من سلا إلى مراكش

الفنان لغزولي يواصل دروب الفن والحياة

الإثنين 13 مارس 2006 - 11:28

بقاعة العروض الفنية (غاليري تدغارت) بمراكش يتواصل عرض أعمال الفنان العصامي محمد لغزولي إلى غاية 22 أبريل 2006، لغزولي من مواليد مدينة سلا مارس العديد من المهن على التوالي، بستاني، حلاق، عامل مقهى، يعمل حاليا بائع تحف.

اكتشف الصباغة وبدأ الرسم سنة 1959 العديد من أعماله يتضمنها متحف الفن الخام في لوزان بسويسرا كفنان، يهتم لغزولي بإبراز الوجه الحقيقي للأشياء، لا مكان في لوحاته لحالة ذاتية أو مجانية، كل ما يرسمه هو كشف ورؤيا للآخرين.

كما يأتي من نفسه، لعمله بالتأكيد قيمة توثيقية وواضح أن ما قدمه من أعمال خلال النصف الأخير من القرن الماضي سيكون خلال السنوات المتقدمة من القرن الحالي الواحد والعشرين بمثابة شهادة على مغرب القرن العشرين، كما كان هذا الأخير بالنسبة للقرن التاسع عشر وذلك بالنظر إلى تمكنه من رصد التحولات الحقيقية وبطيئة التطور ليس هذا فحسب بل إن الفنان في أعماله المنجزة يركز على إبراز ما يرمز إلى حقب زمانية ومكانية معينة من خلال الملابس والحفلات والمقاهي في مدينته موطن ميلاده سلا، إنه يضيف إلى الصباغة طراوة النظرة التي تجد كل قوتها داخل الرغبة والإسراع بتوصيف العالم كما هو.

إن الفنان لغزولي لم يحتل بعد مكانه الجدير به داخل مشهد الصباغة المغربية
إن المكانة التي يجب أن تكون له يخولها عمله الذي يجب أن يوضع داخل الإبداع التشكيلي المعاصر بالمغرب، والذي يحتل اليوم في إطار الاختلاف والتنوع وقوة الصباغة موقعا طليعيا في العالم العربي.

كان أول لقاء للغزولي بالرسم حين تعرف إلى "جاكلين برودسكيس"التحق مع أصدقاء له من سلا مثله، ميلود وحسن الفروج عام 1957 بورشة "الشبيبة والرياضة"التي كانت تسيرها جاكلين، كان وقتها يبلغ من العمر 20 سنة وقد مكنته الصباغة من كشف حقيقة أخرى، عالم آخر.

وقد شجعته جاكلين ودعمته بقوة، منظمة معارضه دون أن تتدخل في خصوصية لغزولي التي أراد الحفاظ عليها المتميزة بالحرية والأصالة، ولكونه تيتم مبكرا، فقد اضطر إلى مزاولة العديد من المهن حتى يعيش، مما لم يسمح له بكثير من الوقت لممارسة الرسم، إنه يحتفظ في ذاكرته عن هذه الفترة الصعبة بلحظات اليأس والإحباط العميق، أصابه فيها قلق كونه لن يتمكن أبدا من مواصلة طريقه في ميدان الصباغة لكن اللحظة المواتية عادت لتسنح له من جديد بمواصلة نشاطه في الرسم، عادت إليه الثقة والحياة من جديد، نشطا، متحفزا، وهو يحكي على كل هذه اللحظات والحالات في لوحاته التي يبقي فيها بشكل ملحوظ وفيا لأسلوبه، ولتقنيته، كما هو وفي لأصدقائه ولنفسه فنه الذي اتسم في الأول بالعفوية والسذاجة، اكتسب حاليا قوة كبيرة في التحكم في رصد وقائع الحياة اليومية، تتخلله شاعرية وقوة في التخييل تشهدان على فن قائم على التركيب والنشوء، وفي تطور مستمر لوحاته الحالية لم تعد لها صلة بلاشك مع (الفطري).

وبابتسامة ساخرة يصرح لغزولي اليوم: "صباغتي أصبحت اليوم أكثر هدوءا"إن رسومات لغزولي تعرف بغناها وتعدد مواضيعها، وهي تجسد جوانب متنوعة من الحياة المغربية في المناطق القروية مثلا وصناعة الحرف اليدوية المحلية ولقاءات مع السياح الغربيين.

يقول عنه حسين القصري: "تعرفت على رسومات لغزولي منذ عشرات السنين، كنت وقتها أقوم ببحث ودراسة حول الأدب الشفوي، وكان هذا بمثابة فرصة غير متوقعة لمعرفة كم يستطيع المنتوج المتخيل أن يوصل إلى الأهداف نفسها إذا ما أخذنا سبلا مختلفة لبلوغ ذلك كما أنني تأكدت كم الحكايات والأمثال الشعبية تبقى راسخة في ذاكرة الفنانين الموهوبين في عمليات الإنشاء والتحويل".

وتقول عنه مكتشفته والآخذة بيده في طريق الفن والإبداع "جاكلين برودسكيس": "وجه لطيف، هادئ، خفي، رسوماته استيهامية، يتآلف فيها الأشخاص والحيوانات إلى حد يتقارب فيها الخيال مع الحقيقة.

هي هكذا عوالم لغزولي التي تبدو وكأنها متناقضة: أعماله يزدان بها متحف الفن الخام بلوزان، أقام العديد من المعارض سواء الجماعية، أو الفردية داخل المغرب وخارجه، إنه شخصية أصيلة، خارج كل التيارات والتأثيرات، حياة عائلية مريحة، منتظم في عمله الفني
هكذا يبدو لي لغزولي".

أهم المعارض 1970: دار الشباب، القنيطرة 1971 ـ 72 ـ 76 ـ 78: غاليري الاكتشاف، الرباط 1983 ـ 89 ـ 92: المعهد الثقافي الفرنسي ـ الرباط 1979: غاليري لومانوار ـ الرباط، غاليري فنيس ـ البيضاء 1981: نادي البحر الأبيض المتوسط، مراكش 1986: غاليري مولاي إسماعيل، الرباط 1988: دار الفرانكوفونية، باريس 1989: مدينة كليرمون ـ فرناند 1995: غاليري المنار ـ الدارالبيضاء 1999: من غاليري المنار إلى دار علوم الإنسان بباريس 2000: "ثلاثون عاما من الصباغة"غاليري المنار ـ البيضاء




تابعونا على فيسبوك