أعلن أساتذة كلية الطب والصيدلة في البيضاء عن قرار استجابتهم لقرار المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بتنظيم وقفة تضامنية مع طلبة الطب، للتعبير عن مساندتهم ورفضهم لأعمال العنف التي تعرض لها الطلبة والأطباء الداخليين والمقيمين خلال وقفة سلمية في الرباط، وذلك على هامش الحركات التي ينظمها التنظيم الطلابي لكليات الطب منذ شهور ماضية.
وتبعا لذلك، يعلن أساتذة الطب والصيدلة رفضهم للتعامل الأمني مع الأزمة الجارية، نظرا لتأثيره السلبي الذي يؤدي إلى تعقيدات إضافية في الملف، مع تجديد مطلبهم بإرجاع الطلبة الموقوفين ووقف المتابعات القضائية ضدهم، لخلق ظروف تربوية ملائمة تتيح للطلبة اجتياز الامتحانات بشكل سليم.
وبالموازاة مع ذلك، عبر الأساتذة، أيضا، عن استيائهم من الإصلاحات التي شملت تقليص مدة الدراسة من 7 إلى 6 سنوات، وتخفيض سنة من الدروس النظرية، مشيرين إلى أن هذه التغييرات تمت دون مشاركة فعلية من الأطراف المعنية وبتسرع غير مبرر. كما أعربوا عن استيائهم من طريقة تنظيم الدورات الاستدراكية، التي لم تحقق أي نتائج إيجابية، وأسهمت فقط في هدر الجهد والوقت والمال.
ويأتي قرار الوقفة التضامنية للأساتذة في إطار مخرجات الاجتماع الاستثنائي للمكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، الذي احتضنه مستشفى ابن رشد بالبيضاء، يوم الاثنين الماضي، وخصص للتباحث حول مسار إصلاح الدراسات الطبية وتداعيات الوساطات بين الطلبة والوزارة الوصية، بالإضافة إلى مناقشة التطورات الراهنة التي تشهدها كليات الطب والصيدلة.
في هذا السياق، دعا أساتذة الطب، من خلال مكتبهم المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، الحكومة إلى التدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الأزمة المتفاقمة، محذرين من خطورة الأوضاع التي تؤثر سلبيا على ظروف أداء مهامهم البيداغوجية، بما في ذلك إلقاء الدروس لطلبة السنة الأولى وضمان السير العادي للامتحانات.
وينضاف إلى ذلك، مطالبة الأساتذة بوقف كل ما يعيق عملهم التربوي والتعليمي، موجهين نداء إلى الحكومة لتحمل مسؤوليتها في حل الأزمة القائمة بكليات الطب والصيدلة وضمان استقرار العملية التعليمية داخل هذه الكليات.
في هذا الصدد، أعرب البروفيسور محمد الزوبي، أستاذ سابق في كلية الطب والصيدلة، فاعل في حقل التعليم الجامعي، عن تفاؤله بخصوص ما وصفه بـ"خروج أساتذة كليات الطب والصيدلة عن صمتهم" تجاه ملف حراك الطلبة، بعد مرور شهور على ما نعته بـ"موقف سلبي يشبه موقف المتفرج"
وذكر أستاذ الطب نفسه، أيضا، أن موقف المؤازرة عبّر عنه أساتذة الطب خارج الدار البيضاء، ومن المنتظر أن يشمل كليات الطب الأخرى
وأكد الزوبي أن هذا التضامن والمساندة من الأساتذة لطلبتهم ولأطباء المستقبل في المغرب من شأنه أن يعطي دفعة قوية لحلحلة الملف وتقديم حلول قريبة له، مع ممارسة الضغط على الجهات المسؤولة لتوفير مخرج سريع لهذه الأزمة التي استمرت لشهور عديدة، سيما بعد قرار أساتذة كليات أخرى، ضمنها مراكش، للتعبير عن مآزرة أطباء المستقبل، وبالتالي تفادي لتفادي نشوء حالة من التوتر والحقد بين الأجيال الطبية، وتقليص الهوة بين الطلبة والأساتذة في الان نفسه.