انطلقت، أمس الخميس بمراكش، فعاليات الدورة الـ 53 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، وهي تظاهرة تعنى بالتراث الفني غير المادي، تنظمها جمعية الأطلس الكبير تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجالس المنتخبة، بتنظيم كرنفال احتفالي بألوان فنية وشعبية متنوعة للفرق المشاركة، انطلاقا من ساحة الحارثي بحي جليز في اتجاه المسرح الملكي الذي يحتضن العرض الرئيسي للمهرجان.
وتميز هذا الاستعراض الفني الشعبي، الذي جاب شارعي محمد الخامس والحسن الثاني، بتقديم لوحات فنية ورقصات من أداء الفرق المغربية المشاركة، إلى جانب فرق من الصين ضيفة شرف المهرجان، وشكل فرصة لسكان مدينة مراكش والسياح الأجانب والمغاربة للتعرف على غنى الأهازيج والرقصات المتنوعة التي ترسم لوحاتها الفنية مختلف ألوان الفرقة الفلكلورية بمختلف جهات المملكة.
وسيكون الجمهور المراكشي وزوار مدينة مراكش، طيلة خمسة أيام، على موعد مع الإيقاعات المختلفة للفرق الفرقة فلكلورية والأهازيج والرقصات الشعبية التي سيجري تقديمها في لوحات فنية مستوحاة من الأشعار المستلهمة من التراث المغربي، تعكس التنوع الحضاري والثقافي لكل منطقة.
وأوضح محمد الكنيدري مدير المهرجان ورئيس جمعية الأطلس الكبير، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الدورة ال53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، المنظمة تحت شعار" الإيقاعات والرموز الخالدة "، تعرف مشاركة أزيد من 30 فرقة فلكلورية من أجود الفرق الفنية التراثية المغربية، ومشاركة مكثفة للفنانين الذين يمثلون مختلف جهات المملكة إذ يتجاوز عددهم 700 فنان وفنانة بالإضافة إلى مشاركة الصين كضيف شرف نظرا للعلاقة المتميزة التي تجمع المغرب والصين.
وأشار الكنيديري، الى أن دولة الصين ستشارك بثلاث فرق فنية، كما سيجري خلال هذا المهرجان تنظيم ليال موضوعاتية لتقديم عروض حول الفن الصيني-المغربي، والإحتفاء ببعض أصناف الفنون الشعبية كأحواش الأطلس الكبير، وفنون الراي والركادة للجهة الشرقية.
من جانبه، قال محمد أحمد رئيس جمعية دقة السيف وأقلال للتنمية والمحافظة على التراث الثقافي، أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية يشكل فرصة للتعرف على تقاليد وعادات المناطق المختلفة في المملكة، ويساهم في إثراء الحياة الثقافية والفنية في المغرب، مشيرا الى أن الفرق المشاركة في المهرجان تمثل تنوع الثقافات والتراث الذي يميز المغرب، وتعكس جمالية الفن الشعبي وتطوره عبر الزمن. بدوره، اعتبر محمد القرطاوي رئيس فرقة الركبة بزاكورة، المهرجان فرصة للتعريف بالفنون الشعبية والمساهمة في الحفاظ على هذا الموروث الفني والثقافي، منوها بتنظيم المهرجان الوطني للفنون الشعبية الذي يجمع فرقا فلكلورية تعبر عن تقاليد وعادات كل منطقة بالمملكة.
وسيجري تنظيم أغلب فعاليات الدورة في المسرح الملكي، عوض قصر البديع التاريخي، الذي تخضع بعض مرافقه للترميم، في حين تحتضن مواقع أخرى بالمدينة فقرات من برنامج التظاهرة، على غرار ساحة الحارثي وساحة جامع الفنا التاريخية وقصر الباهية الذي سيعرف تنظيم فقرة ليالي موضوعاتية، تتطرق إلى مجموعة من الجوانب المرتبطة بالاطلاع على التراث الفني الصيني، إضافة الى إعادة وتنظيم "ليلة النجوم" التي يجري فيها تكريم أحد الوجوه الفنية، حيث وقع الاختيار هذه السنة على تكريم الفنان نعمان لحلو.
تجدر الإشارة، إلى أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية يستمر حتى يوم 8 يوليوز الجاري، ويتضمن عروضا فنية وثقافية متنوعة، بما في ذلك عروض الرقصات الشعبية والموسيقى التقليدية والأغاني الشعبية، ويتوقع أن يشهد المهرجان حضورا كبيرا من الجمهور المغربي والزوار الأجانب.