أثمان خدمات الحرث للهكتار الواحد ما بين 300 و400 درهم خلال الموسم الفلاحي الحالي

الصحراء المغربية
الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 - 13:29

انطلق الموسم الفلاحي بشكل فعلي في شقه المتعلق بالقطاع الزراعي بإقليم الخميسات، على إثر التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة، أخيرا، مخلفة وقعا إيجابيا في نفوس الفلاحين، الذين استبشروا خيرا بموسم فلاحي جيد، وسارعوا نحو أعمال الحرث المبكرة وتهيئة التربة ومباشرة أعمال الزراعات المبكرة، كالشعير، بالمناطق التي تتميز بتربة الرملي والحمري، في انتظار بضعة أسابيع لانطلاق زراعة الحبوب، كالقمح الطري، والقمح الصلب، في عموم الأراضي الزراعية.

وقال إدريس، سائق جرار إن مناطق جماعة آيت يدين تكون سباقة إلى عمليات الحرث، لأنها أراض يغلب عليها طابع الانبساط. وتتميز بتنوع تربتها ما بين الرملي والحمري، وهذا النوع لا يتطلب كميات وفيرة من الماء، بل يكفيها قليل من الأمطار لتصير صالحة للزراعة.
وأضاف إدريس أن انطلاق الموسم الفلاحي تزامن مع ارتفاع كبير في أثمان المحروقات، موضحا أن سعر الغازوال تجاوز سقف 14 درهما للتر الواحد، وكذلك أسعار مواد التشحيم وقطع الغيار الخاصة بالمحارث والجرارات، ما ساهم إلى حد كبير في ارتفاع أثمان خدمات الحرث للهكتار الواحد، التي صارت تتراوح ما بين 300 و400 درهم، إضافة إلى ارتفاع أثمان البذور، مثل الشعير الذي أصبح يتراوح سعره بالسوق الأسبوعي ما بين 300 و400 درهم للقنطار الواحد، وبالتالي فإن النفقات الموجهة للقطاع الزراعي ستكون خلال هذا الموسم بتكلفة أكبر، قد تتسبب في عجز الفلاحين الصغار عن التعاطي للزراعة.
وأكد عدد من الفلاحين بجماعة آيت يدين أن الأمطار التي تشهدها المنطقة حاليا تساهم إلى حد كبير في النمو الطبيعي للمزروعات البورية على وجه الخصوص، وبالتالي يتضح أن وقعها يكون إيجابيا على القطاع الزراعي. كما ستعود بالنفع على الأشجار المثمرة والكروم ونباتات إنتاج الأعلاف، التي يستغلها الفلاحون في تغذية المواشي، بالإضافة إلى نفعها الكبير في إغناء الفرشة المائية وارتفاع منسوب المياه الجوفية والسطحية في الأودية والبحيرات والآبار وارتفاع حقينة السدود، ناهيك عن نمو النباتات والأعشاب الكلئية، التي ستمكن من توفير العشب في المراعي الطبيعية، وبالتالي استفادة الماشية من الرعي المجاني الذي سيترتب عنه تخفيض أسعار الأعلاف التي سيكون دورها ثانويا بالنسبة للكسابة.
وقال محمد الناجي، عضو الغرفة الفلاحية لجهة الرباط سلا القنيطرة، في تصريح لـ»الصحراء المغربية»، إن التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، كانت كافية لمباشرة أعمال الحرث الأولي لإعداد التربة وزرع الشعير، على اعتبار أن هذا النوع من المزروعات يكون في هذا الوقت بالذات، لأنها من الزراعات المبكرة التي يسعى الفلاح من ورائها إلى توفير الكلأ للمواشي وللدواب على وجه الخصوص.
 وتأتي بعدها زراعة القمح الطري ثم الصلب، حسب الجدول الزمني، الذي يخصصه كل فلاح لأعماله الموسمية الفلاحية، لكن عموما هذا هو النظام المتبع من قبل المزارعين الذين يعتمدون على الفلاحة البورية التي عمادها التساقطات المطرية.
وأضاف الناجي أن المديرية الإقليمية للفلاحة بالخميسات اتخذت التدابير اللازمة لإنجاح الموسم الفلاحي الجاري، من خلال توفير البذور المختارة والأسمدة في كل المناطق بالدوائر الأربعة بالإقليم، لتزويد الفلاحين بالمواد الأولية بما يكفي الأراضي الصالحة للزراعة بالإقليم، والتي تقدر مساحتها بحوالي 372.651 هكتارا.




تابعونا على فيسبوك