يشهد البودكاست انتشارًا متزايدًا على مستوى العالم، حيث بات يفرض نفسه كوسيلة إعلامية قوية تجذب جمهورًا واسعًا.

ففي المغرب يتزايد الإقبال على الاستماع إليه في ظل ارتفاع انتاج هذا النوع من صناعة المحتوى، إلا أنه لا يزال يواجه بعض التحديات، هذا الموضوع كان محور النقاش خلال افتتاح النسخة الأولى من مهرجان البودكاست بمدينة الدار البيضاء، الذي انعقد يوم الخميس الماضي، بمشاركة نخبة من صناع المحتوى الصوتي، وخبراء الإعلام الرقمي، والعلامات التجارية.

 

اعتبر المشاركون في المهرجان أن هذه التظاهرة تمثل فرصة لتسليط الضوء على تطور البودكاست في المغرب خلال السنوات الأخيرة، مؤكدين أنه أصبح مساحة بديلة للتعبير عن الآراء والتوجهات المختلفة.

في هذا السياق، أوضح فيليب شابو، الخبير في المجال، وأحد المتحدثين في المهرجان، أن البودكاست المغربي لا يزال في مراحله الأولى، رغم توفر أدوات إنتاج حديثة مثل الميكروفونات USB والتطبيقات المحمولة ومنصات الاستضافة، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في إنتاج محتوى صوتي بمعايير احترافية.

خلط بين البودكاست والمحتوى المرئي

واحدة من العقبات التي تعترض نمو البودكاست في المغرب، يضيف شابو، هي الخلط بينه وبين المحتوى المرئي على منصات مثل "يوتيوب"  فالكثير من صناع المحتوى يعتبرون مقاطع الفيديو الخاصة بهم بمثابة بودكاست، رغم أنها لا تُنشر عبر المنصات الصوتية التقليدية، ما يحد من انتشار هذا الشكل الإعلامي بالشكل الصحيح.

نحو تنظيم القطاع وتطويره

وأشار شابو إلى أن 18 في المائة  من المغاربة الذين تزيد أعمارهم عن 16 عامًا يستمعون إلى البودكاست، وهو رقم مشجع، لكنه لا يزال دون العتبة المستهدفة البالغة 22 في المائة، مؤكدا أن تعزيز هذا القطاع يتطلب جهودًا إضافية لجذب مستمعين جدد وزيادة الوعي حول أهمية المحتوى الصوتي.

أما بخصوص المهرجان، فقد وصفه شابو بأنه خطوة إيجابية لدعم صناع المحتوى، خاصة المبتدئين منهم، مشيرًا إلى أن التحدي القادم يتمثل في تنظيم القطاع عبر إنشاء شبكات أو منصات تجمع منتجي البودكاست وفق تخصصاتهم، ما سيساهم في تطوير الصناعة ومنحها مزيدًا من الاحترافية.

واختتم حديثه قائلًا: "المغرب يملك كل المقومات لتحويل البودكاست إلى وسيلة إعلامية مؤثرة، لكن الأمر يتطلب تنظيمًا وهيكلة تمنحه الموارد اللازمة لضمان استدامته ونموه".

 

---