كلميم – وادنون .. مشاريع كبرى للماء وفك العزلة والتأهيل الحضري أطلقت ودشنت في ذكرى المسيرة الخضراء

الصحراء المغربية
الجمعة 08 نونبر 2024 - 12:08

في السادس من نونبر هذه السنة، امتزجت في كلميم - وادنون فرحة الاحتفال بالذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء المظفرة، مع أجواء التفاؤل بمنجزات مسيرة التنمية، التي تواصلت أوراشها في التنزيل على الأرض مضيئة درب الجهة. ففي هذا اليوم العزيز على المغاربة، جرى الوقوف على دخول هذا المخطط الطموح محطة أخرى تعد بإحداث تغيير جذري في المعيش اليومي لسكان المنطقة عبر قطع المزيد من الخطوات، وبثبات، في طريق التقدم نحو مستقبل أكثر ازدهارا.

 

احتفال ببهجة الإنجاز

في سيدي إفني وكلميم، حيث ازدانت الشوارع بالأعلام الوطنية، وكانت الفرحة تبرز في كل خطوة معبرة عن فخر المواطنين بملحمة المسيرة الخضراء التاريخية وبما تحقق من إنجازات تنموية كبرى وما سطر تفعيله في الأمد القريب، احتفل بالحدث على قع خاص. فقد أطلقت ودشنت سلسلة مشاريع كبرى جديدة، التي انعكس التحولات المنتظرة منها في تفاعل المجتمع المحلي مع الأهداف المسطرة منها، والتي تضيف لبنة أخرى إلى صرح التنمية المستدامة في المنطقة.
وهو تفاعل تجسد في مواكبة شيوخ وشباب (نساء ورجال) وفاعلين في مختلف المجالات حركية هذه المواعيد التنموية الجديدة باعتزاز وبحضور أثر البهجة فيه واضح على الوجوه، كما كان عليه الحال، أول أمس الأربعاء، في كلميم، حيث أعطيت إشارة بدء تنفيذ عدة مشاريع مهمة.
إبراهيم الركيبي واحد من الذين حضروا فعاليات هذا اليوم الاستثنائي في كلميم. رئيس جمعية الائتلاف الوطني للدفاع وحماية المقدسات بالمدينة، قال بهذا الخصوص، في تصريح لـ"الصحراء المغربية"، "نشارك اليوم كفعاليات مدنية بالاحتفالات المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء، التي انطلقت بفضل عبقرية جلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني"، مشيرا إلى أنه "ومنذ استرجاع الأقاليم الجنوبية من الاستعمار الإسباني والفرنسي، وبعد تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، وانطلاق النموذج التنموي لهذه الأقاليم، تعيش الجهة دينامية كبيرة".
وذكر أن هذه الدينامية تهم ما يتعلق بالبنيات التحتية ووضع الأقاليم الجنوبية كموقع جيو استراتيجي مهم للانفتاح على إفريقيا"، مبرزا أن الجميع حاضر ومشارك فيها، وعلى الخصوص مجلس الجهة، الذي أكد أنه تبصر من خلال اتفاقيته وجلب المستثمرين إلى كلميم، سواء على المستوى البحري بالنسبة لميناء طانطان، أو المستوى الطاقي بأسا – الزاك، والهيدروجين الأخضر والفلاحة بالنسبة إلى مدينة كلميم.
وأوضح إبراهيم الركيبي أن "هذا فيض من غيض بالنسبة لما تشهده الأقاليم الجنوبية من تنمية"، متمنيا أن ينعم السكان بثمار هذه التنمية.

 

أكثر اللحظات تأثيرا

من اللحظات الأكثر تأثيرا في استقبال كلميم ذكرى ملحمة المسيرة الخضراء على إيقاع إطلاق وتقديم مشاريع تنموية بكلفة إجمالية تقدر بـ416.5 مليون درهم، تدشين مركز لالة أمينة لرعاية للأطفال في وضعية صعبة، التابع للعصبة المغربية لحماية الطفولة.
وكان ذلك بفضاء المستشفى الجهوي بالمدينة، حيث أشرف على المراسيم والي جهة كلميم وادنون عامل إقليم كلميم، محمد الناجم أبهاي، رفقة وفد ضم، على الخصوص، رئيسة مجلس الجهة، مباركة بوعيدة، ورؤساء مصالح لاممركزة ومنتخبين وفعاليات المجتمع المدني. 
ويهدف هذا المشروع، الذي أعيد بناؤه وتجهيزه، إلى تحسين العرض المقدم في مجال التكفل بالأطفال في وضعية صعبة، ودعم الخدمات الاجتماعية التي يقدمها هذا المركز. 
ويتكون المشروع، الذي رصد له غلاف مالي يقدر بـ11.008.357,00 منها 7.7 ملايين درهم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة)، و3.2 ملايين درهم من طرف العصبة المغربية لحماية الطفولة، من عدة مرافق منها وحدة للأطفال (غرف للنوم)، ووحدة للرضيع، ومصلحة اجتماعية ومصلحة طبية وقاعة للمحاسبة وأخرى للاجتماعات وقاعة للأكل ومطبخ، وكذا مرافق إدارية وصحية.
وعن هذا المشروع، قال إبراهيم ياسين، المنسق المركزي للعصبة المغربية لحماية الطفولة، إن تكلفته المالية تصل إلى 11 مليون درهم تقريبا، منها 7.5 ملايين درهم ساهمت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بينما الباقي ساهمت به العصبة، مشيرا إلى أنه جرى تجهيزه بوسائل حديثة من أجل مواكبة تطورات، ونمو الأطفال والاستجابة لحاجياتهم الملحة المتمثلة في رعايتهم منذ الطفولة إلى غاية بلوغهم سن التمدرس.
وأوضح إبراهيم ياسين، في تصريح لوسائل الإعلام، أن الهدف المتوخى من هذا المشروع هو تحقيق ما يصبو إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يدعو دائما إلى النهوض بأوضاع الطفولة عموما والطفولة في وضعية صعبة على وجه الخصوص، مبرزا أن الهدف من "تواجدنا هذا اليوم شكر جميع المتدخلين الذين قاموا بمجهود كبير لخروج هذا المركز إلى حيز الوجود في هذه الحلة، والذي أصبح يضاهي جميع المراكز".
كما ذكر أن "هذا المركز هو الرقم الحادي عشر ضمن مراكز أخرى سيجري افتتاحها بنفس المناسبة العزيزة علينا"، مبديا فخر الجميع بالمساهمة في التخفيف من وطأة معاناة هذه الفئة المستهدفة من رضع ومواليد متخلى عنهم أو المحرومين من وسط أسري.

 

كلميم.. نحو مستقبل واعد

قطار التنمية السريع الذي تسير كلميم – ودانون على متنه لم يكن ليكتفي بالتوقف بهذه المحطة في هذا اليوم. فبحي القدس، أشرف، بعد ذلك، والي الجهة على تسليم شيكات قروض شرف لفائدة 8 مقاولين شباب من حاملي المشاريع على مستوى إقليم كلميم، بكلفة مالية تصل 697 ألف درهم ممولة من ميزانية مجلس الجهة، وذلك في إطار تفعيل الاتفاقية الخاصة بدعم التشغيل وإنعاش المقاولات بالجهة الموقعة بين ولاية الجهة ومجلس الجهة والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بكلميم، وجمعية كلميم وادنون مبادرة. 
وبالمناسبة ذاتها، أعطيت الانطلاقة لأشغال بناء مركب الأميرة لالة مريم للتأهيل الاجتماعي. 
ويهدف هذا المشروع (25.2 مليون درهم)، الذي سينجز على مساحة 1437 مترا مربعا مغطاة، إلى تقريب الخدمات الأساسية ذات الطابع الاجتماعي والقانوني، وتسهيل الولوج الى الخدمات الاجتماعية والإدارية والحماية القضائية، وتوفير خدمات الاستماع والتوجيه والإرشاد القانوني والدعم النفسي، وكذا تطوير قدرات النساء. 
كما جرى تقديم مشروع التأهيل الحضري لمدينتي كلميم وبويزكارن بغلاف مالي يقدر بـ320.6 مليون درهم، وذلك في إطار اتفاقية تمويل وإنجاز مشاريع البرنامج الاستعجالي للتأهيل الحضري لإقليم كلميم 2024-2027. ويتضمن مشروع التأهيل الحضري لكلميم 8 مشاريع (220.59 مليون درهم)، تتوزع على محور التأهيل الحضري (تهيئة الأحياء الناقصة التجهيز، تهيئة الشوار الرئيسية)، ومحور بناء وتقوية البنية التحتية (إنجاز منشأة فنية على وادي أم العشار تربط بين شارع علال الفاسي بحي الزيتون، ربط الوعاء العقاري لبناء المجزة بالتجهيزات الاساسية الخارجية)، ثم محور بناء وتأهيل مرافق عمومية (إحداث محطة طرقية عصرية، بناء المحجز البلدي، تأهيل ملعب لكرة القدم،..). أما مشروع التأهيل الحضري بمدينة بويزكارن فيشمل 10 مشاريع (100 مليون درهم)، تتوزع على محور التأهيل الحضري (تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، تحسين الواجهات الأساسية للشوارع الرئيسية، ..)، ثم محور بناء وتقوية البنية التحتية (تهيئة ساحة عمومية، تهيئة فضاء عمومي يضم مسبحا بلديا). 
وجرى، أيضا، تقديم مشروع تأهيل الشوارع والأزقة بمدينة كلميم في إطار اتفاقية شراكة لتنزيل برنامج التأهيل الحضري لكلميم. 
ويتكون المشروع (45 مليون درهم)، من بناء الطرق والإنارة العمومية وإصلاح الأرصفة ومعالجة شبكة الكهرباء بالشوارع الرئيسية. كما قدم مشروع بناء محطتين لرصد جودة الهواء (2.4 مليون درهم) في إطار الاتفاقية الخاصة بتعزيز شبكة رصد جودة الهواء بالجهة. 
وبمقر جماعة كلميم، أعطيت انطلاقة أشغال بناء وتوسيع مقر الجماعة (شطر أول ). 
وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا المشروع الذي سينجز على مساحة 2277 مترا مربعا تضم خمسة طوابق مع طابق تحت أرضي، حوالي 11.618.585.52 مليون درهم.

 

سيدي أفني تأخذ حصتها

قبل هذا اليوم البهيج، استطاعت سيدي إفني بدورها أن تأخذ حصتها من ورش التنمية الضخم للجهة.  وشهد الإقليم تدشين وإطلاق عدد من المشاريع المهيكلة بغلاف مالي يفوق 523 مليون درهم.
وتروم هذه المشاريع تعزيز البنية التحتية المينائية والطرقية وفي مجال السدود، والتأهيل الحضري، وكذا البيئة.
أحد هذه المشاريع التي تبدو معها المدينة أكثر آفاقا بتنزيله، تمثل في إطلاق أشغال تأهيل ميناء سيدي إفني في إطار اتفاقية الشراكة بين الوكالة الوطنية للموانئ والجهة.
وأشرف على إعطاء إشارة الانطلاقة بالميناء والي جهة كلميم وادنون، محمد الناجم أبهاي، رفقة وفد ضم، على الخصوص، رئيسة مجلس الجهة، مباركة بوعيدة، وعامل إقليم سيدي إفني، الحسن صدقي، ومنتخبين وسلطات أمنية وترابية، ورؤساء المصالح الخارجية.
ويتضمن هذا المشروع، الذي رصد له غلاف مالي يقدر بـ80 مليون درهم تمول مناصفة بين مجلس الجهة، والوكالة الوطنية للموانئ، تهيئة الأرصفة العائمة في الميناء، وتدعيم الأراضي المسطحة.
وبالنسبة لمشروع تهيئة الأرصفة العائمة يتضمن أشغال جرف حوض الصيد التقليدي في الميناء وتفكيك الأرصفة العائمة المتهالكة وتوريد وتركيب أرصفة عائمة جديدة، بينما يتضمن مشروع تدعيم الأراضي المسطحة، بالخصوص، إزالة الأراضي المسطحة المتدهورة، وإعادة تعبيد الطرق وتبليط الأرضيات.
وقال عبد الله إعلو، رئيس قسم ميناء سيدي إفني للصيد البحري، إن "هذا المشروع له أهمية كبيرة"، مشيرا إلى أنه "سيسهل ولوج قوارب الصيد التقليدي بالنسبة للمهنيين وسيحافظ على سلامتهم، كما سيمكن من تسهيل عملية ولوج القوارب وخروجها".
وأوضح عبد الله إعلو، في حديثه مع وسائل الإعلام، أن المشروع الثاني يهم تدعيم الأراضي المسطحة للميناء مع تجديد المعدات التي تذهب معها"، مضيفا أن تكلفتها المالية الإجمالية بتكلفة إجمالية تصل إلى 50 مليون درهم.

 

الماء وفك العزلة.. أولوية 

ما يميز أيضا حصة سيدي إفني في التنمية، ما تعلق كذلك بمشاريع الماء، التي تبقى أولوية في تصور المجلس للنهوض بالجهة، إلى جانب فك العزلة عن السكان بتشييد المزيد من الطرق. وعلى أساس ذلك، وفي إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والسقي 2020-2027، أعطيت انطلاقة أشغال بناء سد "تاكريانت" (16.6 مليون درهم بتمويل من مجلس كلميم - وادنون)، والذي تبلغ حقينته 200 ألف متر مكعب.
ويهدف هذا المشروع، وهو من نوع الخرسانة، إلى الحماية من الفيضانات والتغذية الجوفية وتعبئة الفرشة المائية وتوريد الماشية.
وأيضا، أطلقت أشغال بناء محطة لرصد جودة الهواء (1.2 مليون درهم) في إطار الاتفاقية الخاصة بتعزيز شبكة رصد جودة الهواء بالجهة. 
كما أشرف والي الجهة والوفد المرافق له، على تدشين مشاريع تهم تعزيز البنية التحتية الطرقية بكلفة إجمالية تقدر بـ21.07 مليون درهم، وذلك في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بإقليم سيدي إفني.
ومن بين هذه المشاريع، بناء الطريق الرابطة بين الطريق الإقليمية 1915 ودوار إكني بجماعة أيت الرخا، والطريق الرابطة بين الحلات وكاور بجماعة أنفك، والطريق الرابطة بين لكبر أوكرمار وتاركين على طول 8.35 كلم، وقارعة الطريق الرابطة بين الطريق الإقليمية 1911 على مستوى جماعة سيدي امبارك والرابطة بين دوار بيه ودوار تاسيلا بالنقطة الكيلومترية 2.3 كلم.
واطلع كذلك على معطيات والاستماع لشروحات حول مشروعين مبرمجين، الأول يتعلق بالتأهيل الحضري بمدينة سيدي إفني، والثاني يهم التأهيل الحضري بمدينة مير اللفت، في إطار البرنامج الاستعجالي للتأهيل الحضري لإقليم سيدي إفني 2024-2027.
ويتضمن مشروع التأهيل الحضري لسيدي إفني 10 مشاريع (151.5 مليون درهم)، تتوزع على محور التأهيل الحضري (إحداث كورنيش على شاطئ سيدي إفني، تهيئة الأحياء الناقصة التجهيز، توسيع المدخل الشمالي للمدينة، ..)، ومحور بناء وتقوية البنية التحتية (التطهير السائل بحي العين وحي الدوار، تزويد الأحياء الناقصة التجهيز بالماء الشروب)، ثم محور بناء وتأهيل مرافق عمومية (بناء ملعب بلدي، وبناء قاعة متعددة الرياضات). 
أما مشروع التأهيل الحضري بمدينة مير اللفت فيشمل 6 مشاريع بكلفة تقدر بـ111 مليون درهم، والتي تتوزع على محور التأهيل الحضري (بناء المحور الطرقي الرئيسي لمير اللفت، بناء طريقين يربطان بين حي أفتاس وحي تييرت 1، إعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز، ..)، ثم محور بناء وتقوية البنية التحتية (شبكة التطهير السائل). 
كما قدمت شروحا ومعطيات بشأن اتفاقية الشراكة لتنفيذ المشاريع الطرقية لتأهيل البنية التحتية بالجهة والمندرجة في إطار برنامج التنمية الجهوية 2022-2027. ومن بين هذه المشاريع، برمجة بناء طرق مصنفة وغير مصنفة بالإقليم بكلفة إجمالية تقدر بـ142 مليون درهم.
وفي هذا السياق، أكدت مباركة بوعيدة أن مجلس الجهة يساهم بغلاف مالي مهم في هذه المشاريع، مبرزة أنها سوف تمكن من استدراك الخصاص داخل الجهة، ومن تقوية البنية التحتية بها، وتأهيل الجهة لاستقطاب استثمارات أكثر، وبالتالي خلق فرص شغل.
بدوره، استحضر أحمد بيسون، عضو مجلس الجهة، في تصريحه، أهمية هذه المشاريع، والتي قال إنه يأتي على رأسها التأهيل الحضري لكلميم – وادنون 2021 – 2023، بمبلغ مالي إجمالي حدد في 45 مليون درهم، والبرنامج الاستعجالي الذي رصد له قيمة مالية وصلت إلى 320 مليون درهم.
وذكر أحمد بيسون أن هذا البرنامج يهم الكثير من المجالات، في مقدمتها الإنارة والتبليط والماء والكهرباء، بالإضافة إلى برامج أخرى ستأتي في المقبل من الأيام، مؤكدا أن هذه المشاريع كبيرة وواعدة، وتتجلى أهميتها في فك العزلة عن بعض المناطق، والاستفادة من الماء.
وأشار إلى أن الجهة استطاعت توفير أزيد من 90 في المائة من احتياجات سكان كلميم - ودانون من الإنارة والماء الشروب.




تابعونا على فيسبوك