قررت مؤسسة حديقة ماجوريل بمراكش، تنظيم تظاهرات ثقافية لفائدة زوارها من السياح المغاربة والأجانب، وذلك بمناسبة احتفالها بمرور 100 سنة على إحداثها.
واحتلت حديقة ماجوريل، خلال سنة 2022، المرتبة الثانية لأجمل الحدائق في العالم، باعتبارها مكانا ساحرا يغري بالزيارة، وذلك وفقًا لخبراء موقع "هاوس فريش" بناء على تصويت عشرات الآلاف من السياح.
وذكر بلاغ للمؤسسة، أنه مع توالي احتفالات الذكرى المئوية، تظل حديقة ماجوريل ليست مجرد شهادة على البراعة النباتية ولكن أيضًا شهادة على الإرث المستمر للفن والثقافة والحفاظ، وتظل واحة حيث تتلاقى الطبيعة والإبداع البشري بتناغم، وتدعو زوارها من المغاربة والأجانب الى الاستمتاع بروعتها.
وشكلت حديقة ماجوريل الواقعة على بعد ثلاث كيلومترات من ساحة جامع الفناء القلب النابض لمراكش، لمدة تزيد عن أربعة عقود متنفسا طبيعيا كان يرتاده المراكشيون للفسحة يوم الجمعة ومزارا للعرسان سواء أتناء فترة الخطوبة أو بعد الزفاف، لتصبح فيما بعد قبلة للسياح المغاربة والأجانب.
وتنتسب الحديقة للفنان التشكيلي الفرنسي " جاك ماجوريل" وهو من مواليد مدينة نانسي الفرنسية سنة 1886، من أب مصمم للأثاث" لويس ماجوريل"، عندما زار المغرب أول مرة سنة 1917 لأسباب صحية، قبل أن يقرر الاستقرار به نهائيا سنة 1923 ، إذ استهوته طبيعة المغرب وتضاريسه ونمط العيش بالقرى الأطلسية وهو ما أثر على أعماله الفنية، ليقرر شراء قطعة أرضية بحي الرويضات سنة 1924، رغبة منه في تكوين حديقة نموذجية واسعة جلب لها مختلف أنواع الأزهار والنباتات المتنوعة خلال رحلاته العديدة إلى مختلف بقاع العالم، كما شيد بها منزلا مزج فيه التراث المغربي بالهندسة الأوربية يضم مرسمه ومتحفا كانت تديره زوجته، قبل أن يصل مصمم الأزياء الفرنسي إيف سان لوران وشريكه التجاري بيير بيرجي، ليكتشفا الحديقة في عام 1966 ويقعا على الفور في حبها.
وخلال سنة 1947 فتح ماجوريل حديقته، للزيارات العمومية، حيث ولد هذا الفضاء المسحور من حلم روائي، لم يزد اللمسة الفنية لماجوريل فقط على الجدران بلونه الأزرق الشهير "بلو ماجوريل" ولكنه أيضًا أنشأ عالمًا نباتيًا مستوحى من الحدائق الإسلامية والاستوائية.
وتتزامن احتفالية مرور مائة سنة على إحداث حديقة ماجوريل، مع تنظيم معرضين، في الثاني من شهر مارس المقبل، يحملان عنوان "زهور إيف سان لوران" و "الصبار"، بمبادرة من متحف إيف سان لوران في مراكش ومتحف إيف سان لوران في باريس، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة لإنشاء المتحفين.
وتضم حديقة ماجوريل حوالي 300 نوع من النباتات الحديثة والنادرة بمختلف الألوان والأشكال المنحدرة من مختلف القارات حول العالم والمزروعة على مساحة تقارب 10000 متر مربع، وسط فيلا زرقاء مصممة على طراز الفن الزخرفي الفرنسي تتخللها بعض لوحات ماجوريل ومتحف للذاكرة عن التاريخ الأمازيغي بالإضافة لمتحف عن الفنون الإسلامية.
وتعتبر حديقة ماجوريل، برأي الكثيرين، من أكثر حدائق مراكش سحرا، إذ يجد فيها الزوار مكانا للتعبير الفريد والقوة الروحية الخلاقة، فضلا على كونها تزخر بثروة هائلة من نباتات جرى تجميعها من القارات الخمس، تتجاور فيها أشجار النخيل والصبار والخيزران ونباتات نادرة أخرى تختصر العالم في حديقة.