تتابع المملكة المغربية عن كثب الأوضاع في إسبانيا بعد موجة الفيضانات العاتية التي ضربت مناطق واسعة من البلاد، خاصة فالنسيا وكاستيا لامانتشا، والتي أودت بحياة العشرات وخلفت دماراً كبيراً.
وفي لفتة تضامنية تعكس عمق العلاقات بين البلدين، بادر المغرب بتقديم المساعدة لإسبانيا لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية، مع التأكيد على أولوية سلامة المواطنين المغاربة في المناطق المتضررة.
مصادر مغربية أكدت أن المواطنين المغاربة في إسبانيا لم يُسجل بينهم أي حالات وفاة حتى صباح اليوم الخميس، في حين أُصيب شخص واحد بإصابة طفيفة.
وتستمر السلطات المغربية بالتعاون مع نظيرتها الإسبانية في البحث عن نحو 20 مغربياً من بين المفقودين، وتطمئن بأن السبب قد يعود لصعوبات التواصل وانقطاع شبكات الاتصال جراء الظروف الطارئة.
وكان جلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، إلى التواصل مع نظيره الإسباني، فرنانْدو غراندي مارْلاسْكا، وتقديم كامل التعازي والتضامن مع إسبانيا في هذا المصاب، وأعرب المغرب عن استعداده الكامل لإرسال فرق إنقاذ للمساهمة في جهود الإغاثة.
وتأتي هذه المبادرة تجسيداً للعلاقات القوية بين المغرب وإسبانيا، وإبرازاً لتضامن المملكة مع جيرانها في مثل هذه الأزمات.
دور القنصلية المغربية في دعم الجالية
في إطار جهودها المتواصلة، كثفت القنصلية المغربية في فالنسيا من متابعة أحوال المواطنين المغاربة الموجودين في المناطق المتضررة، حيث تم إنشاء خلية أزمة خاصة لهذه الغاية. كما وفّرت القنصلية أرقام طوارئ لتلقي أي استفسارات أو بلاغات من المواطنين، ونسّقت مع الجمعيات المغربية لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين.
حصيلة كارثية لأضرار فيضانات إسبانيا
وبحسب البيانات الأولية، فقد ارتفع عدد القتلى إلى نحو 95 ضحية، فيما تسببت الفيضانات في نزوح آلاف الأسر وانقطاع الاتصالات في عدة مناطق. ووصفت مشاهد الكارثة التي خلّفتها السيول في فالنسيا والمناطق المجاورة بأنها الأسوأ منذ عقود، مع استمرار عمليات البحث عن ناجين.
وفي ضوء الأوضاع المتوترة، دعت القنصلية المغربية في فالنسيا المواطنين المغاربة إلى توخي الحذر وتجنب التنقلات غير الضرورية حفاظاً على سلامتهم. كما أهابت بأبناء الجالية الاتصال بأرقام الطوارئ المخصصة للتبليغ عن أي حالات طارئة.
وتواصل القنصلية المغربية في إسبانيا تنسيقها مع السلطات المحلية لمعرفة جنسيات الضحايا وضمان عدم وجود مغاربة بينهم. وتستمر المتابعة من جانب السلطات المغربية لكل المستجدات في هذه الأزمة، في خطوة تبرز حرصها على أمن مواطنيها أينما كانوا.