فرق فلكلورية من المغرب والصين تتحف زوار مراكش بعروض فنية ساحرة

الصحراء المغربية
الإثنين 08 يوليوز 2024 - 13:08

عاش الجمهور المراكشي وزوار المدينة الحمراء، مساء أمس الأحد بساحة جنان الحارثي، لحظات مميزة من الغناء والموسيقى التراثية تنوعت بين الأهازيج الصينية والامازيغية والكناوية والدقة المراكشية، حيث قدمت فرق فلكلورية من المغرب والصين عروضا فنية سافرت بالجمهور في رحلة موسيقية ساحرة، وذلك في إطار فعاليات الدورة ال53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية.

واستمتع عشاق الموسيقى ممن توافدوا بكثافة على الساحة بأجواء احتفالية وعروض سحرية للفنانين الشعبيين، تعكس تنوع وغنى وعراقة التراث الثقافي المغربي.

واستطاعت مجموعة من الفرق الشعبية المغربية التي تعاقبت في الصعود إلى المنصة،  من قبيل "عيساوة مراكش"، "أحواش أولوز"، "كناوة"، " أحواش إثران"، "أحيدوس الاطلس المتوسط"، و"عبيدات الرمى"، و"الدقة المراكشية"  تسليط الضوء على التراث المغربي وتقاليده العريقة، من خلال تقديم فسيفساء من العروض الفنية.

واستهلت الأمسية بأداء مبهر لفناني فرقة عيساوة مراكش، بأزيائهم التقليدية، ليلهبوا حماس الجمهور بأغانيهم الممزوجة بالطابع الصوفي ورقصاتهم المفعمة بالحيوية، مصحوبة بآلات مثل الطبول و"الناي"، في رحلة موسيقية عميقة وروحية.

بعد ذلك، اعتلت المنصة فرقة "أحواش أولوز" والتي أبدع أعضاؤها في تقديم رقصات فلكلورية على ايقاعات موسيقية وأشعار غنائية آسرة، تعكس غنى التراث الثقافي والتقاليد العريقة لمنطقة أولوز.

وتواصلت فقرات الحفل بعرض فني لفرقة الدقة المراكشية والتي زادت من حماس الجمهور بإيقاعاتها المفعمة بالحيوية وأغانيها الاحتفالية، مضفية بعدا احتفاليا بهيجا على هذه الليلة الفنية الممتعة مما سمح للحاضرين باكتشاف الجوانب المتعددة للفنون الشعبية المغربية.

وكانت أقوى لحظات هذه الأمسية، العرض الفني، الذي قدم من خلاله عناصر الفرقة الفلكلورية الشعبية عبيدات الرمى، وصلات فلكلورية من هذا الفن الشعبي الذي يزخر به المغرب والذي يتسم بأصالته وجماليته، أتحفوا بها عشاقهم بباقة من أغانيهم المشهورة.

ونجح عناصر الفرقة الفلكلورية عبيدات الرمى، في تقديم سهرة فنية مميزة حركت جنبات ساحة الحارثي، تفاعل معها الجمهور المراكشي وزوار المدينة الحمراء بالتصفيقات، تعبيرا على الأداء الجيد للمجموعة، التي قدمت لوحات فنية رسمها أفراد الفرقة بتموجات جسدهم شدت إليها أنظار المتفرجين.

و خلال هذه السهرة الرائعة، قدمت الفرقة الشعبية الصينية "طريق الحرير"، في قالب الكوميديا الموسيقية، عرضا مفعما بالألحان والإيقاعات الآسيوية الصينية التي طوعها أعضاء المجموعة لحكي قصة رومانسية، في تجسيد جميل للثقافة الشعبية الصينية العريقة.

وفي محاكاة رائعة للريبرتوار العربي العصري من الأغنية الشبابية، أدت الفرقة الصينية معزوفة الأغنية المصرية الشهيرة "ثلاث دقات"، مستعينة بآلات صينية تقليدية، في لوحة أثارت إعجابا شديدا لدى الحضور.

كما قدمت فرقة "ييريبا أفريكا" عرضا راقصا في غاية الروعة بإيقاعات موسيقية مركبة سريعة تفاعلت معها أجساد أعضاء الفرقة ببراعة ودقة متناهية.

وقبل بداية كل عرض استمتع الجمهور بالعروض المتنوعة المتزامنة التي تقدمها الفرق الفلكورية على شكل حلقات بساحة الحارثي، وذلك من أجل تقريب هذا التراث الغني والمتنوع إلى ساكنة وزوار المدينة الحمراء.

وأعرب يو يو، عضو الفرقة الشعبية الصينية"طريق الحرير"، عن سعادته واعتزازه بالمشاركة في هذا المهرجان، مشيدا بجهود المنظمين لتوفير الظروف الملائمة للفرق المشاركة لتقديم عروضها، مؤكدا أن فرقته نجحن في تقديم لوحات فنية رائعة وهم يرتدون الأزياء التقليدية الصينية، مما يعكس غنى تراثهم الممتد لقرون عديدة.

وأوضح الفنان الصيني، في تصريح ل"الصحراء المغربية"،  أن الصين والمغرب يتمتعان بتاريخ عريق وثقافة استثنائية، مشيرا الى أنه عندما تلتقي هاتان الثقافتان العظيمتان، تتولد شرارات من الإلهام الكبير.

وشارك في هذه الدورة، التي نظمت تحت شعار "الإيقاعات والرموز الخالدة"، مئات الفنانين يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية بالمغرب، وكذا العديد من الفرق الأجنبية من دول الصين واندونيسيا وبوركينا فاسو.

وتميزت هذه النسخة، المنظمة من قبل جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة مراكش آسفي وعدد من الشركاء الآخرين، بتخصيص منصتين للفرجة بكل من ساحة جامع الفنا، وساحة جنان الحارثي، إلى جانب تنظيم فقرة "ليالي موضوعاتية" بقصر الباهية، تطرقت إلى مجموعة من الجوانب المرتبطة بالاطلاع على التراث الفني الصيني.

كما شهدت هذه التظاهرة إقامة أمسية دولية بمشاركة مجموعات فنية صينية وأندونيسية ومغربية، إلى جانب فقرة "ليالي النجوم" التي كرمت هذه السنة الفنان والملحن نعمان لحلو.




تابعونا على فيسبوك