تحتضن مدينة مراكش في الفترة مابين 30 أكتوبر الجاري و3 نونبر المقبل، فعاليات النسخة الـ 13 لمهرجان سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته.
وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت شعار " مراكش مقامة لسعادة الروح"، إلى التعريف بمكونات الهوية والتقاليد الثقافية والروحية للمغرب، وتفهيمها ومن ثم الاستجابة للحاجة الروحية للجمهور والكشف عن الحكمة وعن تعاليم كبار مشايخ التصوف عبر التاريخ.
وتفتتح اللقاءات بملتقى مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية التراث وتنميته ببلدان العالم الإسلامي، تحت إشراف منظمة الايسيسكو بتعاون مع إئتلاف ذاكرة المغرب.
وحسب بلاغ للمنظمين، فإن برنامج هذه التظاهرة، يتضمن لقاءات وموسيقى روحية وحفلات موسيقية، بمشاركة مجموعات سماعية موسيقية من المغرب وفرنسا وإسبانيا، من قبيل مجموعة السماع للزاوية الشرقاوية أبي الجعد، مجموعة سلسلة برئاسة الموسيقار الشيخ عبد الرحمان لوبويت بفرنسا، والطائفة العيساوية بمراكش برئاسة المقدم محمد بلحاج، ومجموعة دار السماع برئاسة عبد الحميد السليماني بتازة، والمجموعة الموسيقية ابن باجة برئاسة إدواردو بانياكوا بمشاركة عمر المتيوي من اسبانيا، بالإضافة إلى عرض موسيقي بعنوان "الأندلس المغربي" بمشاركة محمد باجدوب والشيخ محمد عز الدين والمنشد العازف عبد السلام باجدوب، والفنانة بهاء الروندة، والفنانة سامية أحمد والفنان محسن صلاح الدين.
ويطمح المهرجان، يضيف المصدر نفسه، إلى الحفاظ على السماع الصوفي الذي هو تراث فني عالمي، ثقافي وروحي، يتيح فرصة مواتية للتأمل ويبرز للجمهور معاني التفكر بالكرامة الإنسانية.
ونظرا للاهتمام الذي أثارته ندوة حول حاضر ومستقبل المدن العتيقة في المغرب والشرق العربي، قررت جمعية منية مراكش للسنة الرابعة على التوالي في موسمية سماع مراكش، تنظيم ندوة بعنوان" حاضر المدن العتيقة ومستقبلها، معرفة التراث المعماري والعمراني وذاكرته في المغرب الكبير والشرق العربي"، تكملة للندوات السابقة بمشاركة خبراء دوليين مغاربة وأجانب ومهندسين معماريين وعمرانيين، للنظر من جديد في شؤون المدن العتيقة.
وأشار المنظمون إلى أن هذه الندوات الدولية مكنت من فهم الوضع الحالي للمدن التاريخية في المغرب الكبير والشرق العربي بشكل أفضل وتقييم سياسات الحماية الخاصة بها، سواء كانت وظيفية أو معمارية أو اجتماعية أو بنائية.
وحسب جعفر الكنسوسي مدير موسمية سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، فإن هذه اللقاءات تتيح رؤية عميقة للإنسانية، تستلهم مادتها من مقولة الإمام أبي حامد الغزالي "فعلم أنه قيل في المثل المشهور : إن النفس كالمدينة"، مما يجعل كنوز المدينة المعمارية والعمرانية كمرآة لعالم الروح الباطني وصدى للميراث المعرفي للتصوف.