بلغت الحصيلة المؤقتة لضحايا فيضانات منطقة أوريكا 60 كلم عن مراكش، خمسة قتلى، حسب مصادر مسؤولة، في الوقت الذي تواصل فيه عناصر الوقاية المدنية البحث عن جثث لضحايا محتملين تحت الأوحال، التي خلفتها هذه الفيضانات، والتي ضربت المنطقة حوالي الساعة السادسة من مسا

وذكر شهود عيان أنه، في حدود الساعة السادسة، هبت رياح قوية، مصحوبة بأمطار غزيرة، وحبات من الثلج "التبروري"، مؤكدين أنه لم يمض على هذا الأمر سوى بضع دقائق، حتى اكتسحت المياه الغزيرة لواد أوريكا، والتي كانت محملة بالصخور والأشجار، جنبات الواد.

وقال الشهود، الذين تحدثت إليهم "الصحراء المغربية" إن مياه الفيض القوية، حطمت جل المقاهي والمطاعم المقامة بجنبات الواد، بالإضافة إلى المحلات التجارية، مؤكدين أن مياه الشعاب غمرت العديد من البيوت، التي وجدت في طريقها.

وحسب شهود عيان، فإنه رغم وجود جهاز للإنذار، لم يسمع سكان المنطقة صفيره إلا بعدما اقتلعت مياه الواد كل ما كان بجنباته من أشجار وسيارات ومطاعم، بيد أن المسؤولين بمصالح الوقاية المدنية، أكدوا أن صفارات الإنذار سمعت قبل بلوغ فيضان الواد منطقة والماس.

ولعب سكان منطقة ستي فاضمة دورا أساسيا في إبلاغ المصطافين، المتحدرين من مراكش والدار البيضاء، بالإضافة إلى المهاجرين المغاربة، بخطورة البقاء قرب الواد، وكانوا يرشدونهم إلى الطرق والممرات الآمنة، بحكم معرفتهم بجغرافية المنطقة.

وقضى جل المصطافين الليلة ببعض المنازل والمحلات التجارية إلى حدود فجر أول أمس الأربعاء، إذ اضطروا إلى الانتقال إلى منطقة والماس، مشيا على الأقدام، قاطعين مسافة 15 كلم، مخلفين وراءهم سياراتهم، لأن الطريق إلى المنطقة كانت مقطوعة، ولم يجدوا أي وسيلة للنقل إلا بحلول المساء.

وهرعت إلى مكان الحادث فرق الإغاثة والسلطات المحلية والوقاية المدنية، التي قدمت المساعدات للضحايا، فيما باشرت آليات ومعدات الأشغال العمومية، عمليات إزالة الأوحال وإصلاح الطرق المقطوعة والممرات، الشيء الذي مكن وسائل النقل من المرور مساء الأربعاء، إضافة إلى استعمال وسائل جوية وأرضية، في عملية إجلاء المصطافين.

وكان بلاغ صدر مساء الأربعاء عن عن ولاية مراكش، توصلت به "الصحراء المغربية" صباح أمس، أفاد أن امرأة تبلغ من العمر 45 سنة لقيت مصرعها، واعتبر طفل في التاسعة من عمره في عداد المفقودين، وأن حوالي عشرين سيارة تعرضت لأضرار، بسبب الفيضانات، التي نتجت عن هذه الأمطار، والتي ارتفع معها صبيب وادي أوريكا إلى 286 مترا مكعب بالمحطة المائية "تازيتونت".

يذكر أن منطقة أوريكا خصوصا، وإقليم الحوز بشكل عام، تتعرض لأمطار رعدية وفيضانات خلال الصيف، غير أن أقوى هذه الفيصانات هي تلك التي شهدتها المنطقة صيف 1995، والتي ذهب ضحيتها مئات الأشخاص من سكان المنطقة والمصطافين.

---