جهة الداخلة وادي الذهب تعرض إمكاناتها الاقتصادية أمام 100 من أكبر المستثمرين الإسبان

الصحراء المغربية
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 12:55

يقوم المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، بسلسلة من المبادرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لتكريس وزنه كبلد متقدم في مجالات متعددة، وهو يدرك أهمية موقعه الجغرافي، بين أوروبا وإفريقيا، والإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها، ولكنه يدرك أيضًا الحاجة إلى تعزيز التعاون مع البلدان الأخرى، والبحث عن مستثمرين للعمل جنبًا إلى جنب، لمواجهة التحديات المستقبلية، وتعتبر إسبانيا، في هذا المجال، من بين أفضل حلفاء المملكة خلال السنوات الأخيرة.

وفي هذا الصدد، انطلقت، أمس الثلاثاء، بمدريد، أشغال منتدى اقتصادي رفيع المستوى مخصص لعرض فرص الأعمال التي توفرها جهة الداخلة-وادي الذهب، بحضور حوالي مائة رجل أعمال وممثلي الشركات الكبرى، إلى جانب دبلوماسيين معتمدين في إسبانيا.
وتميز هذا المنتدى، الذي تنظمه غرفة التجارة بمدريد بشراكة مع سفارة المغرب بإسبانيا، بمشاركة رئيس مجلس الجهة الخطاط ينجا، وسفيرة المغرب بإسبانيا كريمة بنيعيش، ونائب رئيس غرفة التجارة بمدريد أوغوستو دي كاستانيدا.
وتضمن برنامج هذا الحدث عدة جلسات أدارها مسؤولون من المركز الجهوي للاستثمار حول "مناخ الأعمال وفرص الاستثمار بين جهة الداخلة وإسبانيا" و"الاستراتيجيات القطاعية للمغرب بجهة الداخلة".
وتمحورت المداخلات أيضا حول عرض ميناء الداخلة الأطلسي الجديد وفرص الاستثمار في قطاعات التجارة والسياحة والصناعة وتربية الأحياء المائية بالمنطقة.
وحسب غرفة التجارة بمدريد، فإن "جهة الداخلة تتميز بإمكانياتها في مجالات الصيد البحري والسياحة والفلاحة والطاقات المتجددة، مما يجعلها وجهة استثمارية استراتيجية، خاصة بالنسبة للشركات الإسبانية".
وأوضحت الغرفة في مذكرة تقديمية للمنتدى أن "هناك استثمارات كبرى جارية في الجهة، مثل ميناء الداخلة المطل على المحيط الأطلسي، والتي من شأنها تحفيز مختلف القطاعات الإنتاجية، وتعزيز البنية التحتية اللوجستية، وخلق فرص في مجال النقل البحري الدولي".
كمت تتوفر الجهة على "المشروع الكبير الذي تبلغ قيمته ملياري دولار لإنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر سيخول المنطقة أن تصبح مركزا رئيسيا للابتكار والاستثمار"، وفق المصدر ذاته.

 

كريمة بنيعيش: يتعين علينا دعم المستثمرين الإسبان بالمغرب وفق منظور رابح-رابح
أكدت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، خلال هذا المتدى، أن جهة الداخلة - وادي الذهب أضحت قطبا اقتصاديا إقليميا رئيسيا يربط المغرب مع امتداده الإفريقي ويوفر فرصا استثمارية كبيرة للفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأجانب على حد سواء.
وأوضحت بنيعيش، أمام ثلة من السفراء الأفارقة والعرب وحوالي مائة من رجال الأعمال ورؤساء المقاولات الإسبان، أن هذه الجهة تعد من أكثر الجهات دينامية في المغرب بفضل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015.
وأبرزت الدبلوماسية أن هذا النموذج التنموي مكن من تنفيذ برامج هيكلية مختلفة لمواكبة تنمية الجهة في العديد من المجالات، بما في ذلك البنيات التحتية للموانئ والطاقة والفلاحة والصيد البحري والسياحة والتكوين والثقافة والبيئة.
وقالت بنيعيش: "اليوم، يتعين علينا الاستفادة من هذه المؤهلات والمزايا التي توفرها هذه المنطقة، وكذا من اللحظة التاريخية التي تشهدها العلاقات بين المغرب وإسبانيا، لدعم المستثمرين الإسبان في المملكة وفق منظور رابح-رابح".
وأضافت أن المغرب تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أطلق سياسة إفريقية "واقعية وبناءة"، تعزز التعاون المثمر بين بلدان الجنوب وتجعل من المغرب قطبا إقليميا وقاريا.
وفي هذا السياق، ذكرت بنيعيش بإطلاق جلالة الملك، في نونبر 2023، للمبادرة الأطلسية الرامية إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، مراهنا بذلك على الاندماج الإقليمي الذي يتيح فرصا كبيرة للتحول الاقتصادي والاجتماعي والأمني والبيئي.

 

ينجا الخطاط: "مستعدون جداً لتطوير العلاقات الاقتصادية مع إسبانيا"

دعا رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، ينجا الخطاط، بدوره، رجال الأعمال والمقاولات الإسبانية إلى اغتنام الفرص الاستثمارية التي توفرها الجهة، التي أصبحت مركزا تجاريا ولوجستيا قاريا. وأكد ينجا، خلال هذا المنتدى، أن جهة الداخلة وادي الذهب، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي والمتميز، أضحت مركزا لوجستيا وتجاريا لإفريقيا وبوابة للشركات الكبرى إلى السوق الإفريقية، مع إمكانات مستقبلية واعدة. وأضاف أن جهة الداخلة وادي الذهب تتحول بشكل متزايد إلى "منصة لخلق الثروات" بفضل القطاعات المتطورة باستمرار مثل الصيد والسياحة والتجارة والفلاحة والطاقات المتجددة، مضيفا أن الجهة مجهزة أيضا ببنيات تحتية رفيعة المستوى توفر المرافق اللازمة لتطوير كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية.
وفي هذا السياق، أشار ينجا إلى أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الضخم سيوفر دفعة كبيرة للاستثمارات الأجنبية.
وقال إن المبادرة الدولية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز نفاذ بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، تهدف إلى جعل جهة الداخلة - وادي الذهب على وجه الخصوص وأقاليم الجنوب عموما، منطقة جاذبة للاستثمارات بما يفتح آفاق لمزيد من تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الإفريقية الشقيقة.
ومن ثم، دعا ينجا رجال الأعمال الإسبان لاستكشاف الفرص المختلفة التي توفرها الجهة والتي تقدم لهم نظام دعم مناسب لتطوير أعمالهم في أفضل الظروف.
وركزت المداخلات أيضا على عرض ميناء الداخلة الأطلسي الجديد وفرص الاستثمار في قطاعات التجارة والسياحة والصناعة وتربية الأحياء المائية بالمنطقة.

 

نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد: المغرب قوة اقتصادية إقليمية ذات اقتصاد حديث ومتنوع

أكد نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد، أوغوستو دي كاستانيدا، أن المنتدى الاقتصادي رفيع المستوى حول فرص الاستثمار بجهة الداخلة-وادي الذهب، المنظم بمدريد، يتيح فرصة العمل على تعزيز علاقات التعاون التجاري بين إسبانيا والمغرب.
وأشار دي كاستانيدا خلال هذا اللقاء إلى أن "هذا الاجتماع المهم يتيح لنا فرصة التعرف على بعضنا البعض وتعزيز صداقتنا، الأمر الذي سيؤدي إلى التقدم المتبادل"، مؤكدا على أهمية هذا الحدث الذي عقد بمبادرة من الغرفة بالشراكة مع سفارة المغرب بإسبانيا.
وعلى أساس هذا المبدأ، يقول المسؤول الإسباني، فإن غرفة التجارة بمدريد "تدعم بقوة" هذا النوع من الفعاليات كوسيلة لتعزيز المعرفة المتبادلة والتعرف عن كثب على فرص الاستثمار التي توفرها المنطقة.
وأشار نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد إلى أن "المغرب قوة اقتصادية إقليمية ذات اقتصاد حديث ومتنوع، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي يتيح له الولوج إلى سوق تضم 2500 مليون نسمة".
وتابع قائلا: إن "موقع المغرب كبوابة لأفريقيا ومركز لوجستي ومالي بالنسبة لسوق جنوب الصحراء يجعله بلدا استراتيجيا"، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا بلغت رقما قياسيا وصل إلى 12 مليار يورو خلال العام 2023.




تابعونا على فيسبوك