يواصل القطاع السياحي، المحرك الرئيسي لاقتصاد مدينة مراكش، انتعاشته خلال سنة2024 الجارية، بعد الارتفاع المسجل في عدد الليالي السياحية خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية، مما ساهم في تحسين مردودية القطاع بالمدينة الحمراء، لتحافظ بذلك على صدارتها ضمن المدن الأكثر جذبا للسياح في المملكة، وتكرس وجهة سياحية بامتياز مفضلة للسياح الأجانب من مختلف دول العالم.
وحسب إحصائيات شهر يوليوز المنصرم، التي كشف عنها مرصد السياحة، فإن عدد ليالي المبيت بمختلف مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بالمدينة الحمراء، سجلت خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية ارتفاعا بنسبة 8 في المائة. وأوضح المرصد، أن حجم ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بلغت منذ مطلع سنة 2024 إلى متم شهر يوليوز الماضي 5,5 مليون ليلة مبيت مقابل 5,1 مليون ليلة سياحية المسجلة خلال الفترة نفسها من سنة 2023، مؤكدا أن معدل الملء بهذه المؤسسات بلغ 69 في المائة مقابل 66 في المائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.
وأشار المرصد الى أن عدد الليالي السياحية المسجلة خلال شهر يوليوز المنصرم، بالفنادق المصنفة ارتفع إلى 791 ألف و477 ليلة سياحية، مقابل 736 ألف و306 ليلة سياحية خلال الفترة نفسها من سنة 2023، مؤكدا أن معدل الملء بهذه المؤسسات السياحية وصل خلال الشهر نفسه الى 64 في المائة مقابل 62 في المائة خلال الفترة نفسها من 2023.
وعلى المستوى الوطني، بلغ عدد ليالي المبيت المسجلة بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة 15,35 مليون ليلة سياحية خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2024، بزيادة نسبتها 8 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، في الوقت الذي شهد شهر يوليوز لوحده، ارتفاعا في حجم ليالي المبيت بنسبة 6 في المائة مقارنة، بالشهر نفسه من سنة 2023، أي زائد 17 في المائة للسياح غير المقيمين وناقص 9 في المائة للمقيمين. وشهدت مدينة مراكش، إحدى أفضل الوجهات السياحية بالمملكة، منذ بداية السنة الجارية، توافد عدد كبير من السياح الأجانب والمغاربة، للاستمتاع بمؤهلاتها السياحية وطابعها الخاص، حيث حطمت المدينة الحمراء كل أرقامها القياسية من حيث معدل ملء فنادقها، المصنفة وغير المصنفة.
وتبقى المدينة الحمراء الواجهة الأولى على الصعيد الوطني السياحي، ويعزى ذلك إلى التنوع الطبيعي والثقافي والتاريخي والحركية التي تطبع المدينة ليل نهار، إضافة إلى المناخ الصحي والشبكة الطرقية والبرامج التي تطرحها وزارة السياحية، وهي عوامل تشجع السياح الأجانب على اكتشاف المؤهلات السياحية والمآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة الحمراء.
وفي هدا الإطار، أوضح الزوبير بوحوت خبير في المجال السياحي في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن المدينة الحمراء التي تنافس الكثير من المدن السياحية العالمية، بالنظر لجمالية المناظر الطبيعة بها وموقعها الجغرافي المحاذي لجبال الأطلس الكبير، توفر منتوجات سياحية متنوعة ترتكز، بالأساس، على السياحة الثقافية والسياحة البيئية، بفضل ما تزخر به من مواقع أثرية وترفيهية وفضاءات طبيعية، مما يفسر الإقبال المتزايد على منتوجها السياحي المتنوع.
وأضاف بوحوت، في هذا الصدد، أن الأسواق الأساسية المصدرة للسياح، شهدت تطورا مهما، وأن تعزيز النقل الجوي انعكس بشكل ايجابي على القطاع السياحي بالمدينة الحمراء، مشددا على ضرورة معالجة التوزيع اللامتكافئ للنشاط السياحي خلال أيام الأسبوع.
وأشار الخبير السياحي إلى أن الربط الجوي يمثل العنصر الأساسي الذي ساهم بشكل كبير في هذه الانتعاشة السياحية التي يشهدها المغرب بصفة عامة ومدينة مراكش على وجه الخصوص، حيث تضافرت عدة عوامل، منها الترويج السياحي الواسع الذي قام به المغرب، والمشاركة الفعالة في المعارض الدولية، كما أن الإشعاع الذي حققه المغرب بمناسبة مشاركة أسود الأطلس في كأس العالم بقطر، إلى جانب الحضور المتميز في لقاءات دولية أخرى، أسهم في تسليط الضوء على المغرب، مما دفع العديد من السياح إلى التوافد على المملكة ومدينة مراكش على وجه الخصوص.