عادة ما تلقي الكوارث الطبيعية والأخطار الكبيرة بظلالها على الحالة النفسية للاطفال، فبعد مرور أسبوع على وقوع الزلزال الذي شهدته بعض مناطق المغرب، يواجه بعض الأطفال ظروف نفسية صعبة خاصة الذين مروا من تجارب مؤلمة بسبب الفاجعة، كألم فقدان أحبتهم أو النجاة من الموت، إلى جانب القلق من حدوث هزات أخرى.

وفي هذا الصدد، يحث الاخصائيون على ضرورة الاهتمام بالأطفال وتقديم المواكبة النفسية لهم خلال هذه الفترة، بهدف التخفيف من آلامهم ومساعدتهم على تجاوز هذه المحنة، لا سيما أن وقع الصدمة لا يزال قويا.

وقال وسام الزهار، أخصائي نفسي في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، إن الأطفال هم أكثر تأثرا بالأزمات، خاصة إذ كانوا يعانون من هشاشة نفسية بالتالي يصبحون عرضة لبعض الاضطرابات النفسية المتمثلة في الخوف والقلق والحزن والاضطراب في النوم ورؤية أحلام مزعجة وصعوبة في التركيز.

وأوضح المتحدث أنه من الطبيعي أن يتأثر الأطفال بالزلزال الذي عرفه المغرب، إذ ينبغي على أولياء الأمور توعية أطفالهم من خلال شرح ماهية الكارثة الطبيعية، وكيف ينبغي التعامل معها، مؤكدا أنه "لا بد أن نكون صادقين ومنفتحين لمناقشة هاته المواضيع بطرق واقعية".

وشدد الأخصائي على ضرورة عدم إخفاء الحقائق عن الأطفال، وجعلهم يطلعون على كل شيء، فالصدمات جزء من الجغرافيا ويجب مواجهة ذلك، كما يمكن اعتبارها فرصة لتعليم الأطفال"، موضحا أن توعية السليمة تساهم في تجهيز الأطفال لمواجهة الكوارث الطبيعية بشكل أفضل.

وأشار الأخصائي إلى أنه ينبغي تجنب الأخبار التي تضخم من حجم الكارثة، مع محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية، وتقديم الدعم النفسي والتربوي للأطفال لمساعدتهم للعودة للنمط الحياة العادي.