أثار تأخر تفعيل برنامج تهيئة وتثمين ساحة جامع الفنا، جدلا في أوساط العديد من الفعاليات المراكشية، ومجموعة من المهنيين وأصحاب المطاعم المتنقلة، على الرغم من وجود اتفاقية موقعة بهذا الشأن، بما رصد في إطارها من مبالغ مالية هامة.
وفي هذا الإطار، وجه رشيد حموني النائب البرلماني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، حول ضرورة تفعيل اتفاقية وبرنامج تأهيل ساحة جامع الفنا.
وقال النائب البرلماني في سؤاله الكتابي، إن ساحة جامع الفنا تشكل قيمةً تاريخية بارزة وعلامةً سياحية وثقافية متفردة، مما أهلها، عن جدارةٍ واستحقاق، إلى أن تتبوأ مكانةً عالمية رائدة، وتم تصنيفها منذ سنواتٍ ضمن قائمة التراث العالمي للإنسانية لدى منظمة اليونسكو.
وأضاف النائب البرلماني، أن ساحة جامع الفنا، تكتنفها، اليوم عدد من النقائص والسلبيات من حيث التعمير والمعمار، وعلى مستوى التدبير والتنظيم والبنيات التحتية والمرافق والتجهيزات الأساسية، مشيرا إلى أن إعادة هيكلتها وتأهيلها، بصورة ناجعة ومستعجلة، أصبحت مسألة في غاية الأهمية، لأجل رد الاعتبار إليها واسترجاع رونقها وصوْن مكانتها العالمية على جميع المستويات، ولأجل النهوض بها من خلال برامج تنموية تعزز جاذبيتها الثقافية والاقتصادية والسياحية، وبغاية ضمان استدامتها كموروث وطني وعالمي وإنساني.
وتساءل النائب البرلماني حول مبررات تعثر تفعيل البرنامج الموضوع تحت إشراف الوزارة عبر شركة العمران، والمتعلق بإعادة هيكلة وتهيئة وتثمين ساحة جامع الفنا، والتدابير التي يتعين على الوزارة اتخاذها، على وجه السرعة، لأجل تجاوز هذه الوضعية غير السليمة، والإسراع في القيام بما يلزم للنهوض بهذا الموقع التاريخي والوطني والإنساني المتفرد.
وفي سياق متصل، أثار التصميم الجديد لساحة جامع الفنا المرتقب، الذي يجري تداوله على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جدلا في أوساط المهنيين وأصحاب المطاعم المتنقلة، الذين شرعوا في طرح مجموعة من التساؤلات حول مدى احترام المعايير والشروط التي سيجري الاعتماد عليها في إعادة تهيئة الساحة التاريخية ومراعاة مطالب المهنيين في التوزيع العادل والمنصف لتموقع المطاعم المتنقلة، خصوصا تلك التي عانى أصحابها من الإقصاء والتهميش في التهيئة السابقة.
وتمحورت تدوينات عدد من النشطاء والمهتمين، حول الصورة الحقيقية التي سيكون عليها التصميم الجديد لساحة جامع الفنا القلب النابض لمراكش على أرض الواقع، خصوصا وأن بعض المشاريع بالمدينة الحمراء التي تم الشروع في إنجازها، تغيرت معالمها على ما كان يظهر في تصميماتها النموذجية، كما هو الشأن بالنسبة لنافورة ساحة القزادرية بالمدينة العتيقة الحاضرة في التصميم والغائبة على أرض الواقع.
وكانت لجنة القيادة المكلفة بتتبع الاتفاقية الخاصة بمشروع إتمام أشغال تهيئة وتثمين ساحة جامع الفنا، عقدت اجتماعا، شهر أبريل المنصرم، تحت إشراف كريم قسي لحلو الوالي السابق لجهة مراكش آسفي خصص لتدارس ومناقشة مشروع تأهيل ساحة جامع الفناء القلب النابض لمدينة مراكش، بحضور المصالح المعنية المختصة إضافة إلى لجن علمية تضم خبراء ومهتمين بالتراث الثقافي والمعماري وفعاليات المجتمع المدني الناشطة في مجال المعمار والتراث.
وخلال هذا الاجتماع، دعا والي جهة مراكش آسفي إلى احترام الآجال المسطرة دون الإخلال بجودة الأشغال مع الحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها بطريقة معقلنة، تسمح بالسير العادي للأنشطة التجارية والاقتصادية الممارسة ودون الإضرار بها، مؤكدا على أهمية مواصلة استشارة المنتخبين ومختلف الفاعلين بالساحة من ممثلي التجار والحرفيين وجمعيات المجتمع المدني المعنية، وكذا الخبراء المختصين في هذا المجال، كما أهاب الوالي بكافة المصالح اللاممركزة تقديم الدعم والمساعدة اللازمين لاستكمال الدراسات ولتيسير عملية الإنجاز.