة الدولية بشكل متوازن ومنفتح".

وأضاف "ليس لدينا أي مشكلة في إقامة علاقة مع أي دولة في الأسرة الدولية"
واستبعد هنية تحول حركته الراديكالية الى حزب سياسي لكنه شدد على "أهمية العمل السياسي ضمن اجندة الحركة، ولا بد أن تتحرر الأرض أولا من الاحتلال حتى نعيش في أجواء مستقرة وحتى تسمح الأجواء لعمل حزبي بمفهوم الحزب".

وبشأن المطالبة بعودة قادة حماس واللاجئين الفلسطينيين الى الأراضي الفلسطينية، قال هنية "حق العودة حق مكفول وثابت.
نطالب بعودة قيادة حماس وقيادة الشعب الفلسطيني والشعب كله، ولكن توقيت العودة مرهون بالظروف المناسبة والملائمة".

وانسجاما مع اعتبارها "الاسلام"أحد ثوابتها، ترفع حماس العلم الفلسطيني الذي يحمل عبارة الشهادتين في وسطه الأبيض خلال الحملة الانتخابية.
وقال هنية "حماس تريد أن يكون العلم مجللا بالشعار لا اله الا الله محمد رسول الله لكن هذا الأمر يأتي في سياق تفاهم وطني وقبول شعبي وتراض
هذا علمنا وعلم الجميع".




تابعونا على فيسبوك