في ظل بيئة اقتصادية سليمة ومواتية وسياسات حكيمة لتشجيع الاستثمار الأجنبي، يوفر المغرب فرصًا تجارية واستثمارية متعددة، ويعتبر كسوق جذابة ومتنامية للشركات الإسبانية بالخصوص.
وفي هذا الصدد، ومن أجل حث الشركات المهتمة بهذه السوق أن تستعد لفهم واحترام الثقافة المحلية، وتبني نهجا طويل الأمد لضمان نجاح عملياتها، نظم نادي المقاولات التابع لغرفة التجارة والصناعة، أخيرا، بمدينة سرقسطة الإسبانية، "فطورا دوليا"، شارك فيه العديد من رجال الأعمال الإسبان والأجانب.
وأبرزت ربيعة حيوني، المسؤولة عن الترويج الخارجي لغرفة التجارة الإسبانية في الدار البيضاء، إلى جانب أليخاندرو غراسيا من "تروكس إسبانيا" ولوسيا كالابريتا من "داشر إيبيريا"، الفرص التي يوفرها المغرب، كونه الرابط المباشر بين أوروبا وإفريقيا، وقالت إن المملكة تعد إحدى الدول الأكثر تطوراً في القارة الإفريقية، وتتميز بانفتاحها الدولي ومشاركتها النشطة في التجارة العالمية، وشرعت خلال السنوات الأخيرة في تبني سياسة تشجيع الاستثمار الأجنبي على ترابها.
ولهذه الأسباب، فإن أكثر من 20.000 شركة إسبانية تصدر منتجاتها حالياً إلى المغرب، بالإضافة إلى 600 شركة أخرى مستقرة في البلاد.
وجاء في مداخلات المشاركين أن المغرب شهد نمواً اقتصادياً ملحوظاً في عام 2023، حيث تضاعف معدل النمو ثلاث مرات مقارنة بعام 2022 ليصل إلى 3.6 في المائة. ومع تضخم تحت السيطرة، وعجز مالي منخفض، وتسارع في الطلب الداخلي والخارجي، يقدم المغرب إطاراً اقتصادياً كليا مثالياً، ليظل بذلك من بين العشرة الأوائل في قائمة زبناء إسبانيا عالمياً ويحتل مكانة متقدمة بين وجهات الصادرات الإسبانية خارج الاتحاد الأوروبي.
استراتيجيات وخطط النمو
وقع المغرب أكثر من خمسين اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مختلفة، مما يسهل عمليات التصدير والاستيراد. ومع تعداد سكاني يقارب 38 مليون نسمة، شهدت السنوات الأخيرة نمواً ديموغرافياً واقتصادياً ملحوظاً. ويتوقع صندوق النقد الدولي نمواً بنسبة 4 في المائة لهذا العام، مدعوماً بسياسات تشجيع الاستثمار الأجنبي.
وتشمل الخطط الرئيسية العمل على خطة التسريع الصناعي، وخطة رواج لتحسين التجارة الداخلية، وخطة جيل أخضر 2020-2030 التي خلفت مخطط المغرب الأخضر، وبرنامج توسع السكك الحديدية في أفق 2040، وهي تهدف جميعها إلى تحفيز القطاعات الرئيسية للاقتصاد المغربي.
البنية التحتية وقطاعات الفرص
ويمثل تطوير البنية التحتية في مجالات مثل المياه والبيئة والصحة والتعليم والرياضة فرصة كبيرة للشركات الأجنبية. وتوصي ربيعة حيوني الشركات الراغبة في الاستثمار في المغرب بمعرفة واحترام الثقافة المحلية، وتقدير الحضور الفعلي والثقة المتولدة على المدى الطويل.
وقد بدأت مجموعة "تروكس"، عبر "تروكس إسبانيا"، بتوسيع فروعها في شمال إفريقيا من خلال إنشاء مصنع جديد في المغرب. وأشار أليخاندرو غراسيا من "تروكس إسبانيا"، في هذا الصدد، إلى أنهم قرروا الاستقرار في البلاد لتطوير السوق وتحسين استراتيجيتهم البيعية.
من ناحية أخرى، فتحت "داشر"، وهي إحدى شركات الخدمات اللوجستية التي تتمتع بأكبر حضور في المغرب، مستودعاً جديداً في طنجة المتوسط في عام 2021. وأكدت لوسيا كالابريتا، ممثلة "داشر إيبيريا" على الترويج للصناعة المغربية ونمو الروابط بين الدار البيضاء وطنجة.