قفزت أسعار لحوم الأغنام بالتقسيط إلى 140 درهما للكلغ الواحد في أغلب محلات الجزارة بالدارالبيضاء، في حين ارتفعت لحوم الأبقار إلى 110 درهما.

وقال جمال فرحان، الكاتب العام لقطاع نقل اللحوم الحمراء المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، إن أسعار لحوم الأبقار بالجملة تتراوح حاليا بين 95 درهما و100 درهم، مشيرا إلى أن هذا ارتفاع لن يتوقف إلا من خلال الاستيراد كحل ظرفي فقط، والتركيز على تقليص الاستهلاك من قبل المواطنين، إلى جانب اللجوء إلى منع استهلاك إناث الخرفان والأبقار.

ولفت فرحان، إلى أن الإقبال على اللحوم الحمراء انخفض نسبيا لسبب واحد هو غلاء هذه المادة، موضحا أن اقتناءها قفز من 70 درهما للحوم الأبقار إلى ما فوق 100 درهم، ومن حوالي 70 درهما للحوم الأغنام إلى قرابة 150 درهما حاليا

وفي تصريح لـ "الصحراء المغربية"، عزا محمد جبلي، رئيس الفدرالية الوطنية للفاعلين في قطاع المواشي، الارتفاعات الحالية في أثمنة اللحوم الحمراء إلى عدم اشتغال المجازر بكامل طاقتها بعد عيد الأضحى، إلى جانب ارتفاع طلبيات الفنادق ومموني الحفلات والمطاعم خلال هذه الفترة من السنة، وأضاف أن الأسعار ستستقر عقب عاشوراء، وقال "الارتفاع سيستمر ومن الصعب أن يتراجع".

وبخصوص استيراد الأبقار، صرح جبلي أنه مستمر لكن بوتيرة ضعيفة، معللا ذلك بأسباب تتعلق بقرارات بلدان الاتحاد الأوروبي، التي تفرض عدم تجاوز مدة نقل الأبقار والمواشي بشكل عام أكثر من 8 ساعات، وأوضح أن أي مسافة تزيد عن هذا الوقت المحدد لا تحصل على رخصة الشحن.

أما عن استيراد الأغنام، فأكد بأن العملية مستمرة، وأن الفاعلين في هذا الميدان استوردوا 440 ألف رأس من الخرفان، خاصة من منطقة موريسيا جنوب إسبانيا بمناسبة عيد الأضحى، وأن هذا التوجه متواصل ولكن بشكل أقل بعد رفع الدعم.

وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أكد بمجلس النواب، أن استيراد اللحوم الحمراء "يعتبر إجراء استثنائيا وظرفيا".

وبخصوص الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، أوضح المسؤول الحكومي أن "الاضطرابات التي شهدتها أسعار اللحوم ناجمة عن زيادة تكاليف إنتاج اللحوم الحمراء، بسبب تدهور الغطاء النباتي للمراعي وقلة إنتاج الكلأ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي وصلت إلى 70 في المائة سبعين في المائة".

وأضاف أن الجفاف غير المسبوق الذي عاشه المغرب خلال السنوات الثلاث الأخيرة "كان له تأثير كبير على القطاع الفلاحي بصفة عامة وعلى القطيع الوطني بكل أنواعه من حيث الأعداد والمردودية، نتيجة لاختلال توازن التكاثر".

ومن أجل ضمان استقرار تموين السوق الوطنية باللحوم الحمراء، أبرز صديقي أن الحكومة اتخذت عدة تدابير منها دعم أعلاف الإنتاج الحيواني باستمرار، وفتح الاستيراد وتحفيزه عبر تعليق رسوم الاستيراد المطبقة على الأبقار المخصصة للذبح والتسمين، وفتح أسواق جديدة لاستيراد الأبقار، خاصة من أمريكا الجنوبية.

وفي السياق ذاته، أشار الوزير، في معرض جوابه على سؤال شفهي حول "تزويد الأسواق الوطنية باللحوم الحمراء بالمغرب"، إلى إبرام عقد برنامج مع مهنيي الحوم الحمراء للفترة الممتدة ما بين 2021-2030، والذي يهدف إلى تحسين إنتاجية القطيع، وتنظيم وتحديث عمليات الذبح وتطوير وعصرنة قنوات التسويق والتوزيع.

وكشف أن الاستثمار الإجمالي المرتقب لهذا البرنامج يبلغ 14,45 مليار درهم، منها 8 مليارات مساهمة للدولة، مؤكدا أن النتائج المرتقبة في أفق 2030 تتمثل في إنتاج 850 ألف طن من اللحوم الحمراء واعتماد 120 مجزرة وزيادة الوزن المتوسط للذبائح إلى 270 كلغ للأبقار و 20 كلغ للأغنام.

---