صدور الكتاب الثاني لعبد الله حارص

المشهد الجمعوي بالمغرب

الإثنين 13 مارس 2006 - 11:17

بعد كتابه الأول الذي صدر السنة الماضية بعنوان (مآوي الشباب صورة للتسامح وحقوق الإنسان) صدر في غضون شهر فبراير من هذه السنة كتاب جديد للناشط الجمعوي عبدالله حارص بعنوان: (المشهد الجمعوي بالمغرب).

وذلك عن منشورات جمعية الشعلة للتربية والثقافة ـ المكتب المركزي ـ ويعد صاحب الكتاب من قيدومي الممارسين في الحركة الجمعوية بالمغرب سواء على مستوى تأطير الشباب في التداريب التكوينية واللقاءات الدراسية على مختلف الميادين ذات الصلة بالعمل الجمعوي أو تسيير وتنشيط المخيمات الصيفية كإطار تربوي معتمد من كتابة الدولة في الشباب والجمعيات والمنظمات أو باشتغاله المستمر في إشعاع وتطوير حركة مآوي الشباب بالمغرب أو مساهماته المتعددة في الصحافة الوطنية عامة والصحافة الجمعوية خاصة أو باشتغاله منذ بداية الثمانينات في العمل الإذاعي والتلفزي بإنتاج برامج تربوية أو أدبية أو حتى اهتمامه بالنقد الأدبي والمسرحي وكتابة السيناريو والمسرحيات.

وقد اعتبر الأستاذ محمد فرطميس في تقديمه للكتاب أنه يشكل إضافة نوعية في البحث والدراسة ومحاولة جادة وجريئة للإمساك بآليات الاشتغال في الحقل الجمعوي الذي يعتبر ولحد الساعة مجالا خارج البحث العلمي، ولم يراكم رصيدا من الدراسة والمنهج والمرجعية.

وشدد مقدم الكتاب على أن هذا الإنجاز يشكل محاولة لاستخلاص العوامل الموضوعية المحددة للعمل الجمعوي والكشف المتأني باللغة السهلة عن وسائط العمل فيه، وهكذا خصص الكاتب الفصل الأول للثقافة الجمعوية بالبحث في مفاهيم الإدارة والعلائق وتفحص طرق العمل أدبيا وماديا وسبل وكيفية التعامل واتخاذ القرارات وغيرها من أساسيات الفعل الجمعوي، بينما خصص الفصل الثاني لتقديم بطائق توثيقية لبعض الجمعيات والمنظمات التي سبق له أن نشر تفاصيل عنها عبر الصحافة الوطنية من جمعيات محلية وجهوية ووطنية ومن مختلف الأصناف والأهداف والتوجهات ويهدف بذلك إلى تقريب القارئ والمهتم من عوالم هذه التنظيمات والتعريف بأنشطتها وتطلعاتها.

ويخصص الكاتب الفصل الثالث لرصد أنشطة الجمعيات التي تتبع فعالياتها وتساند أصحابها بالتوثيق والاشعاع الصحافي، فيما خصص الفصل الرابع للذاكرة الجمعوية بتسجيله ولأول مرة صفحات عن الجمعويين المرحومين الذين أبلوا في الساحة الجمعوية أمثال محمد الحيحي ومحمد السملالي وأحمد زكي بوخريص.

وفي خاتمة الكاتب يأبى الكاتب إلا أن يستدعي فاعلين جمعويين مشهود لهم وطنيا، كتبوا شهادات قيمة في حق الكاتب ويقع الكتاب في 346 صفحة وهو من الحجم المتوسط وصادر عن مطابع دار النجاح الجديدة.

إن صدور هذا الكتاب في هذه الظرفية تاريخيا وفي غمرة الطفرة الكبرى للعمل الجمعوي كما ونوعا، يؤكد حركيته الإيجابية ومستوى صيغه وتعابيره ويظهر ذلك في ولوجه لحقول ومجالات جديدة بهدف توسيع هامش المبادرة وتطوير أسلوب التدبير والاشتغال مما يؤشر على تحولات كيفية أبرزها باختصار المساهمة في دمقرطة الحياة بالمجتمع والانتقال به من مجتمع الدولة إلى دولة المجتمع بالإضافة إلى انه يشكل حركة تطوعية اجتماعية.

ويمثل جوهر النسيج الثقافي و التربوي ويهدف الى نشر الوعي عبر الاهتمام بقضايا المجتمع وتفعيل كل المبادرات في أفق ترسيخ ممارسة جمعوية هادفة حداثية، وممارسة ثقافية مجتمعية موقعا ورؤية، ويضاف الى ذلك طبعا مدرسة حقيقية للتربية والتكوين على الديموقراطية ومصدرا ثريا للمبادرة والاقتراح، كما أنه يؤمن بسلاسة فضاءات الحوار والإقناع ولأنه أولا وأخيرا حلقة ضمن نسق الحريات العامة.

وتجدر الإشارة في ختام هذه الورقة أن إنجاز هذا المشروع شكل تحديا حقيقيا لاختراق جدران الصمت المضروبة على هذا المبحث الهام الذي يشكل مكونا أساسيا من مكونات المجتمع المغربي الحديث وهو تحدي حقيقي ويكفي أن انجازه استمر رهينا لمدة اكثر من 6 سنوات كاملة طاف فيها الكاتب كل المتاهات من أجل أن يجد ناشرا مؤمنا بأهمية أطروحات الكاتب وهو ما تحقق باعتزاز عند إخوانه من جمعية الشعلة للتربية والثقافة الذين احتضنوا المشروع ورافقوا مختلف مراحله الى حين إخراجه الى حيز الوجود مع تنظيم المعرض الدولي الثاني عشر للكتاب والنشر والذي احتفى فيه الكاتب بنجاح لافت في حفل التوقيع والتقديم.




تابعونا على فيسبوك