في ليلة شعر واعتراف .. مهرجان الفيلم بمراكش يحتفي بفوزي بنسعيدي

الصحراء المغربية
السبت 02 دجنبر 2023 - 14:07

احتفى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في سادس ليالي دورته العشرين، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بالمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، بحضور عدد كبير من الوجوه الفنية والسينمائية، أصدقاؤه، زوجته الممثلة نزهة رحيل، وممثلون آخرون عملوا تحت إدارته.

واعتبرت مؤسسة المهرجان أن تكريم بنسعيدي، صاحب المسيرة المهنية التي تمتد لأكثر من 25 عاما، مستحقة بامتياز، بصفته مؤلفا رائدا في السينما المغربية، وأحد أبرز ممثليها على الساحة الفنية العالمية، تختار أفلامه بانتظام في أكبر المهرجانات العالمية، من قبيل "كان"، "برلين"، "تورونتو"، "والبندقية".
وبدوره، عبر فوزي بنسعيدي، الشاعر، والزجال، الذي استطاع أن يبني بخطى واثقة أعماله الاستثنائية بطريقة فذة، وبإنسانية مرهفة، عن اعتززه بهذا التكريم في مدينة البهجة، وقال في حديث مع "الصحراء المغربية"، "يتملكني شعور قوي بالفرح والامتنان لتتويج في بلدي المغرب، ومن طرف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي تربطني به علاقة من نوع خاص، بدليل أنني حظيت بالمشاركة في أغلب فقراته على مدى دوراته السابقة".
وعن السينما التي يقدمها، والتي عادة ما يصفها النقاد وأصدقاؤه المخرجين بـ"الجذابة"، القادرة على إلغاء الحاجز بين المتلقي والشاشة، أكد فوزي بنسعيدي في تصريح لـ"الصحراء المغربية" أنه يعيش دائما بهاجس التفكير في الجمهور، حتى ولو لم يظهر ذلك أثناء تصوير أي عمل.
أما مشاركته في أحدث أفلام المخرج عادل الفاضيلي "أبي لم يمت" كممثل يؤدي دورا صامتا، قال فوزي بنسعيدي أن حضوره في الفيلم كان تلقائيا وطبيعيا بالنظر إلى الصداقة التي تجمعه بهذا المخرج المبدع، وأضاف، "دوري في فيلم أبي لم يمت كان نوعا من التحدي، لأنه مولع بالأدوار التي تعتمد التعبير الجسدي بعيدا عن الحوار، إلى جانب أنني أكن لعادل معزة خاصة ومعجب بأعماله السينمائية، وأهنئه على النجاح الذي حققه الفيلم إلى الآن، وتفاعل جمهوره الإيجابي عند عرض الفيلم هنا بمراكش". 
وفي كلمة وجهها فوزي بنسعيدي للجمهور الغفير، الذي حضر حفل تكريمه بقصر المؤتمرات، بعد أن تسلم نجمة المهرجان الذهبية محاطا على الخشبة بكل من نادية كوندا، هاجر كريكع، محسن مالزي، ربيع جيهل وعبد الهادي طالب وفهد بنشمسي، أعرب المحتفى به عن شكره لجلالة الملك محمد السادس، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وللممثلين الذين اشتغلوا والتقنيين جنود الخفاء.
وقال "أخرجت فيلمي القصير الأول في سن الثلاثين، وكانت تلك بالنسبة لي ولادة ثانية لا تقل أهمية عن الولادة المسجلة في أوراقي الرسمية، لذا، وفقا لعملية حسابية بسيطة، فعمري الحقيقي، عمري الذي قضيته في السينما، هو 25 عاما".
واعتبر بنسعيدي أن فيلمه المقبل لن يكون الشريط السينمائي السابع في مساره المهني وإنما الأول، مؤكدا أن جميع الأفلام مهما بلغ تاريخ مخرجيها هي أفلام أولى، مستحضرا بداياته مع السينما في مسقط رأسه مكناس، وقاعتها السينمائية "كاميرا"، التي احتضنت أحلام طفولته.
وكشف المخرج المغربي عن قلقه في هذا العصر الذي تكثر فيه مظاهر التطرف، مؤكدا أنه التساؤل الذي يجب أن يطرح إن كانت الأفلام مرآة عصرها،  داعيا إلى الدقة والتفكير، قبل أن يختم كلمته بمشاركة أبيات للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وفي كلمة باسم الممثلين الحاضرين الذين اشتغلوا مع بنسعيدي، قال ربيع بنجيهل إن تكريم فوزي بنسعيدي بمثابة "وقفة استثنائية، ولحظة خالدة، واعتراف بفنان وإنسان تقاسم معه أبطال أعماله هوس المسرح وعشق السينما.
ونوه بنجيهل ببنسعيدي "المبدع، المخرج والسيناريست الذكي، صاحب الرؤى الإخراجية التي يتماهى فيها الصوت والصورة بكل جمالية وعمق، مرسخا بذلك اسما من ذهب مع الكبار". 
يشار إلى أن أول أفلام فوزي بنسعيدي القصيرة، حمل عنوان "الحافة" عام 1997، نال عنه العديد من الجوائز، قبل أن يشارك أندري تيشيني في كتابة سيناريو فيلمه "بعيدا" سنة 2000، وأعقب ذلك إخراجه لفيلمين قصيرين بعنوان "الحيط... الحيط"، المتوج في قسم "أسبوعي المخرجين" بمهرجان "كان"، و"خيط الشتا"، الذي توج في مهرجان البندقية.
وفاز فيلمه الطويل الأول "ألف شهر" (2003) بجائزتي النظرة الأولى ولجنة الشباب في قسم "نظرة ما" بـ"كان". وأتبع ذلك بفيلم "يا له من عالم رائع" الذي عرض في مهرجان البندقية. وفاز فيلمه الموالي "بيع الموت" (2011)، المتوج بجائزة "فن وتجريب" في مهرجان برلين، ثم أخرج فيلم "وليلي" (2017) الذي تم اختياره في قسم "أيام البندقية"، ونال سبع جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
كما أخرج بنسعيدي فيلم "أيام الصيف" المقتبس عن رواية "بستان الكرز" لأنطون تشيخوف. وتم عرض أحدث أفلامه الطويلة "الثلث الخالي" في قسم "أسبوعي المخرجين" بمهرجان كان سنة 2023. وفوزي بنسعيدي هو أيضا ممثل، فقد لعب في أفلام برتراند بونيلو، نذير مقناش، داود أولاد السيد وجاك أوديار.




تابعونا على فيسبوك