انطلق الموسم ألفلاحي بشكل فعلي في شقه المتعلق بالقطاع الزراعي بعد تسجيل تساقطات مطرية مهمة خلفت وقعا ايجابيا في نفوس الفلاحين الذين استبشروا خيرا بموسم فلاحي جيد حيث يسارعون الزمن لمباشرة أعمال الحرث المبكرة وتهيئة التربة ومباشرة أعمال الزراعات المبكرة كالشعير في انتظار بعض الأسابيع لانطلاق زراعة الحبوب كالقمح الطري والقمح الصلب.
وعبر عدد من الفلاحين بإقليم الخميسات عن ارتياحهم للتساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة في اليومين الأخيرين لأنها تبشر بموسم فلاحي جيد بعدما جاءت في الوقت المناسب حيث ساعدت الفلاحين إلى حد كبير على الشروع في مباشرة عمليات الحرث الأولي لإعداد التربة وتخصيبها تمهيدا لمباشرة أعمال الزراعية خلال الأيام القليلة المقبلة ،آملين أن تستمر التساقطات المطرية بانتظام طيلة السنة .
وقال العربي القرقوري رئيس جمعية الكنزرة للتنمية الشاملة في تصريح ل"الصحراء المغربية " أن التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية كانت كافية لمباشرة أعمال الحرث الأولي لإعداد التربة وزرع الشعير على اعتبار أن هذا النوع من المزروعات يكون في هذا الوقت بالذات لأنها من الزراعات المبكرة التي يسعى الفلاح من ورائها إلى توفير الكلأ للمواشي وللدواب على وجه الخصوص وتأتي بعدها زراعة القمح الطري ثم الصلب حسب الجدول الزمني الذي يخصصه كل فلاح لأعماله الموسمية الفلاحية ،لكن عموما هذا هو النظام المتبع من قبل المزارعين الذين يعتمدون على الفلاحة البورية التي عمادها التساقطات المطرية.
وأضاف القرقوري أن الموسم ألفلاحي للسنة الجارية يأتي في ظروف صعبة بالنسبة للفلاحين بسبب تضررهم خلال السنوات الأخيرة من ضعف المردودية والجفاف الحاد الذي ضرب الموسم ألفلاحي الأخير وتزامن هذه الظروف الصعبة مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية في هذا المجال وخصوصا المحروقات ومشتقاتها بما فيها مواد التشحيم واليد العاملة، ما جعل أثمان الحرث تبلغ لأول مرة سقف 400 درهم للهكتار الواحد بعدما كانت تتراوح أسعار خدمات الحرث بين 200 و250 درهم كأبعد تقدير ناهيك عن ارتفاع أثمان البذور في الأسواق الأسبوعية موضحا أن ثمن القنطار الواحد من الشعير مثلا يتراوح بين 350 و400 درهم ،ما يتسبب في عجز الفلاحين الصغار وتخليهم عن الأنشطة الزراعية مطالبا وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات بتقديم الدعم المباشر للفلاحين عن كل هكتار من مزروع من الأرض لتخفيف العبء عنهم لان الجفاف والغلاء يقوضان المجهودات التي يقوم بها الفلاحون للاستمرار في أنشطتهم الزراعية.
وأكد عدد من الفلاحين بجماعة ايت يدين أن الأمطار التي تعرفها المنطقة حاليا تساهم إلى حد كبير في النمو الطبيعي للمزروعات البورية على وجه الخصوص وبالتالي يتضح أن وقعها ايجابيا على القطاع الزراعي كما ستعود بالنفع على الأشجار المثمرة والكروم ونباتات إنتاج الأعلاف التي يستغلها الفلاحون في تغذية المواشي بالإضافة إلى نفعها الكبير في إغناء الفرشة المائية وارتفاع منسوب المياه الجوفية والسطحية في الأودية والبحيرات والآبار وارتفاع حقينة السدود ناهيك عن نمو النباتات والأعشاب الكلئية التي ستمكن من توفير العشب في المراعي الطبيعية وبالتالي استفادة الماشية من الرعي المجاني الذي سيترتب عنه تخفيظ أسعار الأعلاف التي سيكون دورها ثانويا بالنسبة للكسابة.
ولم يتوقف الدور الايجابي للتساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة في الأيام القليلة الماضية عند هذا الحد بل جاءت في الوقت المناسب و بنسبة كافية يقول احد الكسابة بجماعة ايت يكو ما يشجع الفلاحون والكسابة على المحافظة على الثروة الحيوانية والاستثمار فيها بشكل كبير اعتبارا لنفعها الشامل لجميع النباتات والمزروعات حيث تساعد على توفير الكلأ بالمراعي من خلال النمو الطبيعي للأعشاب واستغناء الفلاحين والكسابة على استهلاك الأعلاف وما يترتب عنها من تداعيات سلبية .