أفاد صلاح الدين حركات، فاعل سياحي وفندقي من مراكش، أن القطاع السياحي بالمنطقة لا يفكر حاليا في معادلة الربح والخسارة في ظل حصيلة زلزال 8 شتنبر وتداعياته المؤلمة، موضحا في تصريح لـ "الصحراء المغربية" أن الظرفية تستدعي بلورة دور للقطاع ومساهمته في التخفيف من الآثار المترتبة عن الفاجعة.
وأورد أن المؤسسات الفندقية في هذه اللحظات وفي إطار التضامن يمكنها أن توفر الإيواء لضحايا الزلزال، الذين انهارت بيوتهم، وقال إن "هذه المرحلة تتطلب منا كمغاربة التفكير وباستعجالية في الحلول التي يمكن أن يقدمها القطاع". وحول وضعية الفنادق السياحية، أعلن المتحدث أن هناك نسبة مهمة من إلغاء الحجوزات التي كانت مبرمجة من قبل خلال هذه الفترة، لكنه أردف مبرزا أن هناك حجوزات يتم تسجيلها حاليا برسم فترات لاحقة.
من جهته، أكد أمين الزغاوي، فاعل سياحي بالمدينة الحمراء، أن الوحدة الفندقية التي يشرف على تسييرها، عرفت يوم السبت 9 شتنبر مغادرة 130 سائحا من بريطانيا، وقال إنه يتفهم الأمر، غير أنه تابع موضحا أن هناك طلبات لإلغاء حجوزات كانت متوقعة خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أن إدارة الفندق أكدت رفضها لذلك، على اعتبار أنها تقترح وتوفر إمكانية التأجيل لفترات لاحقة يمكن اختيارها حسب أجندة الزبناء.
وقال الزغاوي في تصريح لـ "الصحراء المغربية" إن القطاع ليس في حاجة إلى زلزال اقتصادي آخر، في إشارة منه إلى مخلفات الأزمة الصحية لكوفيد–19، وأشار المتحدث إلى أن إداراته ستلجأ إلى فتح قنوات للتواصل مع شركائها في الخارج لتوضيح أن هذه المؤسسة الفندقية وغيرها لم تتأثر وأن لا أحد من السياح الأجانب ولا المغاربة أصيبوا خلال هذا الزلزال.
أما الزبير بوحوث، خبير في الشأن السياحي، فأوضح في تفسير للوضع الحالي للقطاع، أن وقوع الفواجع يولد نوعا من ردود الفعل الطبيعية المتمثلة في الخوف، وهذا ما حدث بعد زلزال 8 شتنبر، مشيرا إلى أن رحيل السياح الأجانب كان تصرفا أملته الغريزة الإنسانية، وهو ما أدى إلى التقليص من مدة إقامتهم التي كانت مبرمجة. وبخصوص إلغاء الحجوزات، أشار إلى أن هناك جمعيات من القطاع بالخارج، دعت الفاعلين السياحيين للجوء إلى خيار تخطي الإلغاء وتغليب كفة التأجيل لفترات أخرى دون مصاريف إضافية، وقال إن هناك خطوات لطمأنة الأسواق المصدرة للسياحة نحو وجهة المغرب، ويتوقع أن يكون هناك تحرك رسمي في هذا الاتجاه من الجهات الوصية على القطاع، وأشار إلى أن هناك ربما إعداد وبلورة لاستراتيجية محددة في هذا الاتجاه.
وتطرق الزبير بوحوت إلى الأهمية البالغة لما ورد ببلاغ الديوان الملكي الذي أعقب الكارثة، مشيرا إلى أن كل ما ورد به يعتبر حاسما لتخطي تداعيات هذه الأزمة، مع تركيزه على النقطة التي تدعو إلى الحرص على استمرارية الأنشطة الاقتصادية.
وأصدرت الجامعة الوطنية للصناعة الفندقية بيانا تبلغ الرأي العام بأنه بفضل المعايير والتدابير الصارمة الجاري بها العمل في جل المنشآت الفندقية، لم يتم تسجيل أي وفيات في فنادق المغرب وأن ضيوف هذه المؤسسات وموظفيها كانوا في أمان. وجاء في البيان "في إطار روح التضامن، تستأنف الحياة مسارها الطبيعي في جميع منشآتنا كما تظل كل الفئات العاملة بالقطاع متأهبة بالكامل لتطمين ضيوفنا، وهو الاهتمام الذي سيستمر في الأيام المقبلة".
وأضاف المصدر "أن استئناف الحياة الطبيعية ممكن بفضل التضامن والتعاون والتفاني من طرف جميع المشتغلين بالقطاع الذين قدموا كل مساعدتهم للزبناء الذين اختاروا العودة إلى بلادهم في هذه الفترة الصعبة".