انفرجت أسارير السماء على جهة الغرب الشراردة بني يحسن التي شهدت أخيرا تهاطل الأمطار بمعدلات مرتفعة أبهجت قلوب الفلاحين بالمنطقة وأنعشت آمالهم في إنقاذ مزروعاتهم الخريفية وتوفير مياه كافية لسقي المزروعات الربيعية مما يبشر بتحقيق موسم فلاحي جيد يعوضهم الخسائر التي تكبدوها في الموسم الفارط.
وعاينت «الصحراء المغربية» الوقع الإيجابي للتساقطات المطرية على فلاحي الجماعة القروية سيدي عياش أولاد سلامة التابعة لإقليم القنيطرة، حيث أبدى المزارعون سرورهم بأمطار الرحمة التي يعتمدونها عليها بالأساس لسقي مزروعاتهم من الحبوب والقطاني، كما رفعت من منسوب المخزون المائي وملأت الآبار التي كانت إلى وقت قريب ناضبة، وبددت مخاوفهم من انعكاسات شح الأمطار واستنزاف الموارد المائية بالمنطقة على المحاصيل الزراعية وتربية المواشي.
وفي هذا الصدد، أكد بدة بدة أحد الفلاحين بسيدي عياش على أن كميات الأمطار الأخيرة حققت للمزارعين الصغار الاكتفاء المائي، كما ساعدتهم على ضمان محاصيل زراعية جيدة خلال الموسم الفلاحي الحالي، مشيرا إلى أن التساقطات حلت على المنطقة في الوقت المناسب وأنعشت ما زرعه الفلاحون من حبوب وقطاني وتعدهم بمنتوج فلاحي يسد حاجيات المنطقة بأكملها ويلبي كذلك احتياجات السوق الوطنية.
وأضاف بدة في تصريحه لـ»الصحراء المغربية» أن الأمطار الأخيرة وفرت المياه بالمنطقة مما يسمح للفلاحين بزراعة نوارة الشمس بعد شهرين دون أدنى تخوف من قلة المياه، كما غطت حاجيات الجماعة القروية من الماء الشروب لسقي الماشية وحققت الاكتفاء لإنقاذ الزراعات البورية ووفرت الكلأ، مما يبشر بموسم فلاحي جيد سيعوض الفلاحين ما تكبدوه من تكاليف باهظة لاقتناء البذور والأسمدة والأدوية.
وفي هذا السياق، أشار المتحدث ذاته إلى أن الغلاء طبع أسعار مختلف اللوازم التي يعتمد عليها الفلاحون في زراعة أراضيهم حيث ارتفعت أثمنة البذور من 350 درهما إلى 750 درهما للقنطار الواحد، وزاد ثمن الشمندر والنخالة إلى 5 دراهم للكيلو الواحد في الوقت الذي كان لا يتجاوز درهمين ونصف، فضلا عن ارتفاع أسعار المحروقات ومصاريف كراء الجرارات التي يستخدمونها في حرث الأرض، وهو مازاد من معاناة الفلاحين وتدهور أوضاعهم.
من جهته، صرح علال، فلاح بالجماعة القروية أولاد سلامة لـ»الصحراء المغربية» أن بركة الأمطار الأخيرة نفعت مزروعاته الخريفية وضمنت له تحقيق محصول جيد خلال هذا الموسم، ولم يفته أن يشير إلى أن وتيرة التساقطات التي شهدتها المنطقة أنسته قساوة الظروف المادية التي يعيش على وقعها إلى جانب باقي المزارعين الصغار، حيث لم يعد بمقدورهم تغطية مصاريف فلاحة الأراضي بسبب الارتفاع المهول لأسعار الأسمدة والبذور والمحروقات بسبب تداعيات الأزمة الصحية وانعكاسات الجفاف الذي ضرب المنطقة في السنتين الماضيتين.
ودعا علال في هذا الصدد الجهات المسؤولة إلى الالتفات لأوضاع المزارعين الصغار وضعف مواردهم المالية واتخاذ تدابير تسمح لهم بالاستمرار في أنشطتهم الفلاحية لأنها مورد رزقهم الوحيد كما يساهمون في تلبية حاجيات الأسواق الوطنية من الخضروات والبواكر والقطاني والنباتات العطرية.
أسماء ازواوان
تصوير: حسن سرادني