"منتدى مغرب اليوم" بالداخلة.. محمد الهيتمي: المبادرة الملكية ترمي لإحداث تحول استراتيجي في القارة انطلاقا من رؤية "إفريقيا الأطلسية"

الصحراء المغربية
الجمعة 05 يوليوز 2024 - 15:02

سلط "منتدى مغرب اليوم"، الذي نظمته مجموعة "لوماتان"، اليوم الجمعة، بمدينة الداخلة، الضوء على مشروع المبادرة الملكية الخاصة بتنمية منطقة دول الساحل وربطها بمشاريع التنمية في الدول الإفريقية المطلقة على المحيط الأطلسي.

وتحت شعار "رؤية ملك: إفريقيا الأطلسية، من أجل منطقة قارية متكاملة وشاملة ومزدهرة"، ناقش مسؤولون واقتصاديون وخبراء من المغرب والنيجر والتشاد والسنغال والغابون الآفاق الواعدة للمبادرة الملكية، التي جاءت في وقتها المناسب، بالتزامن مع التحديات التي تشهدها القارة الإفريقية ومعها دول العالم.

في مستهل أشغال الدورة السابعة لـ"منتدى مغرب اليوم"، الذي اختارت له مجموعة "لوماتان" مدينة الداخلة بوابة المغرب نحو عمقه الإفريقي، أشار محمد الهيتمي، الرئيس المدير العام للمجموعة، إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة وللحدث في آن واحد، مستعرضا في مداخلته التحديات التي تواجهها شعوب القارة الإفريقية على عدة مستويات اجتماعية واقتصادية وسياسية وكذاك أمنية.

وتتمثل في المستوى المعيشي للمواطن الإفريقي ونسب التمدرس والبطالة وعدد ضحايا الحروب وتأثيرها على الاستقرار والتنمية. من جهة أخرى، فتح محمد الهيتمي نافذة على المستقبل من خلال المبادرة الملكية التي ترمي إلى إحداث تحول استراتيجي في القارة، انطلاقا من رؤية "إفريقيا الأطلسية".

ورصد الهيتمي جملة من الأوراش والمشاريع، التي يتم إطلاقها بتوجيهات وتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، والتي تستجيب لتطلعات شعوب المنطقة، وقد انخرط فيها المغرب بقوة بالتعاون والشراكة مع الدول الإفريقية، مؤكدا على أسس ومبادئ المبادرة الملكية التي تنطلق من قاعدة رابح رابح، لتعميق سبل التعاون جنوب جنوب.

من جهته، أشار الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، إلى أهمية عقد الدورة السابعة لـ"منتدى مغرب اليوم" بمدينة الداخلة، التي وصفها بالمركز الحيوي للاستثمارات والشراكات وقبلة للملتقيات الدولية، مشددا التأكيد على التطور الكبير الذي شهده الإقليم في ضوء الرعاية السامية لجلالة الملك التي تحظى بها الأقاليم الجنوبية، والتي تمكنت منه بفضل النموذج التنموي الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس خلال الذكرى 40 لانطلاق المسيرة الخضراء في العيون 2015، والداخلة 2016، بغلاف مالي قدره 77 مليار درهم، تم حتى الآن استثمار أكثر من 80 في المائة منه.

وأكد الخطاط ينجا على أهمية الأقاليم الجنوبية، خاصة إقليم الداخلة وادي الذهب في القيام بالدور المنوط به كحلقة وصل استراتيجية نحو الدول الإفريقية، من ضمنها دول الساحل، التي تشكل حجر الزاوية في المبادرة الملكية.

كما أبرز الخطاط أهمية البنيات التحتية التي أصبحت جهة الداخلة وادي الذهب تتوفر عليها، والتي يمكن استثمارها في إنجاز هذا المشروع الواعد، وتمكين دول الساحل التشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاصو، من الاستفادة من فرص التنمية المندمجة والمرتبطة بالدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي.

بدورها، أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، على أهمية البنيات التحتية في تفعيل المبادرة الملكية، التي أصبحت معروفة بالمشروع القاري بـ"إفريقيا الأطلسية"، مشيرة إلى دور الموانئ والطرق والمطارات وكذلك شبكات الطاقة، في بناء هذا المشروع الضخم، وتمكين شعوب المنطقة من تحقيق الانتقال من الحالة الراهنة إلى أوضاع أكثر أمنا واستقرارا وتنمية.

وتحدثت بنعلي في مداخلتها في الجلسة الافتتاحية لـ"منتدى مغرب اليوم" عن الدور الذي يمكن أن تقوم به مشاريع أطلقها المغرب وأخرى يدعهما، مثل مشروع ميناء الأطلسي، وشبكة الطرق للربط بدول المنطقة، وكذلك مشروع أنبوب الغاز نيجيريا أوروبا عبر المغرب، والذي يمر عبر 13 بلدا إفريقيا.

وكلها مشاريع واعدة بإحداث تغيير حقيقي في المنطقة. أما العقيد سليسو مهمان سليسو، وزير النقل والتجهيز في دولة النيجر، عبر عن تقديره الكبير للمغرب، ولجلالة الملك محمد السادس، الذي أطلق هذه المبادرة، باعتبارها مسلكا حقيقيا لإحداث تطور إيجابي في المنطقة.

وتطرق سليسو إلى الوضع الصعب الذي تعيشه بلاده بسبب الحصار الذي فرض عليها على غرار دول أخرى في الجوار مثل مالي وبوركينا فاصو والتشاد، وهي أساسا الدول التي تشكل منطقة الساحل. وذكر المسؤول النجيري أن مبادرة جلالة الملك بمثابة طوق النجاة للمنطقة، لأنها تنبني على رؤية واقية وتنطلق من الرغبة في تحقيق أهداف تنموية تعم نتائجها مواطني المنطقة وقف قاعدة رابح رابح، بعيدا عن أي حسابات ضيقة أو مصالح لجهة معينة دون أخرى.

من جهتها، ثمنت نها عبد الكريم احمادو، كاتبة الدولة في البنيات التحتية المكلفة بالنقل الطرقي في جمهورية التشاد، المبادرة الملكية، داعية جميع الدول في المنطقة إلى الانخراط بقوة فيها. وناقشت الدورة السابعة لـ"منتدى مغرب اليوم" خلال ثلاث جلسات متلاحقة أبعاد المبادرة الملكية والوسائل المعتمدة في تحقيقها على أرض الواقع، وكذلك الإجابات التي تقدمها لمواطني المنطقة وانتظاراتهم.

وجرى تنظيم هذا الحدث الدولي، الذي تنظمه مجموعة "لوماتان" تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي ومجلس جهة الداخلة وادي الذهب.
 




تابعونا على فيسبوك