مدير المهرجان الوطني للفنون الشعبية

محمد الكنيدري : المهرجان فرصة للتعريف بمورثنا الثقافي الشعبي

السبت 08 يوليوز 2006 - 15:40
محمد الكنيدري

تنطلق اليوم الإثنين بمدينة مراكش، الدورة 41 من مهرجان الفنون الشعبية، تحت شعار "أسرار التعبير الرمزي والحركات"، المهرجان يعد في عيون المنظمين حدثا متميزا سيزيد من جاذبية مدينة اكتسبت شهرة عالمية .

يستمر المهرجان خمسة أيام ستكون خلالها الفرصة مفتوحة أمام الجمهور للتعرف على الموروث الثقافي المغربي، المتمثل في الأهازيج والفلكور الشعبي.

وستعرف الدورة ايضا مشاركة متميزة كما أكد مدير المهرجان محمد الكنيدري، حيث يحضر عدد مهم من الفرق الأجنبية إلى جانب عشرين فرقة فلكلورية مغربية، يلتفون جميعهم حول رسالة واضحة تنشد السلام وحوار الحضارات.

وأضاف مدير المهرجان و رئيس جمعية الأطلس الكبير المنظمة للمهرجان لـ "الصحراء المغربية"أن للمهرجان أهداف تروم المحافظة على الثراث المغربي والتعريف به لدى المغاربة والأجانب، بالإضافة إلى كونه وسيلة للحفاظ على الموروث الشعبي المغربي المهدد بالاندثار.

وخصصت لمهرجان "الفنون الشعبية" هذه السنة ميزانية 4 ملايين درهم، أي بزيادة تصل إلى 10 في المائة مقارنة بالدورات السابقة.

ورغم ذلك تعتبر هذه الميزانية ضيئلة بالنسبة لمهرجان من هذا الحجم على حد تعبير محمد الكنيدري.

٭ تنطلق غدا الدورة 41 لمهرجان الفنون الشعبية بمدينة مراكش، ما هو الجديد بالنسبة لهذه السنة؟

الجديد في الدورة الحالية، أولا ستعتمد على الموضوعاتية التي بدأناها قبل سبع سنوات، منذ سنة 1999، لما أرجعنا المهرجان للوجود، لكي تكون العروض مختلفة من سنة إلى أخرى، و الموضوع هذه السنة "سر الحركات و الرمزية".

٭ ولماذا اختيار هذا الموضوع؟

ـ لأننا تناولنا في الدورات السابقة الصوت ثم الإيقاعات و الرقص، وهذه السنة ارتأينا إلى الاعتماد على الرمز، لأن هذه هي المكونات الأربعة الأساسية للفنون الشعبية، والجديد كذلك أننا حاولنا التركيز على جانب من الفنون الشعبية لإبرازه، مثلا السنة الفارطة ركزنا على "الفن الغيواني"، وهذه السنة سنركز على "فن الراي"،

و سنخصص لذلك ليلتان، واحدة بالمسرح الملكي و الليلة الثانية في الهواء الطلق للعموم، لكون هذا الفن مغربي و ليس جزائريا فقط كما يعتقد البعض، إذ سنحاول إظهاره بطريقته العصرية و التقليدية .

الأولى سيؤديها أشخاص عصريون مثل »برياح« و»خير الهدى« المقيمة في فرنسا، أما الطريقة التقليدية، من خلال الرقص الذي ستؤديه فرقة "العلاوي"الوجدية كل هذا لكي يتعرف الجمهور على هذا الفن المغربي الأصيل.

٭ يحاول المهرجان منذ دوراته الأخيرة جلب فرق فلكلورية أجنبية ، لماذا؟

ـ من أجل الانفتاح على الفرق الفلكلورية الأجنبية و على ثقافتهم، ليكون بذلك انصهار و حوار بين الثقافات، وفرصة كذلك للتعريف بمورثنا الثقافي الشعبي للأجانب، لأن هناك اهتماما خاص ابالفنون الشعبية من طرف الأجانب، وهذا ما يعطي للفنانين المغاربة الثقة في أنفسهم للاستمرار والحفاظ على فنهم الأصيل.

وهذا الانفتاح أيضا، ما هو إلا حوار بين الثقافات و تبادل المعارف و الأفكار، وكذلك فرصة لخلق انصهار بين الفنون، إذ يتجسد هذا الانصهار مثلا في تشكيل فرق موسيقية متكونة من مغاربة وصينيين، يظهروا أن ليس للفن حدود.

٭ وما هو نصيب التراث الأمازيغي في المهرجان؟

ـ التراث الأمازيغي يمثل نسبة 60 في المائة بالمهرجان الوطني للفنون الشعبية، ونرى أن هذا تراث مغربي، يجب أن يكون حاضرا في المهرجان بشكل طبيعي.

٭ نعلم أن الدورة 41 خصصت لها ميزانية 4 ملايين درهم أي بزيادة حوالي 10 في المائة مقارنة بالدورات السابقة، هل هذه الميزانية كافية بالنسبة إلى تنظيم مهرجان من هذا الحجم؟

ـ لا أرى أن هذه الميزانية كافية بل ضئيلة، هذا ما يمكننا القول بأن هذا المهرجان أفقر مهرجان نسبيا بالنسبة إلى عدد الفنانين المشاركين من خلاله، رغم كونه أعرقهم و أهمهم، لأنه الوحيد الذي يجمع الثقافة المغربية بكل جوانبها، ويشارك فيه أكبر عدد من الفنانين الذين يصل عددهم حوالي 500 فنان، منهم 60 أو 70 في المائة مغاربة والآخرون من الأجانب، لكن و الحمد لله الحدث أصبح يحظى باهتمام و سائل الإعلام منها الوطنية والأجنبية.

٭ في النقطة نفسها، رغم كون المهرجان من أقدم وأعرق المهرجانات على الصعيد الوطني، و رغم التغطية الإعلامية سواء الوطنية أو الدولية، لا يحظى بنصيب من المتابعة، كباقي المهرجانات المقامة في المغرب التي تشهد حضور جمهور كبير، لماذا؟

ـ هناك تتبع، فمثلا مهرجان الصويرة لكناوة أو فاس للموسيقى الروحية، يتابعه حوالي ثلاثة ألاف أو حتى أربعة ألاف شخص، في حين المهرجان الوطني للفنون الشعبية لمدينة مراكش، يعرف حضور حوالي خمسة آلاف من المتتبعين، و الشيء الذي يميز تلك المهرجانات على مهرجاننا الحملة الدعائية.

إذ نحن لا نتوفر على دعاية بشكل كافي، لأننا لا نملك الوسائل، لكون الدعاية تتطلب الإمكانيات، ونجاح أي مهرجان رهين بالحملة الدعائية، لأن هناك مهرجانات ظهرت في الآونة الأخيرة تعرف نجاحا لأن ميزانيتها تفوق ميزانيتنا بثلاث مرات، ورغم كل هذا فالمهرجان يحظى باهتمام الجمهور.

٭ المهرجان في بداياته كان يشهد بعض المشاكل و الهفوات هل ما يزال على نفس الحال في ظل إشراف جمعيةالأطلس الكبيرعلى التنظيم؟

ـ لم تعد مشاكل و هفوات، كالتي كان يشهدها المهرجان في بداياته، لأن هناك جهودا تقوم بها جمعية "الأطلس الكبير" والجمعية الجديدة"جمعية المهرجان" التي تضم جميع الشركاء الممثلين عن قطاع السياحة والثقافة، بالإضافة إلى السلطات المحلية و المجالس المنتخبة.

وتجندنا من أجل سد الثغرات، وهذا ما كان بالضبط في الدورة السابقة من السنة الماضية، حيث كان الجميع راضين على مستوى تنظيم المهرجان، مقارنة بالدورات الأولى، التي كانت تشهد مشاكل على مستوى التنظيم و غيرها من الأمور.

٭ إذن خلق سكرتارية دائمة للمهرجان من بين العوامل المساهمة في إنجاحه؟

ـ بطبيعة الحال، وهذا ما نشتغل عليه على مدار السنة لتنظيم المهرجان .

٭ على مدى سنين المهرجان أصبح يمنح جوائز للمكرمين في إطار حفلات بالإضافة للشركات، هل أعطى هذا دما جديدا للمهرجان؟

ـ أكيد لأنها أعطت رمزية خاصة لرموز الفنون الشعبية، فتقديم جائزة من طرف شخصية تعين من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، هذا في حد ذاته تشجيع للفنانين، وعربون للاستمرارية والاهتمام بالفنون الشعبية.

٭ لم وقع اختيار المهرجان هذه السنة على تكريم الفنان التونسي لطفي بوشناق؟

ـ المهرجان الوطني للفنون الشعبية يكرم الفنانين الذين لهم صيت عبر العالم، بدأنا بالفنان المغربي "عبده الشريف"، وهذه السنة توجهنا إلى الفن المغاربي الذي له علاقة دائمة بالفنون الأصيلة.

ولطفي بوشناق يعتبر واحدا من بين الفنانين الذين له اهتمام بالفنون الأصيلة.

٭ بعيدا عن المهرجان، ماذا حققت جمعية الأطلس الكبير المشرفة على تنظيم المهرجان؟

ـ أهم شيء أعادت المهرجان إلى الوجود، فإرجاع الميت إلى الحياة في حد ذاته إنجاز ومكسب، من جهة أخرى جمعية "الأطلس الكبير"تحاول ملء الفراغ الثقافي في مدينة مراكش .

٭ بالنسبة للانتقادات الموجهة للمهرجان ألا تزعجكم، وخاصة أنكم طرف مشرف على التنظيم؟

ـ لا بالعكس نتقبلها بصدر رحب وهذا شيء عادي، لأن أي تنظيم بهذا الحجم لا بد أن يعرف بعض الهفوات، وكل الانتقادات الوجيهة تساعدنا.

أما الانتقادات المجانية والمبنية على التحطيم فلا نوليها أي اهتمام لأنها لا تساوي أي شيء.

٭ وإلى ماذا تطمحون في المستقبل؟

ـ نطمح أن يكون للمهرجان صيت واسع، ويصبح نموذجيا بالنسبة للمهرجانات المغربية.




تابعونا على فيسبوك