سلطت الدورة 15 "للمثمر أوبن إينوفيشن لابس"، التي نظمتها كلية الزراعة والعلوم البيئية التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، اليوم الثلاثاء بمراكش، احتفاء باليوم العالمي للمرأة القروية، الذي يصادف 15 أكتوبر من كل سنة، الضوء على أهمية المرأة داخل مسلسل الصمود والمرونة، مع إبراز الإسهام المشهود للمرأة القروية الإفريقية في تنمية وتطوير العالم الفلاحي.
وشكل هذا اللقاء، التي نظم حول موضوع "تقوية مرونة التجمعات القروية.. النساء الإفريقيات فاعلات في التغيير"، فرصة للمشاركين لتبادل الأفكار والخبرات قصد استجلاء الآليات الأكثر ابتكارا والرامية إلى تعزيز صمود المرأة القروية، واستكشاف أدوات مبتكرة بهدف تعزيز استقلالية النساء القرويات بإفريقيا وتمكينهن من ترسيخ بصمتهن لتصميم نموذج جديد وشامل للتنمية الفلاحية قادر على خلق نمو مستدام.
وفي هدا الإطار، دعا المشاركون إلى تعزيز مكانة المرأة الإفريقية في التجمعات القروية باعتبارها رافعة أساسية في التنمية الفلاحية، من خلال تطوير كل الأمور المتعلقة بالنساء سواء من الجانب التقني أو الاقتصادي.
وأكدوا على أهمية القطاع الخاص في سلسلة خلق القيم لان النساء بشكل عام والنساء القرويات بشكل خاص يقمن بدور مهم من خلال تكوينات وتدبير الموارد الطبيعية أو مواضيع تتعلق بالريادة لخلق مرونة صامدة.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أوضح نوفل رودي مدير برنامج المثمر أن"المثمر أوبن إينوفيشن لابس"، يشكل فضاء مواتيا ومنفتحا لتقاسم وتبادل واقتراح حزمة من الصيغ المبتكرة والمكيفة ذوات العائد القوي، ووضعها رهن إشارة مختلف الفاعلين ولفائدة سلسلة الإنتاج، لاسيما صغار الفلاحين والفلاحات.
وبعد تأكيده على ضرورة وضع إستراتيجية أكثر جرأة وفعالية للمرونة تلبي احتياجات ومساهمات المرأة القروية، أوضح نوفل برودي أن برنامج المثمر المتواجد بجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية بابن جرير، تم تصميمه خصيصا للفلاحات ويهدف إلى تعزيز قدرات النساء النشيطات في العالم القروي، ويساهم في مواكبة الفلاحة والجمع بين البحث العلمي والفلاح، ومواكبة النساء النشيطات في العالم القروي لتصبحن عاملا للتغيير بالإضافة إلى منح قيمة مضافة لأنشطتهن وتطوير قدراتهن ومشاريعهن الفلاحية الفردية والجماعية من خلال تشجيعهن على إقامة شبكات لإنجاز مبادرات مشتركة ذات تأثير كبير.
من جانبها، أكدت مريم نصيري، رئيسة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المغرب، على ضرورة تعزيز الاستقلالية الاقتصادية للنساء القرويات وتعزيز كل المهارات لمواجهة كل الصعوبات التي تواجهها خصوصا في المجال البيئي، وتحسين الوصول إلى الموارد المالية.
وأوضحت نصيري أن مفهوم المرونة مركزي ويمثل قدرات الأشخاص والمجتمعات لمواجهة التحديات والتكيف معها، مشيرة إلى التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجهها النساء القرويات وحاجتهم إلى المساعدة.
بدوره، أشار أبو الدهاج الطبي المدير الجهوي للبيئة بجهة مراكش- آسفي، الى أن الصمود يتعلق بالقدرة على مواجهة الصعوبات والأوضاع المناخية المتقلبة، مؤكدا أن النموذج التنموي الجديد، الذي تم اعتماده تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحدث وجمع كل المجالات والأنشطة للرفع من الصمود خاصة بالنسبة للنساء القرويات.
ووأوضحت بشرى الرحموني رئيسة مختبر الابتكار الاجتماعي وأستاذة باحثة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن هذا المختبر عمل على طرح مجموعة من الحلول لعمل النساء، مبرزة أن مفهوم المرونة يرتبط بمجموعة من التحديات التي يواجهها الإنسان بصفة عامة والنساء القرويات بصفة خاصة.
وأكدت، في هذا السياق، على ضرورة مواجهة التحديات من أجل إحداث التغيير والانتقال إلى مرحلة أفضل، مشيرة إلى أن مهمة مختبر الابتكار الاجتماعي تتمثل في دعم النساء لتجاوز التحديات المختلفة وتبني بعض المقاربات الجديدة.
وخلصت إلى ضرورة العمل سويا قصد الحد من الشروخ ومحاربة التفاوتات التي تئن تحت وطأتها المرأة القروية، حتى تنال مكانتها المستحقة.
ويشكل "المثمر" برنامج تقوية كفايات يرنو إلى الإسهام في مصاحبة النساء العاملات بالعالم القروي نحو تحقيق التغيير، عبر تثمين أنشطتهن وتعزيز كفاياتهن التقنية والفلاحية والمقاولاتية، سواء الفردية أو الجماعية، مع تشجيع إرساء شبكة لضمان انبثاق مبادرات جديدة موحدة ومؤثرة.
ويندرج " المثمر أوبن إنوفيشن لابس" في إطار ديناميكية التبادل التي أطلقتها مجموعة OCP مع مختلف الفاعلين الملتزمين بتطوير القطاعات الفلاحية، ويهدف إلى استكشاف النماذج المبتكرة في مختلف المجالات التي تعزز تطوير فلاحة مثمرة ومستدامة في المغرب وإفريقيا.
وتسعى مبادرة المثمر الى توحيد جهود مختلف الاطراف بغية تمكين المرأة من المشاركة الى جانب الرجل في بلورة وتفعيل نموذج تنموي فلاحي جديد وشامل، نموذج كفيل بخلق تنمية مستدامة من خلال الاستتمار في تقوية قدرات النساء والفتيات القرويات بصفتهن فاعلات أساسيات للتغيير.